قضت " المشهد " ليلة كاملة في رصد معاناة وعذابات أفراد من الجالية السورية بالقاهرة، بين اللجوء إلى مكتب الأممالمتحدة بالقاهرة، والذهاب إلى مقر السفارة الأمريكية الذي يبعد خطوات عن المكتب الإعلامي للأمم المتحدة، بعد أن سلمت الجالية السورية " المعارضة " بمصر رسالة إلى المكتب الإعلامي؛ تطالب فيه الأممالمتحدة بالتدخل الفوري لحماية الشعب السوري الأعزل، وإنقاذ المدنيين الأبرياء؛ مما وصفتها الرسالة ب" الإبادة الجماعية ". وروى والد الشهيد " تامر محمد الشرعي " ل "المشهد" مأساة نجله بالقول: " اعتقلت شبيحة النظام ابني حيًا - أربعة أشهر - ثم استلمته بعدها جثه هامدة مصابة بالرصاص الحي، وكسر في الرقبة، وفقء بالعينيين "، مثبتًا أقواله بالتقارير والأشعات الطبية. والتقطت أطراف الحديث والدة الطفل " مصطفى مالك حسينو " البالغ من العمر أربعة عشر عامًا : " ابني أصيب بشلل جرّاء التعذيب، وأصبح معاقًا ونصف إنسان؛ بعدما كان طفلًا مثاليًا يمارس الرياضة "، مضيفةً أنه تم قنص عمه لمحاولته فضح النظام. وأضافت أم الطفل الذي لم يتجاوز 14 عامًا: " لقد خرج بناتي من التعليم بسبب ملاحقتهم من شبيحة بشار، وهكذا شردت الأسرة بكاملها ولا أحد يغيثنا ". ومن جانبه؛ أدان مأمون الحمصي - منسق الجالية السورية بمصر، وعضو الأمانة العامة لتجمع قوى الربيع العربي - "تخاذل" المجتمع الدولي أمام " جرائم " النظام السوري " المستبد "، الذي مازال " يستهتر " بالجامعة العربية ومراقبيها، ويستمر في عمليات القتل والإبادة الجماعية ضد الشعب الأعزل؛ بتحالف قوى الشيعة السياسية في إيران، وحزب الله، وقوات نور المالكي، ومقتدى الصدر، والعلوية الأسدية؛ لخدمة بقائه في السلطة في ظل إرادة مسلوبة للجامعة العربية، وتخاذل الأممالمتحدة. وطالب الحمصي بالتدخل الفوري للأمم المتحدة؛ لحماية المدنيين ووقف "المجازر"، واتخاذ مواقف عملية لردع النظام " المستبد "، وإرسال قوة عسكرية لوقف " إبادة " السنة في سوريا، ودعم الجيش السوري الحر، محذرًا من أن ما يجري سيؤدى إلى انهيار الأمن والاستقرار الدوليين. وأعلن الحمصي الاعتصام والإضراب عن الطعام داخل مكتب الأممالمتحدة بحي جاردن سيتي؛ حتى مجيء الرد والتدخل الفعلي؛ قائلاً: " وإن لم تتدخل الأممالمتحدة سنذهب للأزهر، ونطلب الجهاد والسلاح "، مرسلاً نداء الشعب السوري: " أوقفوا إبادة شعب؛ بعدما تحولت جامعة الدول العربية إلى استديو مُهل تلو الأخرى "، متسائلًا: " لماذا تدخلت الأممالمتحدة في ثورة ليبيا ولا تريد أن تتدخل في ثورة سوريا؟ وهل النفط الليبي أغلى من الدم السوري؟ ". وقالت خولة مطر - مديرة مركز الأممالمتحدة للإعلام بالقاهرة -: " نحن نتألم وموجوعون لما يحدث في سوريا؛ لكن ما نستطيع أن نفعله الآن هو نقل رسالتكم إلى الأمين العام؛ مرفقةً بالتقارير والصور والفيديوهات "، موضحةً أن الأمين العام " بان كي مون " ما هو إلا موظف في الأممالمتحدة، ولا يستطيع اتخاذ قرار إلا بموافقة مجلس الأمن، والدول الكبرى به، والتي تعمل وفق مصالحها ". وطالبت مطر الجالية السورية بتأجيل الاعتصام لحين ورود الرد؛ قائلة: " وإذا لم يأتِ الرد خلال يومين سيكون القرار قراركم "، مناشدةً الجالية السورية باسم العروبة ألا يقعوا في فخ الطائفية - سنة وشيعة - مثلما حدث في العراق ". وأضافت خولة مطر - قطرية الجنسية - :" لقد فاقت جرائم النظام السوري العربي " بشاعة " النازية ". في السياق ذاته؛ أكد الدكتورخالد النعيمي - الناشط السوري والأستاذ الجامعي -: " إذا لم تستجب الأممالمتحدة والأمين العام سيكونان شركاء في المجازر ". ووعد فتحي الدبابي - نائب مدير المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة - بإرسال التقارير في أسرع وقت لاتخاذ اللازم، منوهًا أن الدول الكبرى هي من تملك القرار، وليس الأمين العام للأمم المتحدة. وطالب أيمن عامر - منسق الائتلاف العام لثورة 25 يناير، والمنسق الإعلامي لتجمع قوى الربيع العربي - الأممالمتحدة بتفعيل دورها المنوط بها في استتباب الشرعية والعدالة الدولية، ووقف سياسة الكيل بمكيالين في القضايا العربية والدولية. وحذر عامر - خلال كلمته بمكتب الأممالمتحدة - من استمرار الأممالمتحدة في سياسة التخاذل والتجاهل طبقًا لمصالح الدول الكبرى؛ وإلا ستتحول الثورات العربية تجاه الأنظمة المتخاذلة والمتواطئة في عدم حماية المدنيين، سواء كانت جامعة الدول العربية أو الأممالمتحدة. ورفضت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالقاهرة دخول الجالية السورية عقب زيارتهم مكتب الأممالمتحدة؛ لتسليم رسالتها واستغاثتها؛ لحثها على صدور قرار من مجلس الأمن لحماية المدنيين. وطلبت مسئولة السفارة " استيفني هلد " تأجيل المقابلة للغد، مع تحديد عدد لا يزيد عن عشرة أشخاص، ومع موافقة الجالية السورية وانصرافها؛ اتصل أسامة نجيب - مسئول بالسفارة - مرةً أخرى بمنسق الجالية " مأمون الحمصي " ليطالبه بتقليص العدد إلى أربع سيدات؛ لكون المقابلة مع سيدة. واستهجن أبناء الجالية هذا التصنيف، ووصفوه بأنه: " لا يتماشى مع الدبلوماسية والحريات الأمريكية "، ثم عاد أسامة نجيب وقال: " أربعة رجال ونساء "، وهو ما رفضه الحمصي، معتبرًا ذلك ذريعة لإلغاء المقابلة، مستنكرًا سياسة أمريكا وسفارتها التي تدعي أنها حامية للديمقراطية والشرعية الدولية، على عكس سياستها التي وصفها ب"الانتقائية" و"المتنصلة" من التزاماتها الدولية؛ فضلًا عن معاملتها غير الأخلاقية أثناء استقبال الثوار وأهالي الشهداء والمصابين السوريين.