بعد مرور 89 عاما على اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي "توت عنخ آمون" والتي توافق يوم الرابع من نوفمبر في كل عام، لايزال هناك الكثير من الجدل حول عرض المومياء، فهناك دعوات لوقف عرضها داخل "الفاترينة" الزجاجية المقامة داخل مقبرته وإعادة المومياء إلى التابوت الذي اكتشفت بداخله في قلب المقبرة التي تعد أشهر مقابر ملوك الفراعنة. قال أحمد صالح عبد الله - الخبير المصري في مجال التحنيط وحفظ وترميم المومياوات - إنه لابد من إعادة النظر في قرار عرض مومياء توت عنخ آمون داخل فترينة زجاجية بمقبرته وإعادتها إلى التابوت الذي يمثل بيئتها الطبيعية والمكان الذي حفظت بداخله طوال أكثر من ثلاثة آلاف عام. مشيرا إلى أنه من المؤكد أن المومياء تأثرت بالسلب نتيجة لعرضها في فاترينة زجاجية نتيجة للعوامل المناخية. وطالب أحمد صالح بالتأكد وبشكل دوري من سلامة أجهزة الشفط وقياس درجة الحرارة داخل مقبرة توت عنخ آمون. فيما تجددت التحذيرات السابقة التي أطلقها أثريون مصريون من تآكل مومياء الملك توت عنخ آمون وتحولها إلى رماد خلال اقل من ثلاثين عاما، وذلك بعد أن تم نقلها من التابوت الذي احتضنها أكثر من 300 عام إلى صندوق العرض الزجاجي في الرابع من شهر نوفمبر من العام 2008، وقال الباحث المصري أحمد أبوالحجاج إن صندوق العرض الزجاجي الذي وضعت فيه المومياء لا يشكل حماية لها وقد جرى نقلها دون أي دراسة أو دراية بطريقة التعامل مع المومياوات. وأضاف أنه يتحدى أن يكون قرار نقل المومياء مبنيا على أسس علمية تضمن سلامتها على المدى الطويل في ظل الظروف المحيطة بها وأكد صحة تحذيرات المدير السابق لمتحف التحنيط في الأقصر بأن المومياء ستتحول إلى رماد خلال أقل من 30 عاما، بسبب ارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة في المقبرة، خصوصا أن المومياوات المصرية تحتاج إلى درجة حرارة لا تتجاوز 10 درجات مع نسبة رطوبة لا تزيد على 45%. كانت قد بدأت في مدينة الأقصر- وسط أجواء وطقوس تتسم بسحر وغموض الفراعنة وعبق ورائحة احتفالات مصر الشعبية - مجموعة من الفعاليات والأنشطة الفنية والفكرية والثقافية التي تستمر حتى نهاية شهر نوفمبر الجاري، ويشارك في إقامتها المؤسسات الأثرية والثقافية في الأقصر مثل مكتبة الأقصر العامة وكلية الفنون الجميلة ومتحف التحنيط ومتحف الأقصر ومنطقة آثار مصر العليا وهيئة قصور الثقافة. تشهد ساحات وميادين الأقصر عروضا فنية وفلكلورية لفرق الفنون الشعبية ويقام في كلية الفنون الجميلة معرض فني إحياء للمناسبة وموسم ثقافي خاص يقيمه قطاع المتاحف المصرية ويحاضر في الفعاليات الفكرية والثقافية الخاصة بإحياء الذكرى 85 لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عدد من علماء المصريات وأساتذة الفنون والآثار بينهم: الفنان الدكتور محمد عرابي عميد كلية الفنون الجميلة، وعالم الآثار المصري منصورالنوبى الأستاذ بجامعة جنوبالوادي، والدكتور منصور بريك المدير العام لآثار مصر العليا، والباحثون والأثريون المصريون فرنسيس أمين ومحمد يحيى عويضة ومصطفى وزيري وعبد الجواد الحجاجى والباحث والمؤرخ عبد المنعم عبد العظيم، حيث ستؤرخ وتناقش وتحلل تلك الفعاليات الفكرية والثقافية التي تقام في الذكرى ال 89 لاكتشاف مقبرة الملك الفرعوني الصغير توت عنخ آمون أحداث الاكتشاف لحظة بلحظة منذ رفع العمال – في الرابع من نوفمبر عام 1922 – لأول عتبة حجرية في السلم المؤدى للمقبرة وحتى فتحها للزيارة وهو الاكتشاف الذي استأثر بخيال العالم ولا يزال يستأثر به حتى اليوم. وإلقاء الضوء على شخصية المكتشف الإنجليزي هيوارد كارتر واكتشافاته الأثرية ومنطقة وادي الملوك قبل وبعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وأهم الاكتشافات التي شهدتها الأقصر وعشاق الأقصر من علماء المصريات في العالم والأقصر في العصور الإسلامية والمسيحية والرومانية والأقصر بين الأمس واليوم . يذكر أن يوم السبت الموافق للرابع من نوفمبر في عام 1922 كان بداية لكشف من أعظم الكشوفات الأثرية في القرن العشرين، ففي الساعة العاشرة من ذلك اليوم وبينما كان المستكشف الإنجليزي هوارد كارتر يقوم بمسح شامل لمنطقة وادي الملوك الأثرية غرب مدينة الأقصر موفدا من قبل اللورد هربرت ايرل كارنافون الخامس عثر على أول عتبة حجرية توصل عبرها إلى مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون وكنوزها المبهرة، حيث عثر هوا رد كارتر على كنز توت عنخ آمون بكامل محتوياته دون أن تصل له يد اللصوص على مدار أكثر من ثلاثة آلاف عام، إذ حوى الكنز المخبأ على مقاصير التوابيت وتماثيل الملك الصغير والمجوهرات الذهبية والأثاثات السحرية والعادية والمحاريب الذهبية والأوانى المصنوعة من الخزف، وقد أعطت محتويات المقبرة لعلماء الآثار فرصة فريدة للتعميق في معرفة طبيعة الحياة في عصر الأسرة الثامنة عشرة 150- 1319 قبل الميلاد، التي تعد فترة ذات أهمية خاصة في تاريخ مصر القديمة.