بقبول الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو استقالة رئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني، في أعقاب إعلان مجلس النواب التصديق على قانون الاستقرار الاقتصادي أمس الأول ،وتكليف ماريو مونتي "68 عامًا" بتشكيل حكومة جديدة يسدل الستار على أكثر شخصية تولت رئاسة وزارء إيطاليا وأثارت جدلًا حولها،على الرغم من أن فترة توليه لهذا المنصب تعد الأطول في تاريخ إيطاليا. وسيلفيو بيرلسكوني من مواليد (29 سبتمبر 1936 )،وهو سياسي ورجل أعمال إيطالي تولى رئاسة الحكومة على ثلاث فترات،امتدت من 10 مايو 1994 إلى 17 يناير 1995،ومن 11 يونيو 2001 حتى 17 مايو 2006،فيما استمرت الفترة الثالثة والأخيرة من 8 مايو 2008 إلى 12 نوفمبر 2011. وتصنف مجلة "فوربس الاقتصادية العالمية" سيلفيو بيرلسكوني كأغنى رجل في إيطاليا لرئاسته إمبراطورية مالية ضخمة،تضم العديد من المؤسسات الإعلامية والإعلانية،وشركات التأمين والأغذية والبناء،بالإضافة إلى ملكيته لنادي إيه سي ميلان لكرة القدم الذي اشتراه عام 1986. وبدأ سيلفيو حياته العملية بالعمل كمقاول في مجال البناء،وفي عام 1980 أنشأ أول قناة خاصة في إيطاليا(القناة الخامسة)،بالإضافة إلى امتلاكه عدة وسائل إعلام إيطالية،وبذلك أصبح يمتلك إمبراطورية إعلامية كبرى،تضم أكبر ثلاث شبكات تلفزيونية في البلاد. وفي عام 1994 قرر بيرلسكوني دخول السياسة،وأنشأ حزب فورزا الذي فاز معه في الانتخابات التشريعية، وتولى منصب رئيس الوزراء،واضطر للاستقالة من منصبه بعد بضعة أشهر. عاد بيرلسكوني إلى منصب رئيس الوزراء مرة أخرى عام 2001،بعد فوزه بالانتخابات على رأس ائتلاف يدعى "منزل الحريات" متكون من أربعة أحزاب،منها حزب يميني متطرف،وفي 2005 طلب منه رئيس إيطاليا تشكيل حكومة جديدة،بدأت حكومته مهامها في 2006 بعد أن انشق عن الائتلاف حزبين،أحدهما الحزب المسيحي الديموقراطي،وأصبحت هذه الحكومة أطول حكومة في السلطة. وخسر سيلفيو بيرلسكوني الانتخابات النيابية في سنة 2006 أمام رومانو برودي،وذلك بعد منافسة شديدة، ورفض الاعتراف بهزيمته في الانتخابات منددًا بالانتهاكات التي ارتكبت -في رأيه- خلال تصويت الإيطاليين المقيمين في الخارج،وتقدم سيلفيو بيرلسكوني بشكاوى إلى المحكمة الإيطالية العليا،لكنها قررت فوز رومانو برودي رافضة الشكاوى التي تقدم بها برلوسكوني. وكانت حكومة بيرلسكوني قد ضغطت من أجل تغيير قانون الانتخاب في السنة التي سبقت الانتخابات،حيث أعيد العمل بمبدأ التمثيل النسبي الكامل،بما يسمح لمن ينال الأغلبية في مجلس النواب بالحكم مهما تضاءلت أغلبيته. وشهد شهر يناير 2008 استقالة حكومة يسار الوسط بزعامة رومانو برودي؛إثر انهيار الائتلاف الحاكم،وتقرر إجراء الانتخابات العامة في 13 أبريل 2008 -أي قبل 3 سنوات من موعدها المقرر-،وأجريت الانتخابات بمشاركة 158 حزبًا،وكانت نتيجة الانتخابات فوز حزب برلسكوني بنسبة 47 بالمائة من مقاعد مجلس الشيوخ، وبنسبة 46 بالمائة من مقاعد مجلس النواب . وهكذا انتصر بيرلسكوني في الانتخابات العامة للمرة الثالثة،وحصل على رئاسة الحكومة الإيطالية رقم 62 منذ نهاية الحرب العالمية الثانية،وترجع شعبيته وفوزه في تلك الآونة إلى تدهورالوضع الاقتصادي،حيث وصل إجمالي الدين العام إلى 1100 مليار.