احتضنت قلعة الجاهلي بمدينة العين "صقاري العالم" ضمن فعاليات مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة، والذي تنظمه هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وبمشاركة وفود من 75 دولة. ومثلت تلك الفعاليات بيئة لالتقاء الثقافات وتمازج الشعوب والحضارات والمنظمات والأفراد المهتمين بالصقارة، وضمت قلعة الجاهلي ضمن ربوعها عددًا كبيرًا من المخيمات والمعارض التي كانت تبوح بمكنوناتها للزائرين والوفود الأجنبية التي حضرت للتعرف على الثقافة الإماراتية والاحتكاك فيما بينها وتبادل الأفكار وتوثيق عرى الصداقة فيما بينها. من بين الأجنحة التي ضمتها القلعة بمنطقة العين قرية الخيام المخروطية القادمة من أمريكا الشمالية، حيث نكهة السهول العظمى والثقافة الأصلية للهنود الحمر، يقول الصقار ستيف شيرود: "إنه يعرض في خيمته ما يعبر عن الثقافة الأمريكية، عبق البراري وما يتخللها من حيوانات برية مختلفة، وخيمتنا التي أحببنا أن تشابه الخيمة المخروطية الأمريكية والمصنوعة عادة من الجلد لأجل السكن وحاولنا قدر المستطاع نقل صورة عما يدور في البراري التي طالما تجولنا فيها ضمن رحلاتنا البرية للصيد بالصقور". تتابع الصقارة الأمريكية إنجي تشيك "لاحظت في رحلتي ما يتمتع به أهل الإمارات من طبيعة ودودة مرحبة، وكانت فرصة كبيرة لي للاحتكاك بالثقافة العربية الأصيلة وتذوق مختلف نكهات الأطعمة التراثية الإماراتية ونقل ثقافتنا عبر خيمتنا الأمريكية التي تتمتع بتنظيم دائري من الداخل وتحتوي بداخلها على صور تستعرض ثقافتنا مثل تلك العربة التي يجرها الكلاب لنقل الأمتعة، فضلاً عن الأواني المصنوعة من الجلد، وغيره من فخار وسلال". وفي قرية السهوب التي تتألف من خيام مستديرة على شكل الكعكة ومصممة خاصة لأجل مقاومة الرياح العاتية في السهوب الآسيوية. يقول الصقار القرجستاني: "نحن نصطاد بالنسور الذهبية من على صهوات جيادنا القوية، وقد وضعنا بخيمتنا مختلف أنواع الأثاث الذي يعبر عن ثقافتنا، كما حرصنا على إقامة خيمة بشكلها المستدير الذي يميزنا بقرجستان، والتي يمكنها مقاومة جميع أشكال المناخ القاسية التي تتميز بها طبيعة بلادنا". ويقول "لأنني شغفت بالصقارة منذ كنت طفلاً فقد كان لدي اهتمام خاص بالقدوم إلى هنا حيث الصقارة العرب وتبادل الخبرات معهم، وإنها لفرصة رائعة للاحتكاك معهم والاستفادة من خبرتهم وتبادل المعلومات معهم في كل ما يخص الصقارة، وصدقًا لقد سافرت لحضور مهرجانات للصقارة بفرنسا وبريطانيا ولكنني أرى أن المكان الأفضل الذي زرته هو هنا بدولة الإمارات العربية المتحدة". ومن الخيمة الإيرانية يقول الصقار محمد مهدي حامدي: "أعمل بالصقارة منذ 15 عامًا، وعلى مدى هذه الأعوام لم أخرج عن إيران للالتقاء بغيري من الصقارين حول العالم، إلا أنني جئت اليوم للمرة الأولى وكم تعجبت من هذا الكم الهائل من العروض والفعاليات والمعارض والأنشطة ، إنه كرنفال غير مسبوق، وفي كل يوم يمر أكتسب خبرة جديدة ومعلومات مفيدة". ومن الخيمة الباكستانية يقول كل من كيمت نظيم بيك ومحمد أمير حسنات الدين وسعيد الله غازي وستراك ديستريك: "لقد حظينا هنا بحفاوة وتكريم كبيرين وحسن استقبال وضيافة، في إطار من التنظيم الذي جسد القيم السامية لمهرجان الصداقة الدولي وما يدعو إليه من تواصل إنساني بناء بين أبناء الحضارات والشعوب المختلفة". ومن الخيمة الأيرلندية تحدثت الصقارة ماتي كوستيرمانز، والصقارة بيرينيا ليدنت والصقار اليكس ناشترجول عن سعادتهم بالمشاركة في فعاليات مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة، وما أضاف لهم من خبرة جديدة حول عالم الصقارة في مختلف دول العالم مؤكدين أن مهرجان الصقارة بفعالياته المتنوعة قد جسد جانبًا من السباقات التراثية التي تسهم ببعث التراث الإنساني ومنعه من الاندثار. وقالوا إن فعاليات هذا المهرجان عززت هذه السباقات لدى جميع المشاركين نظرًا للأجواء الاحتفالية التي تمت بها في مخيم الصقارين في منطقة رماح بالعين. وتقول بيرينيا ليدنت: "لقد كنا محظوظين بمشاركتنا في هذه الرحلة الممتعة في أجواء صحراوية لا تتوفر ببلادنا، إنه أمر رائع أن نجتمع في مثل هذه الأجواء وتبادل الخبرات والتجارب فيما بيننا".