لم تتوقف وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية طوال الأيام الماضية عن تناولها لتدهور صحة الرئيس السابق حسنى مبارك، بل أن البعض منها ذهب إلى أكثر من ذلك، وأعلنوا أنه مات إكلينيكيا، وأن فيروس غريب ينهش فى مخه، وأن السلطات تتكتم خبر وفاته. ولم تهدأ مثل هذه الأقاويل سوى بعد نفيها على لسان مصدر مسؤول بالمركز الطبى العالمى، الذى يرقد مبارك فى أحد أجنحته لتلقى العلاج، لكن السؤال الآن هو: ما أسباب تردد مثل هذه الشائعات بقوة ومن وراءها؟ طرح هذا السؤال على أحد المصادر الخاصة، الذى أكد أن هناك سببين لانتشار هذه الشائعة، الأول أن إحدى القنوات الفضائية الخاصة قامت ببث خبر مفاده أن مبارك قد توفى، وأن هناك تعزيزات أمنية حول المركز الطبى العالمى لتأمين خروج الجثمان وإجراء التدابير اللازمة للدفن وغير ذلك، وقد بنت القناة تخمينها على وجود عدد من أفراد الجيش كان متواجدين بالقرب من المركز، والحقيقة كما يقول المصدر، أن تواجد قوات للجيش فى هذا المكان هو أمر طبيعى، ويحدث بشكل مستمر، لأن هناك معسكرات عديدة للجيش على طول الطريق الذى يقع عليه المركز. أما السبب الثانى، الذى أدى إلى انتشار الشائعة –من وجهة نظر المصدر- هو التخمين والفبركة الصحفية والإعلامية دون الرجوع لأى مصدر رسمى، بحيث ربطت بعض وسائل الإعلام مشاهدة مبارك لمقتل القذافي والتمثيل بجثته من ناحية، وإصابته بمضاعفات أدت لوفاته من ناحية أخرى، على اعتبار أن القذافى كان صديقاً لمبارك، وأن الرئيس السابق خاف من أن يلقى نفس المصير. وأضاف المصدر، أن مثل هذا الأمر لا أساس له من الصحة، خاصة أن مبارك نادراً جداً ما يشاهد برامج التليفزيون أو يقرأ الجرائد فى الوقت الحالى، نظراً لحالته الصحية، مشيراً إلى أن الجهات المسؤولة ليس لها مصلحة فى مسألة وفاته، ولن تخفى أمراً كهذا لو وقع.