لست فى حاجة لأذكر من يقرأ هذا المقال بمواقفى من النظام الذى وصفته بنظام "السقوط" كثيرا ً فى هذا المكان ؛ فمن تابعنى يعلم موقفى منه ؛ ومن لم يتابعنى عليه ان يبحث عن مقالاتى اولا ً قبل ان يتهمنى بشئ ! اقول ذلك وانا آرى ان الجميع انبرى فى فرحة مفرطة عقب احداث 30 يونيو التى سبقناها بمقال يشرح كيف انها ستستطيع خلع "مرسى" ولكنها لن تستطيع تخليص مصر مما هى فيه ! ودون ان اطيل عليكم بما سبق ودون "ركوب للموجة" الحالية فلزاما ً علىّ الان ان أطرح عدة حقائق جديرة بالتذكير . اولاً لابد ان تعلم الجماهير التى نزلت فى 30 يونيو ان العسكرى "السيسى" سرق فرحتهم ومشروع ثورتهم بمباركة كثيرين منهم قوى ثورية مع الاسف ؛ فقد كانت الاعداد التى نزلت كفيلة باسقاط" مرسى " حال ثباتها واعتصامها بالميادين الا ان السيسى تعجل التصعيد ليحرك هو خيوط اللعبة بعدها كيفما يشاء ؛ حتى بدا الامر انه "إنقلاب ً عسكري ً مكتمل الاركان" ومن ثم خلّف وراءه ملايين اخرى فى الميادين شعرت ب "الانقلاب" فقررت التصعيد هى الاخرى فبات الصدام والقتل هو سيد الموقف الان بسبب خطوة غير محسوبة ؛ كانت لا تحتاجها الملايين التى نزلت ضد مرسى ! اسوأ ما فى الامر بالنسبة لى الان غير توقع المزيد من القتلى من كل الاطراف هو المحاولات الدنيئة والخسيسة التى تعمل على مسح ثورة 25 يناير بكل ما فيها من عظمة وتضحيات وشهداء واجهوا نظاما ً كان الاشد استقرارا ً وبطشا ً بكل اجهزته من اى نظام فى الشرق الاوسط ! محاولات عمل "delete" لثورة يناير ما كانت لتحدث لولا ان ثوار 30 يونيو استعانوا بالنخبة الفلولية التى تبث سمومها ولديها من الطموح فى البقاء ما يجعل الغاء ثورة يناير ضرورة لعودتهم للحياة ! محاولات نسيان ثورة يناير ما كانت لتحدث لولا استعانت اطراف من ثوار 30 يونيو بأجهزة ، سبق وأن اضاعت حق شهداء 25 يناير، لتكون عونا ً لهم فى خلع مرسى ؛ وستكشف الايام القادمة دور الأجهزة فيما حدث ؛ عندما تريد حرق من تعاونوا معها ! محاولات طعن ثورة يناير ما كانت لتحدث لولا ان قاتلى ثوار 25 دخلوا ميدان التحرير على اعناق ثوار 30 يونيو؛ وبدا المشهد بالنسبة لى اكثر من عبثى ؛ ويشرح كيف ان تلك الاجهزة التى قتلت ودلست على قتل انبل شباب مصر فى ثورة يناير تلاقت مصلحتها مع مصلحة اصحاب حركة 30 يونيو فاتفق الجميع على التنكر لشهداء يناير ؛ وعمل مصالحة مع من قتلوهم لحسابات براجماتيه قذرة ؛ فالثورى من المفترض انه ليس فى حاجة لمساعدة اجهزة النظام الذى يثور ضده ! حركة يونيو ادخلت لميدان التحرير"على الاكتاف" من لم يستطيعوا الدخول على "الجمال" لوأد 25 يناير ؛ والمخزى هنا انهم استطاعوا تسويق مصطلح ان هذه هى الثورة دون غيرها لقطاع كبير من الغافلين والمغفلين ! حركة يونيو سامحت فيما لا تملك وهو حق دماء شهداء 25 يناير الطاهرة فاصبح من لا يملك يعطى من لا يستحق ؛ ومن يكذبنى عليه ان ينظر الى مقعد "النائب العام" فى مصر حاليا ً ؛ وينظر الى علاقة الثوار بالداخلية حاليا ً ؛ ويسأل نفسه هل اصبح احد يتذكر 25 يناير؟ الوضع الان فى مصر عبثى بكل ما للكلمة من معانِ ؛ جرى التصالح مع القاتل والسارق والمدلس ؛ برز للمشهد ابطال من ورق ؛ منهم من جعلته المخابرات بطلاً وستحرقه ؛ ومنهم من نعلم جميعا ً انهم مدلسون ومزورون بل وكانوا مطلوبين للعدالة لأمور تتعلق بالذمة المالية والتزوير ولكن قضى الامر وبالتركيبة القضائية الموجودة الان عليك ان تنسى محاسبة هولاء ؛ ومعها تنسى حق شهداء 25 يناير طالما قبلت مساعدتهم فى ثورتك على نظام لم يكن يحتاج مؤامرة للاطاحة به ؛ ومن ثم عليك ايضا ً ان تعلم انك عدت بنا خطوة للخلف ! يقينا ً كان المشهد فى الميدان التحرير "عبثيا" ؛ ويقينا ً ايضا ً ان الامر لم ينته تماما ً وسيتحمل المسئولية كاملة الفريق السيسى الذى استعجل تدخل العسكر فى الامر ؛ ولمن لا يزال ضميره مستيقظا ً اقول .. لا تسمح بمسح ثورة يناير العظيمة من العقول والقلوب ؛ تحدث ولا تتخاذل واكشف اى مؤامرة تحاول طعن هذه الثورة العظيمة ؛ فالثورة هى 25 يناير وما حدث من حراك ثورى بعدها قابل للنقاش فى مدى ايجابيته وسلبيته ؛ اما هى فهى الثورة دون سواها ؛ هى الثورة التى لم تستعن سوى بالشعب ؛ هى الثورة التى واجهت "داخلية ؛ جيش ؛ مخابرات ؛ امن دولة ؛ بلطجية" هى التى لم تتحالف مع ايا ً من اجهزة النظام الذى خرجت لاسقاطه ؛ وان كانت سمحت بسرقتها بقصد او بدون فلا تسمح باسقاطها من التاريخ ففيها قال "الجخ" مشهد رأسى من ميدان التحرير لما كان للمشهد من جمال وعزة وبطولة ؛ وادعوه (ان كان يملك الشجاعة والضمير) ان يكتب تحت عنوان "مشهد عبثى من ميدان التحرير" ويشرح عبثية ما رأيناه . -------------- المقال يعبر عن رأي كاتبه ، ولا يتوافق بالضرورة مع سياسة تحرير المشهد