أعرب وزير خارجية فنلندا -ايركى توميجا- عن تفاؤل بلاده بالثورة المصرية وعملية الانتقال السياسي وإحلال الديمقراطية الجارية حاليا، مشيرا إلى أن الأمر يمثل عملية مستمرة. وقال الوزير الفنلندي "ألمس التزاما قويًا من جانب الشعب المصري نحو إحداث تغيير إيجابي وإحلال الديمقراطية، وأن هذا الأمر لا رجعة فيه ولا عودة عنه، ولكن هناك أيضا دائما مراحل حرجة ". وأشار إلى أنه يتعين أن تعقد الانتخابات في موعدها المحدد وأن تكون هناك خارطة طريق واضحة لنقل السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة، معربًا عن أسفه ورفضه وقلقه إزاء أحداث العنف التي شهدها ميدان التحرير على مدى الأيام الماضية، ولاسيما أن هناك بعض الأطراف التي ربما تستخدم مثل هذه الأحداث كحجة لوقف إجراء الانتخابات ولكن من الأهمية بمكان أن تجرى هذه الانتخابات في موعدها كما هو مقرر. وأوضح الوزير - الذي يزور مصر حاليا - أنه ناقش مع المسؤولين في القاهرة العديد من القضايا السياسية ومن بينها مسألة إخلاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أسلحة الدمار الشامل والسلاح النووي حيث تستضيف فنلندا مؤتمراً دوليًا هاماً في هذا الشأن العام القادم. وأضاف إن فنلندا لديها رغبة في التعاون مع مصر ولديها العديد من المشروعات لتعزيز التعاون مع مصر ولاسيما فيما يتعلق بدعم منظمات المجتمع المدني، حيث تهتم دول شمال أوروبا بصورة خاصة بتدعيم وتمكين المرأة وضمان حصولها على حقوق متساوية مع الرجل باعتبار هذا الأمر مفتاحًا لعديد من القضايا الآخرى ومن بينها تعزيز الديمقراطية والتنمية الاقتصادية واحترام حقوق الإنسان. ولفت إلى أن دول شمال أوروبا لديها تجربة هامة في هذا الصدد تعكس مدى ما يعنيه تعزيز دور المرأة في المجتمع لما له من آثار إيجابية، مشيدا بأن المسودة الأولى للدستور في مصر تشير إلى المساواة في الحقوق والواجبات بين الجنسين. وأشار إلى أن فنلندا مهتمة ببحث سبل دعم المجتمع المدني في مصر وتقوية أطر عملها وتنظيمها، حيث أن هناك المزيد من الدعم الذي يمكن أن تقدمه الحكومة الفنلندية للمنظمات الأهلية في مصر. وعلى صعيد دعم التنمية الاقتصادية في مصر، قال توميجا "إن فنلندا عضو في الاتحاد الأوروبي الذي يقدم دعما مهما لمصر في هذا المجال . وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لمصر في العالم وبالتالي فإن فتح الأسواق الأوروبية للمنتجات المصرية يعد من أهم عناصر دعم التنمية الاقتصادية في مصر، لافتًا إلى أن هناك اختلافاً في المواقف الأوروبية في هذا الشأن، غير أن دول شمال أوروبا تؤيد فتح الأسواق الأوروبية وتطبيق مبدأ التجارة الحرة مع مصر. وحول ما إذا كانت هناك مخاوف لدى الأوروبيين من وصول الإسلاميين إلى الحكم في دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط في أعقاب الثورات العربية، قال:"إنه إذا كانت هناك انتخابات ديمقراطية فإنه يتعين احترام نتائجها، ولكن يتعين أيضا احترام المعايير العالمية لمبادىء حقوق الإنسان وغيرها من المبادىء". وأشار إلى أن ما نراه أنه ما من طرف يدعو إلى تطبيق الشرعية في مصر على سبيل المثال، ولكنها فقط أحد مراجع الدستور وليست المصدر الأساسي له، وهذا واضح حتى في برامج حزب الإخوان المسلمين نفسه. وأقر بأن هناك محاولات للتدخل من قوى إقليمية في المنطقة في شئون دول الربيع العربي، وتقديم بعض الدول لأموال لبعض الجهات، ولكن لا أحد يريد عودة الإرهاب إلى المنطقة. وقد التقى الوزير الفنلندي خلال زيارته الحالية لمصر بوزير الخارجية محمد عمرو وأمين العام الجامعة العربية نبيل العربي وكل من عمرو موسى ومحمد البرادعي المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية. كما التقى بممثلي الجمعيات النسائية في مصر لبحث سبل دعمها لتعزيز دور المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية في مصر في هذه المرحلة الانتقالية الهامة التي تمر بها البلاد.