بالمفارقه لقاعده منطقيه تزعم أن نفى النفى اثبات ، فان فوضى الفوضى حتما لن تؤدى الا للفوضى ، كنت وغيرى بقدر فرحتهم بخروج الجماهير المصريه عشية 25 يناير ، يتصدرها شبابها الجميل الواعد ، بقدر خوفنا من حالة الفراغ السياسى التى ستعقب سقوط " نظام مبارك " الذى جثم على انفاس مصر 30 عاما ، أمم خلالها كافة اشكال وتجليات الحراك السياسى والاجتماعى لصالح فئات اجتماعيه نمت وترعرعت خارج حلبة الاقتصاد الرسمى ، وبأرقام تجاوزت مئات المليارات وفقا لدراسات عديده قدرت حجم الاقتصاد الموازى والذى يتشكل جله أو معظمه بين تجارة السلاح والمخدرات والآثاروالدعاره ..... الخ ، فى علاقة جدل غيرشرعى مع الاقتصاد الرسمى ، أفسدت جهود أباء نظام يوليو الأوائل لاقرار العدل الأجتماعى ، أيقونه أى حركه اجتماعيه حقيقيه تهدف الى تجاوز وضع سياسى لا انسانى ، يصادر الثروه والسلطه لصالح فئه معينه ، خصما من ثروه وسلطة الجماهير الغفيره لنأتى عشية انتخابات الرئاسه لنجد أنفسنا بين خيارين اما أن تأتى الصناديق برئيس وزراء مبارك الأخير ، وأحد الشخصيات المفصليه فى النظام السابق رئيسا للجمهوريه ، أو بالسيد محمد مرسى ممثل جماعة الاخوان المسلمين ، ليسقط فى ايدينا جميعا ، هل نختار محمد شفيق لنصبح أضحوكة العالم ، ويذكر التاريخ 25 يناير بأنها حركه عبثيه ، أعادت نسخ النظام فى سابقه تاريخيه فريده من نوعها تستعصى على الفهم ، وتتغافل منطق وحكمه التاريخ ، أم نحاول أن نخدع أنفسنا باختيار فصيل سياسى مختلف ، شكلا حتى لا نصبح أضحوكه بين ألأمم ، فتقييم الخطاب السياسى لجماعة الاخوان المسلمين باعتبارها قلب تيار الاسلام السياسى يكشف عن ايدلوجيه يمينيه للحزب الوطنى المنحل ، اذ ان مراجعة الخطاب السياسى للجماعه طوال حقبة التسعينات يؤكد أنها معارضه يمينية تفتقر الى وعى اجتماعى بمصالح الجماهير العريضه أى انها هيكليا احد دعائم نظام سياسى يخدم المصالح الامريكيه ويستمد شرعيته من صيانة هذه المصالح ، والحفاظ عليها ، لتصبح الجماهير المصريه كالتائة بين موائد اللئام ، والتساؤل المطروح الآن هل تغير المشهد كثيرا عشية 30 يونيو 2013 عن 25 يناير 2011 ، هل تمت صياغة حركة جماهيريه موحدة الهدف والتنظيم قادره على حسم الصراع السياسى لصالح الشعب المصرى ، وهل يكفى عامين من عمر التاريخ لاصلاح نظام يوليو الذى فرغ الحياه السياسيه والمدنيه برمتها من محتواها الحقيقى ، بالتأكيد لا لأن خطورة التفريغ السياسى والاجتماعى مع غياب العداله انه جزر على المستوى الثقافى أحط القيم الانسانيه ما بين الانتهازيه ، والميوعه الأخلاقيه ، ونفى الاخر وزاد من غلوانها غياب المعايير الاجتماعية و اجهزة الضبط الاجتماعية التى تورطت فى تجذير قيم الفساد، لتسويق مشروعها الامبريالى المنحط انسانيا ومن ثم فالقفز السريع نحو تغيير رئيس منتخب اتينا به، لنحاول تجميل انفسنا ، وخداع عقولنا واهمين اننا أحدثنا ثوره فى الواقع المصرى ، ولكن لنطمئن ، فالثورات تتشكل فى رحم الواقع عبر آليات ومداخل تاريخيه تحتاج لسنوات من الكفاح على أرض الواقع حتى يمكن تكوين وانضاج تيار سياسى وطنى حقيقى يتبنى مصالح وأحلام جماهير مصر العريضه ، تتشكل قيادته أو كتلته من خلال آليات الصراع السياسى والاجتماعى ، مما يكسبها الشرعيه الحقيقيه الا وهى شرعية الشارع المصرى ، وليس شرعية الاعلام المأجور ، فنحن امام يوما أخر من ايام مصر ، ندعو الله أن يمردون قطرة دماء واحده ، وأن تعى كافة القوى السياسيه سواء فى الحكم أو خارجه أن الثوره لازالت تتشكل وان الظرف الذاتى والعالمى لا يسمح بحسم الصراع ألآن ، وتعى ان مصر فى القلب وفى العقل ، لأنه يبدو وان وعى النخب لا يرتقى الى وعى اللحظه ومن ثم فالمحصله مكسب للامبريالية الغربية وصنا ئعها من الديكتاتوريات العسكرية والدينية وخسران لمصر .