شهدت مدينة تعز اليمنية اشتباكات عنيفة و متواصلة منذ ليلة أمس، جراء قيام قوات تابعة للرئيس علي عبد الله صالح باستهداف سوق مقوات بير باشا والأحياء المجاورة لها، في محاولة التوغل داخل المدينة. وأسفرت المواجهات عن سقوط شهيدين و4 جرحى، و ذلك بعد يومين من تمركز قوات من نفس اللواء في جبل حبيل سلمان، و شالي هات أمين شهاب. و في هذا الصدد ذكرت مصادر محلية و شهود عيان محاولة قوات أخرى من نفس اللواء -معززةً بالمدرعات والدبابات والأطقم العسكرية بعد خروجها من مؤخرة المعسكرة بالمطار القديم- التوجه إلى وسط المدينة وفك الحصار الذي فرضه مسلحو الضباط الأحرار والقبائل من أنصار الثورة، على المواقع المستحدثة في جبل حبيل سلمان وشالي هات أمين شهاب، فتصدى لها أنصار الثورة. و مازالت المواجهات بين الطرفين حتى كتابة الخبر وبشكل متقطع، مع تضارب الأنباء عن سيطرة أنصار الثورة على معظم مناطق المدخل الغربي للمدينة، و وصول تعزيزات أخرى لمساندة تلك القوات التابعة للواء"33". و كان تجدد القصف الليلي على أحياء زيد الموشكي وأطراف حي الروضة، فقد ذكرت مصادر محلية أن القوات المتمركزة في المجمع القضائي بجبل جرة، والمعهد العالي للعلوم الصحية، قامت الليلة الماضية بقصف حي زيد الموشكي، وأطراف حي الروضة باتجاه المرتفعات الزراعية، و استمر القصف حتى وقت متأخر من الليل، و لم يبلغ عن وقوع أي إصابات. كما ذكرت مصادر أخرى عن تعرض شارع الستين والأحياء المجاورة له لقصف ليلي عنيف، ومن مختلف أنواع الأسلحة، و قد سمعت الانفجارات القوية التي كانت تهز الشارع إلى داخل المدينة. إلى ذلك شهدت المدينة صباح اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة، و موحدة خلافًا للأيام الماضية التي كان يحدث فيها بعض الانقسام، توجهت إلى جولة المرور في بير باشا للتضامن مع أهالي تلك الأحياء التي تتعرض لقصف ليلي مستمر من قبل قوات اللواء"33"، ثم عادت باتجاه ساحة الحرية، و هم يطالبون بمحاكمة الرئيس السابق على عبد الله صالح وأركان نظامه والمقربين منه، و يهتفون ضد المبادرة الخليجية والضمانات التي منحتها تلك المبادرة للنظام ورموزه، و اعتبروا تلك المبادرة مكافأة دولية للرئيس صالح على الجرائم التي قالوا أنه مارسها في حق المتظاهرين السلميين في الساحات، وفي حق الآمنين في الأحياء والقرى، و تشجيعًا لبقايا نظامه لممارسة المزيد من انتهاك حقوق الإنسان، و قتل المزيد من اليمنيين، و نددوا بالموقف الدولي من تلك المبادرة، و من الجرائم التي تمارس في حق الشعب اليمني، و رفضوا موقف اللقاء المشترك القابل لهذه المبادرة، و اعتبروه موقفًا لا يخدم الثورة ولا أهدافها، و خيانة لدماء الشهداء بحسب هتافاتهم.