حذرت صحيفتا "الرياض" و"الوطن" السعوديتان من مغبة تهديدات إسرائيل المتكررة بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، معتبرة أن ارتكاب إسرائيل لمثل هذه الحماقة يدخل المنطقة في أتون حرائق جديدة، وحملت الولاياتالمتحدة مسؤولية لجم المغامرة الإسرائيلية. وتحت عنوان "إسرائيل تتوعد إيران بضربة وقائية" ألمحت صحيفة "الرياض" إلى حرب باردة تجري بين إيران وإسرائيل، مشيرة إلى التصريحات الإسرائيلية العازمة ضرب المفاعلات النووية الإيرانية حتى لو لم يتم التنسيق مع أمريكا. ورأت الصحيفة أن الجدل يثور، فهناك شكوك أن تقوم إسرائيل بهذه الضربة، لأنها عاجزة تقنيا عن ذلك، لبعد المسافة بين البلدين، إلا إذا استعملت صواريخ بعيدة المدى ودقيقة التصويب، لكن رد فعل إيران سيكون سريعا، أي استخدام قدراتها التي تملكها عسكريا بضرب المواقع الإسرائيلية، لكن الموقف الأمريكي سيكون المرجح، والمسؤول عن أي خطوة تخطط لها إسرائيل. واستطردت الصحيفة: فالأجواء العامة تقول إن الرئيس أوباما حذر من أي مغامرة كهذه، وهو في وضع اقتصادي معقد، ويخشى أن تكون أي ضربة كارثية. وأشارت الصحيفة إلى أن الدول الثلاث لديها مشكلاتها، لكن ما اعتدناه من إسرائيل بإقدامها على أي عمل عسكري، لا تسبقه دعايات وتجارب لما يحتمل أن تقوم به إيران باستعمال أسلحة كيماوية كما ظهر إعلاميا من استعدادات شعبية للوقاية من عمل كهذا، وهذا ما جعل العديد من المحللين يذهبون إلى أن إسرائيل تريد استعمال حربها النفسية، لأنها تدرك أن اتخاذ أي ضربة وقائية ضد إيران، سيوحد الإيرانيين لا كما تراهن أمريكا وإسرائيل، على انفجار الوضع الداخلي فيها، ومع كل الفرضيات، فهناك من يرى أن الضربة قادمة، وأن أمريكا لها حسابات دقيقة إزاء إيران. واكدت الصحيفة أن أوروبا، وخاصة بريطانيا مستعدة لأن تعمل ضمن المطالب الأمريكية، في حين أن فرنسا مع استعمال الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية، وهذا التجاذب بين الحلفاء له طبيعة غير متناقضة، ولكنها تفسيرات لما يجب اتخاذه كخيارات محتملة. وأوضحت أن إيران ليست العراق أو سوريا، بحيث تستسلم لأي ضربة خشية أن يثور عليها شعبها، وهو يرى أن الإنفاق على التسلح فاق كل شيء حتى على حساب تحسين الأوضاع الداخلية للمواطن. ورأت أن محيط الحرب قد لا يقتصر على إيران وإسرائيل، لأن إيران قد يأتي انتقامها بضرب آبار النفط في الخليج العربي لوضع العالم كله أمام أزمة طاقة، غير أن مغامرة كهذه قد تدفع أمريكا نفسها لاستخدام سلاح غير تقليدي قد ينهي مصير إيران لو أقدمت على هذا الفعل. وأبدت الصحيفة تخوفها من أن تبادر إسرائيل إلى توريط العالم بحرب تتعدى كل الحدود، معتبرة أن أمريكا ستكون وحدها المسؤول عن أي تداعيات تحدث، لأنها الوحيدة القادرة على إيقاف إسرائيل عن أي تصرف أحمق لا يدري أحد نتائجه. وحذرت صحيفة "الوطن" السعودية من التهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت النووية الإيرانية ، مشيرة إلى طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المصادقة على تفويضه بشن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، واعتبرت الصحيفة أن نتينياهو ليس سياسيا متعقلا يلتزم بمعادلات وحسابات سياسية محددة، وهو يقود حكومة لا تقل عنه تطرفا في أفضل الأحوال. وأضافت أن إيهود باراك، الذي يفترض أن يكون على يسار الحكومة، لم يستبعد الحل العسكري في حال فشل المجتمع الدولي في إيجاد حل يضمن عدم تحويل البرنامج النووي الإيراني إلى برنامج عسكري. وأوضحت أن الموقف الإسرائيلي الرسمي اكتسب مؤخرا زخما إضافيا بعد أن أظهر استطلاع جديد للرأي أجراه معهد الحوار لاستطلاع الرأي، ونشرته صحيفة هآارتس، أن41% من الإسرائيليين يؤيدون توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية، فيما قال 39% إنهم لا يؤيدون مثل هذه الضربة، وقال 20% إنهم مترددون. ورأت الصحيفة أن أي ضربة عسكرية إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية، في حال حدوثها، لن تفتقر إلى تأييد المجتمع الدولي، فالرئيس الأمريكي أوباما اعتبر في آخر تصريح له أن البرنامج النووي يشكل خطرا، وطالب مع الرئيس الفرنسي المجتمع الدولي بالاستمرار في الضغط على إيران لإثبات حسن النية في الملف النووي، وبريطانيا أيضا حذرت مؤخرا من النوايا الإيرانية وأعربت عن استعدادها لأي مواجهة محتملة مع إيران. ومضت الصحيفة تقول: من جهتها، هددت الحكومة الإيرانية برد عنيف في حال تعرض منشآتها لضربة عسكرية إسرائيلية، بما في ذلك ضرب أهداف أمريكية في منطقة الخليج، هذا التهديد الإيراني - كما تقول الصحيفة - يعكس مدى الجدية التي تأخذ بها القيادة الإيرانية التهديدات الإسرائيلية، رغم محاولتها إظهار غير ذلك. فإسرائيل لها سابقتان في قصف منشآت نووية لدول معادية: الأولى في 1981، عندما قصفت المفاعل النووي العراقي الذي كان قيد الإنشاء، والثانية في 2007 عندما قصفت إسرائيل منشأة في شرق سوريا قالت إنها منشأة نووية سرية. وأشارت إلى أن احتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران قد يكون قليلا، لكنه بالتأكيد احتمال قائم، وكذلك فإن الرد الإيراني على مثل هذا الهجوم قد يكون قاسيا وغير متوقع.