قال مسؤول أمريكي سابق: إن "الاعتقاد في واشنطن هو أن الجيش المصري أهم حليف للولايات المتحدةالأمريكية داخل مصر"، وذلك خلال تعليقه على انتقادات وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لردود الأفعال الرسمية الأمريكية على ما حدث في مصر منذ 30 يونيو الماضي. ففي تصريحاته لصحيفة "واشنطن بوست"، التي نشرتها أمس السبت، اتهم السيسي إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بتجاهل الإرادة الشعبية المصرية، وعدم توفير الدعم الكافي لمصر من أجل مواجهة تهديدات الحرب الأهلية. وهي التصريحات التي اعتبرها المسؤول الأمريكي، "أبرز تطور حقيقي من جانب الجيش المصري في علاقاته المتينة بالولاياتالمتحدة الأمريكي". ومضى المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، قائلًا: "نعتقد هنا في واشنطن أن الجيش المصري هو أهم حليف لنا داخل مصر، وذلك منذ أيام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وما ذكره السيسي يعد نقله مهمة في طريق تقدير الجيش المصري لنفوذ واشنطن، وما تستطيع ولا تستطيع أن تقوم به في مصر". وتابع بقوله: "قادة الجيش (المصري) يدركون جيدًا أن المساعدات العسكرية لن تُمس بعد حدوث الانقلاب- على حد وصفه- وهو ما أعطى السيسي الثقة ليهاجم أوباما بهذه الصورة، ولا يجب أن ننسى أن هذا يزيد من شعبية السيسي المتصاعدة في الوقت نفسه". ومخاطبًا أوباما، صرح وزير الدفاع للصحيفة الأمريكية، في أول مقابلة صحفية له بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من الشهر الماضي، قائلًا: «لقد تخليت عن المصريين، وأدرت ظهرك عنهم، وهم لن ينسوا ذلك أبدًا". وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، تلقى الجيش المصري الكثير من السلاح والعتاد الأمريكي، ورغم ذلك أظهرت برقيات دبلوماسية أمريكية، نشرها موقع "ويكيليكس" خلافًا في وجهات النظر بين واشنطنوالقاهرة حول تطوير مهمة الجيش المصري، مع إصرار القيادة المصرية على إعداده في المقام الأول لمواجهة عسكرية تقليدية، إلا أن تلك الخلافات لم يكن يتم الإعلان عنها. وبحسب برقيات مؤرخة بعامي 2008 و2010، رغبت واشنطن دومًا في تطوير الجيش المصري؛ لتوسيع نطاق مهمته، وزيادة تركيزها على التهديدات الأمنية الإقليمية، معقل القرصنة والأمن على الحدود ومكافحة الإرهاب، بينما تتمسك القاهرة بمهمته التقليدية في حماية البلاد. وجاء في برقية أمريكية تاريخ مارس 2009 أن "القيادة المصرية القديمة قاومت جهودنا، وهي راضية عن المضي في ما تقوم به منذ سنوات، وهو التدرب على نزاع تتواجه فيه قوتان بمزيد من القوات البرية والمدرعات"؛ تحسبًا لنزاع محتمل مع إسرائيل. ورأت واشنطن، وفقًا للبرقية، أن المسؤول عن ذلك هو وزير الدفاع (آنذاك)، محمد حسين طنطاوي، الذي وصفته الوثيقة بأنه "العقبة الأساسية أمام تحويل مهمة الجيش»، مضيفة أنه منذ تولى المشير طنطاوي مهام منصبه تراجع مستوى التخطيط التكتيكي والعملياتي للقوات المسلحة المصري" وجاء في برقية أخرى بتاريخ فبراير 2010 أن إدارة أوباما قالت لمسؤولين عسكريين مصريين: إن "الجيش الحديث يجب أن يكون مجهزًا بعتاد نوعي حديث، وليس بكميات ضخمة من العتاد القديم»، فرد هؤلاء المسؤولون بأن "التهديدات التي تواجهها مصر مختلفة" عن التي تواجهها الولاياتالمتحدة.