ذكرت مصادر أمريكية، أنّ الولاياتالمتحدة كانت تعلم بموقع اختباء العقيد الليبى معمر القذافى قبل أسبوعين من مقتله على أيدى الثوار ، وأن واشنطن ارشدتهم لى مكان تواجده. وقالت المصادر إن طائرات أمريكية بدون طيار تم تشغيلها بواسطة طيارين من قاعدة تقع بالقرب من "لاس فيجاس" رصدت طوال أسبوعين على الأقل، أى منذ مطلع أكتوبر، المنزل الذي اختبأ القذافي بداخله في سرت. واشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن البيئة القريبة من المنزل كانت محاطة بوحدات من القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية، بمعنى آخر، فان التقارير التي تتحدث عن كون الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلف شمال الاطلسي (الناتو) أدارا في ليبيا حربا جوية فقط، من دون أن تكون لهم قوات برية، هى أوصاف غير صحيحة. وذكرت الصحيفة أن هناك أوصافاً مفصلة حول كيفية قضاء القذافي الأيام الأخيرة من حياته، وكيف أنه رفع عن نفسه حالة الحذر التي كان يتبعها منذ سنوات طويلة، وتحدث بحرية في الهواتف المتصلة بالأقمار الصناعية والهواتف المحمولة التي كانت بحوزته، وكأنه أراد أن يكشف مكان اختبائه بنفسه. وهناك أوصاف أخرى تفسر كيف حدث أنه في يوم الخميس صباحا، وحين قرر القذافي مغادرة المنزل في سرت، ومحاولة الفرار منه في قافلة تضم 95 سيارة، وهى محاولة وصفتها دوائر عسكرية غربية بأنها (رحلة انتحارية)، فإن طائرة رصد إلكترونية أمريكية هى أول من رصدته. وأوضحت أن صحيفة (دير شبيجل الألمانية الأسبوعية) المعروفة بعلاقاتها مع أجهزة الاستخبارات الألمانية، نشرت أن من أبلغ الأمريكيين عن المعلومات حول مخبأ القذافي في سرت، كان جهاز الاستخبارات الألمانية الBND, والذي لعب دورا مركزيا في عمليات الاستخبارات الغربية في ليبيا على الرغم من المعارضة القاطعة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأي مشاركة لبلادها في الحرب. وقالت "نيويورك تايمز" إنه بدون تدخل أمريكا العسكري المباشر في ليبيا، لم يكن المتمردون لينجحوا إطلاقا في الانتصار على معمر القذافي. كما أفادت الصحيفة أن هذه التطورات تحمل رسالتين أولا: لن تتردد الولاياتالمتحدةالأمريكية والناتو في التدخل في التمرد ضد الأنظمة التي يرأسها ديكتاتور، بما في ذلك في خطوات اغتيال رؤساء هذه الأنظمة. وبذلك لا توجد غرابة في أن المتمردين في سوريا ضد الرئيس بشار الأسد، بدأوا في رفع العلم الليبي كإشارة بأن نهاية الأسد وشيكة. ثانيا: من أجل دفع التمرد العربي أو كجزء من دفعه إلى الأمام، تبدي الولاياتالمتحدةالأمريكية والناتو استعدادا للعمل على تشكيل أنظمة إسلامية أصولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. أنظمة تعلن أن الشريعة الإسلامية هى مصدر الدستور الجديد لها.