انقسمت مواقف القوى السلفية عقب بيان المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، فبينما انتقدت بعض الرموز السلفية البيان لقصوره عن تلبية كل مطالب الشعب، أشادت به رموز أخرى ودعت لإخلاء الميدان بعد أن استجاب المشير لمطلب تنحية حكومة الدكتور عصام شرف وحدد موعدا للانتخابات الرئاسية. أكد عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي للدعوة السلفية أن الجماعة طالبت اليوم خلال اجتماع القوي السياسية مع الفريق عنان عبر ذراعها السياسية حزب النور، بضرورة الفصل بين المحتجين وعناصر الأمن المركزي بعناصر من القوات المسلحة، وإن لم يحدث هذا فسيكون مردود خطاب المشير سلبيا ولا أثر له. واستنكر الشحات تجاهل خطاب المشير لمحاسبة المسئول عن هذه الأزمة والوعود بتقديم تعويضات مناسبة. لكن الشحات اعتبر أن الخطوط العريضة من الخطاب إيجابية، خاصة بعد أن شدد الخطاب علي ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها وتحديد فترة انتقال السلطة إلى رئيس منتخب. وأضاف الشحات أن تعليماتنا للشباب السلفي في الميدان هو علاج الجرحى والمصابين ومحاولة الفصل بين الحتجين وقوات الأمن وبالفعل قاموا بهذا عدة مرات اليوم وأنهم لم يتركوا الميدان حتى يؤمن من فيه ويضمنوا عدم تكرار المصادمات بين المحتجين والأمن أما يسري حماد المتحدث الرسمي لحزب النور السلفي فقد أكد أن خطاب المشير أتى بكل ما طالبت به القوي السياسية في اجتماع اليوم والاجتماعات الماضية وإن كان ينقصه الوعود بمحاسبة قتلة الثوار، لكن من المتوقع أن يحدث الكثير من المزايدات على الخطاب، مشددا على ضرورة أخذ الضمانات لتنفيذ بنود الخطاب. وناشد حماد شباب الحزب الموجود في التحرير الآن أن يظلوا بجانب إخوانهم حتي يكونوا عونا لهم ضد بطش الداخلية وأن يعملوا على توعية الشباب بخطورة الوضع وعدم السماح لهم بالتوجه لوزارة الداخلية لتفادي المزيد من إراقة الدماء، وأن يعملوا على توعية الشباب سياسيا بأن هناك العديد من القوى السياسية لا تريد إتمام الانتخابات لانهم الأكثر استفادة من تلك الفوضى. بينما أكد عاصم عبد الماجد المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية أن الفئة الكبيرة من المتظاهرين في التحرير تريد تأزيم الوضع واشعاله أكثر من ذلك، فهم يبغون تفكيك أوصال البلاد. ووصف عبد الماجد خطاب المشير بالإيجابي وإن تأخر كثيرا ولكن لا نبكي علي اللبن المسكوب. من جانبه قال عادل عبد المقصود رئيس حزب الأصالة السلفي إن خطاب المشير مخيب للآمال ويعيد الذاكرة لما كانت عليه مصر منذ 25 يناير، فالأولى ليس إقالة الحكومة التي هى انتقالية في الأصل وإنما تشكيل لجنة لتقصي الحقائق وتقديم كل من قتل المحتجين أو أمر بقتلهم أو حرض ضدهم. بينما اعتبر محمد يسري المتحدث الرسمي لهيئة الحقوق والإصلاح أن قرار الهيئة هو دعوة المحتجين لإخلاء الميدان وتفويت الفرصة على المتربصين بالثورة والتى تقودها قوى معلومة للجميع برغبتها في إشاعة الفوضى، مؤكدا أن خطاب المشير به من الإيجابيات التى تسمح باستقرار الوضع، لو تفهمه العقلاء. ودعا يسرى المجلس العسكري إلى أن يقدم حكومة تكنوقراط لإدارة هذه المرحلة الانتقالية، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة عدم تعيين رئيس للحكومة من أشخاص أصحاب توجهات معروفة مثل البردعي وغيره من الموجودين على الساحة حتى لا تتأزم المرحلة أكثر مما هى عليه وقال حسام أبو البخاري المتحدث باسم ائتلاف المسلمين الجدد إن خطاب المشير لا قيمة له على الإطلاق، مؤكدا ان الشعب المصري لا يقبل العودة الى الوراء وذلك لانه اسقط نظام مبارك ولكنه لم يسقط بقايا رموزه. واأشار الى ان إسقاط المجلس العسكري هو استكمال الثورة الحقيقي، موضحا انه من دون اسقاط المجلس العسكري فإن الثورة ستخرج على مضمونها، لأن الثورة الحقيقية هي خلع كل جذور وبقايا النظام. وقال إن المجلس لم يدر الدولة باستفتاء شعبي ولكنه أدارها من ميدان التحرير وعليه ان يسمع كلام التحرير الآن. من جانبه قال الشيخ جمال صابر - أحد شيوخ الدعوة السلفية والمدير بقناة الحافظ، ان حديث المشير في بيانه جاء متأخرا، وانه انه كان باإمكان المشير تحقيق كل ما جاء به في بيانه من حكومة انقاذ وطني وتنحيه عن ادارة شئون البلاد، قبل ان تزهق كل هذه الأرواح. وقال ان المشير لم يع الدرس بعد، ويتعامل مع الأمور كما كان يتعامل معها رئيسه، وتعجب من مطالبة المشير بعمل استفتاء شعبي حول بقاء المجلس العسكري في السلطة، قائلا هل هناك استفتاء أوضح من المشهد الذي نراه الآن بميدان التحرير؟!