يلزم العاملون في القطاع العام في اليونان اضراباً اليوم الاربعاء، مع توقع خروج تظاهرات كبيرة، وذلك في جو متوتر جراء مقتل احد الناشطين المعارضين للفاشية في جريمة نسبت الى عناصر من النازيين الجدد. وقبل ساعات من انطلاق التظاهرات في اثينا، قتل فنان معارض للفاشية يبلغ 34 عاما اثر اصابته بطعنات سكين بعد شجار. ووقعت الحادثة قرابة منتصف الليل في ضاحية كيراتسيني غرب اثينا، وفق مصادر في الشرطة. والضحية يدعى بافلوس فيساس وهو مغني “هيب هوب”، اما المشتبه به الرئيسي فهو رجل في ال45 من العمر عضو في حزب “الفجر الذهبي” المؤيد للنازيين الجدد، وقد تم اعتقاله من جانب الشرطة وبحوزته سكين. واعلن المتحدث باسم الحكومة سيموس كيديكوغلو في حديث اذاعي “تنديده” بالجريمة متعهدا باتخاذ كافة التدابير اللازمة لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث. وسارع الحزب المؤيد للنازيين الجدد الى نفي اي ضلوع له في الجريمة التي من شأنها تأجيج جو التوتر خلال التظاهرات المرتقبة في مختلف انحاء اليونان. ويعتبر المراقبون السياسيون ان اليونان ليست بمنأى من الحوادث خلال التظاهرات، ما من شأنه ضرب التوازن الهش للائتلاف الحكومي. وانطلقت تظاهرتان صباحيتان في اثينا اعتبارا من 07,30 ت غ. وبالاضافة الى المدارس والمستشفيات، شهد القطاع العام اليوناني حالا من شبه الشلل مع حركة نقل عام محدودة جدا، خصوصا بين العاصمة والمطار. ويحتج المضربون والمتظاهرون الذين انطلق تحركهم مطلع الاسبوع مع اضراب للاساتذة، على اصلاح اداري يتعلق بالاف الوظائف المهددة بتراجع مداخيل اصحابها او حتى بالغائها. وفي المحصلة، 250 الف موظف سيتم تجميد وظائفهم و4 الاف اخرون سيتم صرفهم بحلول نهاية العام الجاري، بغية الحد من النفقات العامة. وعمدت السلطات اليونانية الى اتخاذ هذه الاجراءات بضغط من الدائنين الدوليين لليونان (الاتحاد الاوروبي – البنك المركزي الاوروبي – صندوق النقد الدولي) والذين يدقق خبراء منهم هذا الاسبوع في اثينا في حسابات البلاد ويضعون حصيلة للاصلاحات المتخذة بحسب ما أفادت الوكالة الفرنسية. وحصل رئيس الوزراء اليوناني انطونيس ساماراس خلال زيارة الى بروكسل الثلاثاء على دعم رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو، داعيا اليونانيين الى عدم “الاستسلام”. وقال باروزو “اعلم ان المواطنين اليونانيين يعيشون في ظروف صعبة للغاية، لكن بامكاننا القول الان ان ثمة ضوء في اخر النفق”، بعد ست سنوات من الانكماش الاقتصادي. وبفعل الازدياد الكبير في نسبة البطالة منذ بدء الازمة في العام 2010، والتدابير التقشفية القاسية، يسجل حزب “الفجر الذهبي” المؤيد للنازيين الجدد صعودا في مستوى التأييد الشعبي. وقد تقدم بحوالى اربع نقاط في استطلاعات الرأي خلال الاشهر الاخيرة ليصل الى حوالى 13%. وقد دخل هذا الحزب للمرة الاولى البرلمان اليوناني في يونيو 2012 حاصدا 18 مقعدا من اصل 300 في مجلس النواب. ويشتبه في تدبير عناصر “الفجر الذهبي” هجمات ضد مهاجرين، وهو ما ينفيه الحزب، كما ان عددا من نوابه ملاحقون بتهم تتعلق بالضلوع في اعمال عنف.