أسفرت المناوشات المستمرة فى ميدان التحرير بين المعتصمين وقوات الأمن المركزى التى تحول دون تقدم الحشود الغاضبة باتجاه مبنى وزارة الداخلية فى منطقة لاظوغلى وشارع منصور، إلى احتراق طفيف فى واجهة الجامعة الأمريكية جرّاء إلقاء بعض المعتصمين زجاجات المولوتوف، باتجاه قوات الامن ردا على قنابلهم المسيلة للدموع. وابتكر المعتصمون أشكالًا جديدة فى الدفاع وإقامة المتاريس لوقف تقدم قوات الأمن المدعومة بالآليات المدرعة وتحت وابل من طلقات القنابل المسيلة للدموع. وذكرت مصادر إخبارية ان قوات الأمن عززت تواجدها فى حوالى الساعة الثالثة من فجر اليوم - الأحد - على ثلاثة محاور من جهة شوارع القصر العينى، ومنصور، ومحمد محمود، مما أدى إلى تراجع المعتصمين حتى شارع طلعت حرب، ليقوم المعتصمون بعد ذلك بمطاردتها وإعادتها إلى مناطق تمركزها التى تدافع عنها باستماتة. وقام المعتصمون بإشعال النار فى إطارات السيارات فى المنطقة المواجهة لشارع منصور بالقرب من مبنى مجمع التحرير، كما قاموا بإلقاء زجاجات مولوتوف على قوات الأمن المركزى للحد من إطلاق القنابل المسيلة للدموع التى تسببت فى وقوع إصابات كثيرة فى صفوف المعتصمين، وأدى استخدم المولوتوف والقنابل المسيلة للدموع لاشتعال حرائق طفيفة فى الواجهة الأمامية الشرقية من مبنى الجامعة الأمريكية المطل على ناصيتى القصر العينى ومنصور. واستخدم بعض شباب الألتراس من المعتصمين الشماريخ التى أضاءت الميدان، وهتف آخرون "الله أكبر" ليشنوا هجومًا جديدا على منطقة التمركز الرئيسية لقوات الأمن فى شارع منصور المؤدى لمبنى وزارة الداخلية فى لاظوغلى، ويستمر الموقف حاليا بين كر وفر، وتقدم وتقهقر من الجانبين فيما تتزايد أعداد المعتصمين فى الميدان كل ساعة . ولوحظ نزول العديد من القيادات الشابة الى الميدان وحرصهم على التواجد بين المعتصمين وإن لم يشاركوا فى المعارك الدائرة ومن هؤلاء زياد العليمى - عضو ائتلاف شباب الثورة والقيادى فى الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى - والدكتورة كريمة الحفناوى - القيادية فى الجمعية الوطنية للتغيير - وخالد البلشى - رئيس تحرير جريدة البديل الاليكترونية - وانتشرت داخل الميدان زجاجات الخل والمشروبات الغازية لمواجهة الاختناق الذى تسببه القنابل المسيلة للدموع، كما لجأ معتصمون إلى البصل البلدى لوضعه فى أنوفهم مباشرة للتغلب على الاحتقان الشديد وضيق التنفس الذى تسببه الأدخنة التى تخرج من تلك القنابل بعد إطلاقها. وأكد معتصمون ينتمون للتيار السلفى أن اتجاه الريح يذهب بأدخنة القنابل المسيلة للدموع فى الاتجاه المعاكس ناحية قوات الأمن المركزى التى تطلقها بكثافة على الميدان وأن هذه إحدى الدلائل التى تؤكد ان الله يقف معهم فى الميدان، فيما أشار آخر الى ان الثورة إذا كانت قد سرقت فان هذا الأمر يعود الى فشلنا فى حمايتها.