الثورة المصرية تحتضر وتكاد أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، قبل أن تحل ذكراها الأولى، وكأن هناك من يتعمد وأدها فى عامها الأول، فعادت إلى الساحة السياسية أساليب تكميم الأفواه وكبت الحريات والعودة إلى سياسة النظام السابق الذى نجح على مدى ثلاثين سنة فى قتل كل صوت حر، فكيف تحقق الثورة أهدافها فى ظل بقاء رموز النظام السابق فى مناصب حساسة وإطلاق ما تبقى من الفلول فى شوارع مصر مثل الكلاب المسعورة التى تنهش عرض الوطن، فهل يمكن أن تستعيد الثورة بريقها وشبابها قبل أن تصاب بالشيخوخة ونراها وهى مستلقاة على ظهر المهانة تستجدى العسكر، لعل وعسى أن يتركوها تتنفس نسمات الحرية، دون إراقة دماء أولادها الذين أشعلوها بأرواحهم، ثم تمت إزاحتهم بعيدا عن أحضانها عندما حل وقت الحصاد؟! إلى كل فتاة مصرية شريفة، أنصحك بعدم النزول إلى الميادين للتظاهر حتى لا تتعرضى للسحل على يد جندى مصرى كان يومًا شريفًا حتى زجوا به فى عالم السياسة المشبوه، فالتزمى المكوث فى بيتك أيتها العفيفة حتى يعود الجندى المصرى إلى صوابه، ويصل إلى مرحلة الشفاء التام من أمراضه النفسية التى دفعته لتعرية الفتيات المصريات فى الشوارع فى جريمة ستظل وصمة عار فى جبين المقاتل المصري.. ياترى هل مهمة الجيش الآن هى حماية المتظاهرين.. أم هتك أعراض البنات أمام شاشات الفضائيات العربية، فى مشاهد صادمة لا يتقبلها عاقل؟؟. لك الله يا أختى المصرية فى زمن "السحل"! بعد ان خسر شباب الثورة معركة الانتخابات البرلمانية ولم يفز أى منهم بمقعد تحت القبة، وبعد أن خفت صوتهم بفعل فاعل فى الميادين، وسقطت مطالبهم تحت أقدام المنتفعين والقافزين على الثورة، وبعد أن تعرضوا للقتل والسحل على يد قوات الشرطة والجيش، وبعد ان تعرضوا للاتهام بأنهم خونة وعملاء، وبعد أن تشتتوا وأخطأوا وكونوا مئات الائتلافات والحركات السياسية، أنصحهم بأن يقوموا بثورة أخرى فى بلد أخر، خالية من الفلول والفلافل والفول وكل ما يمكن أن يصيب الإنسان بالغباء ويمنحه درجة "حمار"! منذ اندلاع الثورة هناك تساؤلات تفرض نفسها: ماذا يريد الشعب من المجلس العسكري.. وماذا يريد الثوار من ميدان التحرير، وماذا يريد الإسلاميون من البرلمان.. وماذا يريد الجيش والشرطة من المتظاهرين.. وماذا يريد المخربون من تراثنا وتاريخنا واستقرارنا.. وماذا يريد كل حزب فاشل من المواطن.. وأنا أقول ماذا يريد كل هؤلاء من مصر؟!