"الانتحار بمقابل".. يعني بداية النهاية للحرب على الإرهاب في سيناء أكد الخبراء الاستراتيجيون والعسكريون، أن الهجوم الإرهابي الانتحاري، الذي شنته العناصر الإرهابية باستخدام عربتين محملتين بكميات كبيرة من المتفجرات استهدفت عناصر التأمين بمدينة رفح بشمال سيناء، ما هو إلا التاكيد على أفلاسهم، عدديًا ومعنويًا، وأن الجيش استطاع حصرهم في سيناء فقط بعد إغلاق جميع المداخل والمخارج. بداية قال اللواء سامح أبوهشيمة الخبير العسكري والاستراتيجي، والمحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، أن حادث مبنى المخابرات الحربية برفح دليل على إفلاس الجماعات الإرهابية، والذين يتركز إفلاسهم في نقص القدرة العددية لهم أمام قوات الأمن في عملية التطهير أو القبض عليهم، وأيضًا الإفلاس المعنوي، حيث يشعرون باليأس ويحيطهم الشك الكبير أنهم لن يستطيعوا الخروج من سيناء إلا قتلى أو مقبوضا عليهم لأن الجيش استطاع تدمير معظم الانفاق على الحدود المصرية سواء مع غزة أو حتى اسرائيل. وأضاف أبو هشيمة في تصريحاته ل "المشهد"، أن محاولة تفجير مبنى المخابرات الحربية، جاءت بعد النشاط المكثف الذي بذلته الأجهزة المخابرتية، في جمع المعلومات عن هذه الجماعات الإرهابية، والبؤر التي تجمعهم وتقديمها للأجهزة الأمنية التي تنفذ عمليات التطهير، ومن خلال ما قدمته أجهزة المخابرات، اكتملت الخريطة المعلوماتية، وتم بلورتها للتنفيذ على أرض الواقع، ولذلك يحاولون الانتقام من المبنى ومن بداخله، كما أنهم شعروا أنهم مقتولون لا محالة فبدأ ما وصفه ب "الانتحار بمقابل". واتفق مع سابقه في الرأي اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري والاستراتيجي، قائلًا: أن العمليات الانتحارية التي بدأت تظهر على الساحة المصرية، ليست جديدة، إنما لم تشهدها مصر منذ فترة كبيرة، ولذا تعتبر اسلوبا جديدا اتبع في الفترة الحالية، ومن وجهة نظري هذه العملية تضطلع بها جماعة الإخوان.. وقامت بهذا الأسلوب، لإلصاقها بتنظيمات دولية أخرى، خاصة وهم يعتقدون أن الأجهزة الأمنية لم تتوقع منهم هذا الأسلوب، بالإضافة إلى اعلان "جماعة أنصار بيت المقدس" مسئوليتها عن الحادث، وهذا مؤكد بالاتفاق معهم حتى يبعدوا بعض التهم عنهم. واوضح الخبير الاستراتيجي، ان استهداف مبنى المخابرات الحربية من قبل الجماعات الإرهابية، يكشف عن علمهم بحساسية هذا المبنى وخطورته، فهو يشكل قاعدة إدارة المعارك، ونقطة ارتكاز محورية على مستوى جمع المعلومات المتعلقة بالجماعات التكفيرية المسلحة في مدن شمال سيناء، خاصة العريش والشيخ زويد ورفح، إلى جانب وجود الكثير من الأدلة والمعلومات المتعلقة بالتحقيقات الأخيرة التي أجريت مع الإرهابيين الذين تم القبض عليهم خلال الفترة الأخيرة. وعن القصور الأمني قال: قطعًا يوجد قصور أمني، ولكن في نفس التوقيت التنظيمات التي تواجهها الجهات الأمنية حجمها كبير ومنتشرة ولديها الكثير من العدد والأسلحة التي تجعلها تتمكن من المواجهة لأوقات طويلة، خاصة وأن هذه التنظيمات استغلت فترة حكم الإخوان وتمكنت من إدخال أكبر كميات من الاسلحة والجماعات الإهابية التابعة، مما جل سيناء مكدسة بالإرهابيين واسلحتهم. وعلى الجانب الآخر قال اللواء محمود متولي الخبير العسكري والاستراتيجي، وعضو الصالون البحري المصري، وزميل كلية الدفاع الوطني، أن الخسائر التى تحدث فى سيناء من جراء الهجمات الغادرة لن تزيد الجيش إلا إصراراً على مواصلة القتال بشراسة وسرعة. وتابع متولي: يجب علينا أن نتذكر كم قدم هذا الجيش الباسل من شهداء وخيرة أبناء هذا الوطن سواء فى 1948 أو 1956 أو حرب اليمن أو خلال حرب الاستنزاف على مدار 7 سنوات من القتال اليومى المستمر وحرب أكتوبر المجيدة وحرب تحرير الكويت ولم يتضرر ولم ييأس لاقتناعه بالهدف وعدالة القضية التى يقاتل من أجلها فجيشنا خير أجناد الأرض، وليس هناك قضية أعدل من الحفاظ على كيان مصر. وأضاف أن الجيل الرابع من الحروب "الحروب غير المتماثلة" هو نوع انتشر خلال العقدين الأخيرين لهزيمة الدول بالاستعانة بالقوة الناعمة "الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتظاهرات، والمسيرات والإضرابات"، وهذا من خلال الفوضى والحملات النفسية والاحتجاجات والمطالبات بالحريات والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، بغرض زعزعة الاستقرار لضرب الأمن القومى للدولة. وأضاف أن هذا النوع من الحروب هو الذى ينفذ حالياً على المنطقة العربية خاصةً على مصر قلب الأمة العربية فإن ما يدور حالياً فى سيناء هو جزء من هذه الحرب وجيش مصر الباسل هو الذى يخوضها فى هدوء.