استبعد الأمين العام لحزب الله -حسن نصر الله- أن تشن إسرائيل حربًا على لبنان، معتبرًا أنه إذا شنت الحرب فستكون مغامرتها الأخيرة. ونبه نصر الله -فى كلمة وجهها عبر الشاشة- إلى مهرجان أقامه حزبه اليوم -الجمعة- فى أحد المجمعات بضاحية بيروت الجنوبية بمناسبة "يوم الشهيد" إلى أن استبعاده حربًا إسرائيلية لا يعنى أن المقاومة فى حالة نوم وإنما هى فى حالة عمل واستعداد وتحضير متواصل بدأته منذ اجتياح عام 1982 وحتى يوم التحرير ولا زالت يقظة وتجهز لأنها تعرف أنه بجوار لبنان عدو ليس كالأعداء. وأكد نصر الله أن بلاده لم تعد ضعيفة وإنما قوية بشعبها وجيشها ومقاومتها وهى قادرة على الدفاع والانتصار وأصبحت قادرة على أن تقلب الطاولة على من يعتدى عليها. ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أنها المرة الأولى التى يعيش فيها لبنان -ولا سيما جنوبه- الطمأنينة والثقة والارتياح، موضحًا أن كل من يطالب المقاومة بالتخلى عن سلاحها إنما يطالب بأن يكون اللبنانيون فى موقع المغبون الذليل الذى لم يستفد من كل التجارب وبأن يسلم كرامته لأبشع عدو عرفه التاريخ. وجدد نصر الله دعوته إلى التمسك بالمقاومة وبالجيش وبالارادة الشعبية لأنها عنصر القوة الحقيقى. ونوه بالحكومة اللبنانية، معتبرًا أنها حكومة التنوع وتمثل غالبية شعبية وليست حكومة الرأى الواحد. وأوضح أن أعضاءها لا يتلقون الإشارات والإيحاءات من أحد ، داعيا إلى عدم الاصغاء إلى الضجيج السياسى والتوجه لتوفير الأولية لقضايا وشئون الناس. وتطرق الأمين العام لحزب الله -فى كلمته- إلى موضوع تمويل المحكمة الدولية، داعيًا إلى انتظار الموقف الذى يتخذه مجلس الوزراء ومطالبًا من يلح فى تمويلها بأن يأخذ المبادرة ويقوم بتمويل ذاتى للمحكمة، معتبرًا أن المبلغ المتوجب على لبنان لا يساوى أكثر من حفلتين أو ثلاث حفلات من تلك التى يقيمها بعض أغنياء النفط العرب فى لندن. وتناول تصاعد التهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت النووية الإيرانية، موضحًا أن الهدف من ورائه هو جر إيران إلى مفاوضات مباشرة مع الأمريكيين على عتبة انسحاب أمريكا من العراق وهزيمتها الكبرى فى المنطقة عقب سقوط أنظمة موالية لها. واعتبر أن المشروع الأمريكى فى المنطقة أصيب بهزيمة كبيرة فى المنطقة واقتصادها يعانى من انهيار فضلاً عن خسائرها البشرية، مشيرًا إلى أن أمريكا غير قادرة الآن على الانسحاب تحت النار العسكرية وعليها لأن تنسحب تحت النار الإعلامية من خلال التهويل بالحرب فى المنطقة لكي يصبح خبر الانسحاب الأمريكى عاديًا. أوضح نصر الله أنه من الطبيعي أن تقوم الإدارة الأمريكية بمعقابة الدول المؤثرة بإلحاق الهزيمة بمشروعها وخصوصًا إيران وسوريا الدولتين اللتين وقفتا بوجهها ودعمتا صمود الشعب العراقى. وأبدى نصر الله ثقته بأن التحولات الجارية فى المنطقة منذ سقوط بن على فى تونس والتى شكلت خسارة لأمريكا وللغرب فإنها فى المقابل تعزز المقاومة وتقويها ومن هنا الحملة الأمريكية المستجدة على إيران وسوريا لكى تكون الدولتان فى موقع دفاعى وتنشغلان فى أمورهما. وشدد على أن الرهان على الضعف رهان خاسر وزمن الضعف والتراجع على مستوى هذه الأمة قد انتهى ودخلت فى عصر الانتصارات وانتهى عصر الهزائم وكل ما عليها أن تحفظ دم الشهداء وتكمل الطريق خصوصًا أن الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية لمصلحة شعوب المنطقة ولمصلحة محور المقاومة والممانعة أكثر من أى يوم مضى. وخلص الأمين العام لحزب الله إلى توجيه إنذار وتحذير بأن أى حرب على إيران أو على سوريا فإنها لن تكون محصورة فقط بايران وبسوريا وإنما ستتدحرج على مستوى المنطقة بأكملها.