زعمت مصادر أستخباراتية إسرائيلية أن ايران تقوم بتحويل أموال الي جماعات إسلامية في مصر لتمويل أنشطتها وأن مسئولين سعوديين وامراء قطريين يقومون بتمويل مرشحين اسلاميين في مصر وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية إن "المعطيات الاستخبارية الإسرائيلية" تفيد بأن "المرشد العام للثورة الايرانية علي خامنئي يحول أموالا إلى الحركات الإسلامية في مصرلتمويل أنشطتها"، وأنه "يتم تحويل الأموال من 'الميزانية الخاصة' لمكتب آيةالله في طهران". وأضافت الصحيفة أنه وفقا للمعلومات الإستخبارية الإسرائيلية الجديدة فإنه إضافة إلى إيران، يحول مسؤولون في قطر وأمراء سعوديون أموالا، عبر تحويلاتبنكية، لتمويل حملات انتخابية لمرشحين مصريين مستقلين "تعتبرهم أجهزةالاستخبارات نشطاء إسلاميين". وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ بدء موجة الإحتجاجات الحالية في مصر، التيتطالب المجلس العسكري بالتنحي، يجري مسؤولون كبار بأجهزة الاستخباراتالإسرائيلية والأميركية اتصالات عبر "خط ساخن"، حذرت إسرائيل خلالها من أنضعف القيادة العسكرية في مصر، والتي تم تعيين معظم أعضائها خلال عهد الرئيسالمخلوع حسني مبارك، قد يؤدي إلى سقوط الحكم بأيدي الإخوان المسلمين. وحذر المسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية نظراءهم الأميركيون من أنه"بدلا من معالجة أمر الحركات الإسلامية وكبح تصاعد قوتهم، فإن الجيش المصرييواجه الشبان في الميادين". وأضافوا أنه "بهدف إنشاء حالة ضبابية حول تصاعد قوتها فإن الحركاتالإسلامية في مصر نشرت استطلاعات رأي كاذبة"، وأنه فيما تقول الاستطلاعاتأن الإخوان المسلمين سيفوزون ب 30% من الأصوات في الانتخابات المقبلة، فإنتقديرات الاستخبارات الإسرائيلية أن الإخوان المسلمين سيفوزون بأكثر من نصفالأصوات. وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن التخوف من فوز الإخوان المسلمينبالانتخابات المصرية، التي ستبدأ الأسبوع المقبل، هو الذي دفع المجلسالعسكري العلماني إلى السعي لإرجاء الانتخابات البرلمانية. ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله عقباجتماع الكابينيت أمس إنه "لا ينبغي الدخول في حالة ذعر، لكن يجب الاستعدادلدخول إسرائيل في حقبة طويلة من انعدام اليقين". وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه "لسنا قلقين من دكتاتورية إسلامية، على الأقلليس في الأمد القصير، وحتى لو صعد الإخوان المسلمين إلى الحكم، فإنالبرلمان سيكون منقسما ولن يجري فيه حسم واضح ويبدو أنه لن يكون لديهم حكمامستقرا". وقالت صحيفة "هآرتس" إن مسؤولين مصريين نقلوا عدة رسائل "تهدئة" إلىإسرائيل خلال الأيام الأخيرة وقالوا فيها إن مصر ملتزمة بمعاهدة السلام معإسرائيل وستعمل من أجل الحفاظ عليها. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولهم إن هذهالرسائل تم تسليمها إلى السفير الإسرائيلي في مصر يتسحاق ليفانون الذي قامبزيارة وداعية إلى القاهرة يومي السبت والأحد الماضيين، والتقى خلالها معمدير المخابرات المصرية الجنرال مراد موافي، ووزير الخارجية محمد كاملعمرو، ومسؤولين آخرين أكدوا على أن السلام مع إسرائيل ينطوي على أهميةإستراتيجية بالنسبة لمصر، ولذلك ستعمل على الحفاظ عليه على الرغم من الهزة التي تمر بها الدولة. وأضافت الصحيفة أن رسائل مصرية مشابهة تم نقلها إلى مسؤولين كبار في الجيشووزارة الدفاع في إسرائيل. وأشارت "هآرتس" إلى أن التقارير التي قدمها قادة أجهزة الإستخباراتالإسرائيلية خلال اجتماع الكابينيت أمس تناولت الأوضاع في سورية وموجةالثورات والاحتجاجات التي يشهدها العالم العربي. وأضافت أن تقديرات وزارة الخارجية الإسرائيلية التي تم التعبير عنها فيالكابينيت أفادت بأنه ثمة احتمال ضئيل لحدوث مواجهة عسكرية بين إسرائيلومصر بعد صعود حكم جديد في مصر بعد الانتخابات، وأن "اتفاقية السلام ليستفي خطر بهذه المرحلة ومصلحة إسرائيل ومصر هي الحفاظ على الاتفاقية". كذلك فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية تعتزم إرسال السفير الجديد إلى مصر،يعقوب أميتاي، في بداية شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل. لكن صحيفة "معاريف" أفادت بأنه على ضوء التخوف الكبير في إسرائيل من احتمالصعود الإخوان المسلمين في مصر إلى الحكم دفع رئيس أركان الجيش الإسرائيليبيني غانتس إلى أن يستعرض أمام الكابينيت أمس "سيناريو إلغاء السلام". وأضافت الصحيفة أن جهاز الأمن الإسرائيلي يجري في الفترة الأخيرة مداولاتحول تغيير تعامل إسرائيل مع حركة حماس وذلك عقب تصاعد قوة الإخوان المسلمينفي مصر "الذين يشكلون تهديدا أكبر من حماس". وفي ظل هذه التخوفات الإسرائيلية قال نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيليالسابق اللواء في الاحتياط عوزي ديان لموقع "يديعوت أحرونوت" الإلكترونياليوم، إنه "يجب العمل بسرعة لإنهاء بناء الجدار الأمني عند الحدود مع مصر،وإلى جانب ذلك تجهيز قوة تدخل إسرائيلية التي ستضطر الى التدخل حول ما يحدثفي سيناء ومحاربة الإرهاب فيها". واضاف ديان أن "ثمة حاجة إلى قوة متنوعة يكون بإمكان تفعيل سلاح الجو وتشملأيضا قوة برية التي قد تضطر إلى التغطية على إمكانية ألا تكون سيناء منزوعةالسلاح من قوات مصرية". وقال إن على هذه القوة أن تضمن استمرار عدم وجود قوات مسلحة في سيناء وضماناستمرار ضخ الوقود إلى إسرائيل.