رحلة زواج فاشلة استمرّت خمسين سنة، تزوج فيها ست نساء، ونهاية مأساوية بطلتها إحدى زوجاته التي حرّضت بناتها على اتهام والدهن بالاعتداء عليهن بالضرب، ودخل روميو العجوز السجن خمس سنوات. خرج عبد الخالق من السجن وحيدا، رغم أن له عشرة أبناء و21 حفيدا. فالزوجات الست قررن مقاطعة روميو العجوز. وبدأ رحلة البحث عن أبنائه وأحفاده الذين يسكنون الآن في أماكن مجهولة. قبل خمس سنوات، تقدمت ابنتاه حسناء ويارا ببلاغ اتهمتاه فيه بالضرب والشروع في القتل.. حاول الأب الدفاع عن نفسه، وأكد للمحكمة أنه ضحية إحدى مطلقاته التي أوعزت إلى ابنتيها بتوجيه هذه الاتهامات له انتقاما منه.. قدمت يارا وحسناء شهودهما، واقتنعت المحكمة بهذه الاتهامات، وقررت حبس الأب. خلال فترة حبسه لم يزره أحد، رغم أن أحفاده بلغوا 21 من الفتيات والشباب، وأبناءه بلغوا عشرة. ولعلّ جحوده المستمر جعل أسرته تتبرأ منه، فهو لم يكن الأب الملتزم البار بأسرته، بل كان منساقا وراء نزواته. يقول عبد الخالق: «أعترف بأنني عشت حياة غير محسوبة، وكنت سيِّئ الحظ فيها. كنت أعمل موظفا بسيطا، دخلي متوسط، لكن حبي للنساء جعلني أتورّط في ست مغامرات غير محسوبة، وكل من زوجاتي تركنني بقرار منهن.. تزوجت في سن صغيرة، اذ كنت قد تجاوزت العشرين بسنوات قليلة، وكرّست لزوجتي كل حياتي، ولم أبخل عليها بشيء، لكنني اكتشفت أنها لا تحبني، وتزوجتني بسبب ظروفها المالية القاسية، وعرفت أنها تعيش قصة حب مع زميلها في الجامعة، وقررت تطليقها بهدوء رغم أنها أنجبت طفلاً. بعدها تعرفت على إحدى الموظفات في محل ملابس، وأعجبت بها لشدة جمالها وسحر عينيها. بسرعة قررت طلبها للزواج فوافقت على الفور، وفي ليلة الدخلة كان في انتظاري مفاجأة قاسية، فقد اكتشفت أن شيماء ليست بكرا.. جن جنوني وكدت أقتلها، لكنها قررت أن تعترف لي بالحقيقة، فروت أنها كانت متزوجة من أحد أقاربها تنفيذا لمشيئة والدها، وبعد فترة قررت أن تهرب من زوجها المقيم في محافظة الفيوم». سافر إلى أسرتها في الفيوم. وتأكد من صدق روايتها، فأخبر والدها أن شيماء زوجته الآن، وقرر الأب تطليق ابنته من زوجها الأول حتى لا تصبح متهمة بالجمع بين زوجين. أنجبت شيماء خمسة أبناء من زوجها عبد الخالق الذي ظلّ يشك فيها، وأصبح دائم الاعتداء عليها، مما اضطر شيماء إلى الهرب منه بعد عشر سنوات، وتركت له أبناءها. لكن عبد الخالق رفض تحمل المسؤولية، وترك أبناءه الخمسة وبدأ رحلة البحث عن زوجة جديدة. سافر إلى إحدى الدول الخليجية، وتعرف على مصرية مات زوجها أثناء عملهما معا في هذه الدولة، وقرر عبد الخالق الزواج من سوزان التي تصغره بعشر سنوات لتبدو له الحياة جميلة مع الحسناء الشابة وظن أن الدنيا ابتسمت له أخيرا لكنه كان واهما، فقد هربت زوجته الثالثة فجأة تاركةً له رسالة اعتذرت فيها عن هروبها المفاجئ، وعن سرقتها أثاث البيت، وطلبت منه أن يطلقها بهدوء لأنه لن يعثر عليها. في ميدان الحسين كان موعد المغامر العجوز مع فتاة في العشرين، كانت تبكي وتجلس في مكان معزول بعيدا عن الآلاف من زوار المشهد الحسيني. اقترب منها وتبادل معها أطراف الحديث، فأكدت أنها هاربة من أسرتها بعد إجبارها على الزواج من شاب لا تحبه، وامتد الحوار لساعات، واصطحبها عبد الخالق إلى منزله وطلب منها أن توافق على الزواج منه. لم يكن أمام الفتاة الهاربة سوى الموافقة للخروج من هذا المأزق. أنجب منها عبد الخالق طفلاً، واتصل بوالدها وأرشده إلى مكان ابنته. لكن الأب وجدها فرصة سانحة لابتزاز الزوج الذي قرر أن ينفصل عن زوجته بإرادته، ووعدها بتوفير كل نفقاتها خلال السنوات التي تلت الطلاق. توفيت الزوجة الريفية الخامسة أثناء الوضع، ومات الطفل بعد أربعين يوما من ولادته ليطوي شهريار هذه الصفحة فورا ويقرر البحث عن عروس جديدة. خلال تلك الفترة لم يكن يفكر في مسؤولياته وزوجاته السابقات وأبنائه الذين أصبحوا كبارا، بل وأحفاده. بل يحمّل زوجاته السابقات مسؤولية كل ما حدث، ثم وقع في شر أعماله. يقول عبد الخالق: «اكتشفت وجود فخ نصبته إحدى زوجاتي السابقات، فقد استدعتني الى منزلها بحجة حضور خطبة ابنتي، وفوجئت بحضور الشرطة وتوجيه اتهامات لي بالاعتداء على ابنتيَّ.