يستمر تحدي جماعة الإخوان المسلمين للأجهزة الأمنية عبر إعلانها استمرار اعتصامي "رابعة" و"النهضة"، مؤكدين أنهم ليسوا مسلحين إلا ببعض العصي والكثير من الالتزام، ومازالت الآمال تعتريهم باستعادة شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي. وبعد تحذير وزارة الداخلية المصرية للمتظاهرين بفضّ الاعتصام، بدأت مظاهر الاستعدادات الأمنية التي يقوم بها المعتصمون في رابعة العدوية والنهضة، مما يعكس تحديًا لأجهزة الأمن، فقد بنوا الحواجز والسواتر بالحجارة على المداخل المؤدية إلى الناحيتين، ويعبّرون عن استعدادهم لبذل أرواحهم دون فضّ الاعتصام، الأمر الذي ينذر بتأزم الموقف واحتمال حدوث صدامات عنيفة مع الشرطة. تقول إحدى المعتصمات في ميدان رابعة العدوية، التي يرافقها أطفالها الأربعة، وفقا لما نشره موقع "إيلاف" إن "هذا الاعتصام من أجل الحرية والشرعية. لقد انتزعت حقوقنا منا. أريد أن يعرف أطفالي معنى الديمقراطية. نحن لا نخاف حتى من الموت". صحيفة "لوس انجلوس تايمز" من جانبها تؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين لم تترك مجالًا للتفاوض، فهي ما زالت حتى اللحظة متمسكة بشروطها، لا سيما عودة الرئيس المعزول محمد مرسي مرة أخرى لسدة الحكم. وكانت الحكومة المصرية المؤقتة قد كررت أمس عزمها فضّ الاعتصام، إلا أنه لم يكن هناك مؤشرات عن عملية وشيكة من الشرطة. لكن رفض المعتصمين لدعوات الشرطة ينبئ باحتمالات إراقة الدماء في حال لجأت قوات الأمن إلى القوة. ويقول مسؤول أمني رفيع المستوى، رفض الكشف عن هويته، إنه في حال ذهب الجيش إلى مراكز الاعتصام "وطلب من المعتصمين أن يرحلوا، فمن المرجّح أكثر أنهم سيردون بإطلاق النار على قوات الشرطة مثلما فعلوا في كل مرة"، آملًا في أن يتم احتواء الأمور بدون اللجوء إلى العنف. من جهتها، طالبت جبهة الإنقاذ الوطني باتخاذ إجراءات حاسمة، ودعت الحكومة ومؤسسات الدولة إلى الالتزام الكامل بالإجراءات القانونية أثناء مواجهة العناصر الإرهابية والخارجة عن القانون"التي تستخدم الدين كغطاء وتدعو إلى التدخل الدولي". وتؤكد جماعة الإخوان أن الكثير من المعتصمين في رابعة يدافعون عن حقهم في الاعتصام السلمي، ولسيوا بالضرورة من أفراد الجماعة، فيقول علي إسلام – وهو طبيب – إن "الكثير من الناس في هذا الاعتصام ليسوا من الإخوان. أنا لست واحداً منهم، ولكن لن نرحل حتى يعود مرسي. الرئيس مرسي انتخب ولديه شرعية صندوق الاقتراع. أنا أرفض أن أعيش لمدة 60 عامًا تحت الحكم العسكري مثل والدي". وأضاف: "ليس لدينا أسلحة. لا نحمل سوى العصي. السلاح الأكبر الذي بحوزتنا هو التزامنا".