انتقد الدكتور محمد البلتاجي - أمين عام حزب "الحرية والعدالة" بالقاهرة - أداء بعض وسائل الإعلام الخاصة خلال التغطية الإعلامية لانتخابات المرحلة الأولى والثانية ووصفها بعدم الحيادية خاصة في التعامل مع مرشحي الإخوان. جاء ذلك خلال المؤتمر الجماهيري الأول الذي عقده الحزب بطور سيناء تحت شعار "معًا نبنى مصر" برئاسة الأمين العام، وحضور مرشحي الحزب عن دائرة جنوبسيناء. أضاف د. البلتاجي أن الشائعات ملأت أرجاء مصر والآلاف قالوا إن الانتخابات ستصبح مجازر وشلالات دم ولكن هذا الشعب العظيم أثبت غير ذلك للمغرضين وللعالم كله بأنه قادر على التغيير وقيادة الديمقراطية بطريقة أبهرت العالم، وأصابته بالذهول، وما زالت وسائل إعلامه تتحدث عن عظمة المواطن المصري في تجربة الانتخابات والديمقراطية. وقال: الشعب أعطانا ثقة كبيرة وهذه الثقة تجعلنا أمام مسؤولية كبيرة لأننا ندرك ونقدر قيمة المسؤولية في هذا الوطن، ولذلك نريده برلمانًا وطنيًا، ليس "إخوان مسلمين" أو "سلفية"، ولا نريد تحالفًا إسلاميًا ضد الوطن بل نريد تحالفًا وطنيًا يعبر بالبلاد من عنق الزجاجة ويحقق الأمان والاستقرار لمصر، ونحن سنشارك مع الجميع من أجل النهوض بمصر سواء ليبراليين أو مسيحيين أو إسلاميين. وأشار إلى أن هناك محاولات لتخويف المواطنين من مرشحي الحزب وتصويرهم على أنهم الفزاعة، والدليل على ذلك ما أُثير حول هدم قطاع السياحة وهجرة الأقباط من مصر في حالة حصول المرشحين على أعداد كبيرة من مقاعد مجلس الشعب، وهذا على غير الحقيقة وعلمنا بأن البعض قام بحشد بعض الأقباط في بعض الدوائر للتصويت الطائفي وليس السياسي، مشيرًا إلى أن الأقباط شركاء في الوطن بدليل فوز أمين إسكندر القبطي الديانة على قائمة الحزب خلال الجولة الانتخابية الأولى بمحافظة القاهرة، وعلى الفور ردد شباب الإخوان هتافات: "نرعى العهد نرعى الذمة.. الأقباط أبناء الأمة". وأكد البلتاجي أن أهداف الحزب هى النهوض بالوطن في قطاعات السياحة والصناعة والزراعة والتجارة وذلك بالاعتماد على الإنتاج والاستغناء عن المساعدات الأمريكية وأن الوطن قادر على جذب السائحين من مختلف دول العالم لدعم الاقتصاد القومي الذي نؤمن به وسندعمه خاصة بعد أن افتخر به العالم من خلال الديمقراطية التي أولاها المصريون لأنفسهم خلال انتخابات المرحلتين الأولى والثانية. وأوضح أن الدين الإسلامي لا يتعارض مع السياحة وأنه جاء ليسعد البشر لا ليعكر حياتهم ومصر لديها من المقومات السياحية ما يجعلها من كبرى الدول الجاذبة للسائحين أبرزها مقومات السياحة الدينية والتاريخية والأثرية والعلاجية والترفيهية. وفى سياق متصل أعلن البلتاجي تقدير الإخوان الكامل للمجلس العسكري باعتباره حمى الثورة لكنهم انسحبوا من المجلس الاستشاري لبث رسالة بأنه لا وصاية من أحد على إرادة الشعب المصري، واعتبر تشكيل المجلس الاستشاري مجرد التفاف حول إرادة الشعب. وطالب أن يكون البرلمان المقبل ذا أغلبية سياسية وليست إسلامية للعمل وفقًا لمطالب الشعب ومواجهة جميع التحديات التي تواجه مصر، وليعتمد هذا الشعب على اعتماداته الاقتصادية وثرواته، وأننا لن نقبل إلا ببرلمان كامل الصلاحيات دون وصاية عليه أو تدخل ليملك المراقبة والتشريع ويحقق مطالب الثورة.. برلمانًا يعبر عن أبناء هذا الوطن ليحاسب أي مسؤول حينما يخطئ ولا يتفرغ لكتابة التقارير فقط ولكن يخرج الكارت الأحمر لمن لم يحقق مطالب هذا الشعب وسحب الثقة من أي حكومة لا تحقق رغباتها، وحينما يكون لنا برلمان حقيقي سيحق للأعضاء كشف حساب الحكومة، خاصة أننا في أمس الحاجة كمصريين إلى إعادة بناء نظام جديد على قواعد عظيمة تنهض بهذا الوطن الذي سيكون كل مسؤول فيه أجيرًا عند هذا الشعب، مشيرًا إلى أن الدعوات التي خرجت مؤخرًا للمطالبة ببرلمان متوازن قد أثبتت فشلها. وأشار إلى برلمان دولة لبنان الذي لا يُكَون أغلبية للدفاع عن الوطن.