لازال النقاش دائرا حول حقيقة ما حدث فى ماسبيرو، ليس بالطبع حقيقة وجود مسيرة ولا وجود قتلى وجرحى ولكن طبيعة الأسلحة المستخدمة، والمسئول عن القتل، وبشكل أكثر تحديدا النقاش حول طبيعة المسيرة وطبيعة تعامل القوات المسلحة فى تلك الأحداث. ولكن على الجانب الآخر من المشهد تبرز مناقشات أخرى لا يمكن أنكار وجودها حول طبيعة العلاقة بين مكونات الشعب المصرى بمسلميه ومسيحييه، وحقيقة الرؤية الدينية لكل طرف وما تحث عليه من علاقة مع الآخر المختلف دينيا، وحول هوية مصر بين من هو أصل ومن هو ضيف. نقاش يفضل البعض إنكار ارتباطه بالأزمة على أساس أننا أمام قضية أعتداء من الشرطة العسكرية على مسيرة سلمية، وشحن إعلامى ربط البلطجة بالمتظاهرين، وسياسة فرق تسد للبقاء على الكراسى مستبعدين أى نقاش طائفى ومركزين على ضرورة نقل السلطة من المجلس العسكرى لسلطة مدنية. مقابل من يرى أن القضية كلها طائفية وأنها تتعلق برؤية أطرافها بما فيهم أفراد الشرطة العسكرية أنفسهم، فوفقا لتلك الرؤية شارك أفراد من المواطنين فى الأحداث نصره للجيش وللإسلام بعد عملية الشحن الطائفى التى قام بها التلفزيون المصرى فى حين اكتفى بعض أفراد الشرطة العسكرية بالمشاهدة. وهنا مع استمرار حالة الجدل الذى أفضل أن يترك جزء منه للقضاء، أعود مرة أخرى لفكرة أساسية وهى وجود عوامل مشتركة فى تحليل ما يحدث، فمن جانب لا يمكن استبعاد دور إدارة الأحداث فيما وصلت إليه من تعقد، ولكن بدون وجود مشاكل طائفية لدى البعض ما كانت الأوضاع لتتطور بتلك الطريقة، فلا يمكن انكار المحتوى الطائفى الذى صدر خلال الأزمة وقبلها وبعدها عن شخصيات متعددة بخلفيات وأدوار مختلفة ساهمت فى عملية الشحن ما قبل وأثناء وبعد الأزمة. وهنا تبرز حقيقة دور الأزمة فى الكاشف، فأن كنت قادرا فى أوقات عادية على الحديث بكلام ملئ بعبارات الوحدة ورسم ابتسامه المحبة أمام الكاميرات، فأن لحظة الأزمة قادرة على الكشف عن المواقف الحقيقية التى قد تكون مفاجئة أحيانا للشخص نفسه. ومنذ سنوات ذكر أحد العاملين فى مجال المساواة والحقوق والحريات للسود فى الولاياتالمتحدة أنه عندما كان يسير بمفرده ليلا شعر بمن يسير خلفه على مقربة فأحس بالخوف وعندما التفت ووجد أن السائر خلفه شخص أبيض شعر بالارتياح، ولكنه أدرك أنه يعانئ مما يحارب ضده، ففى اللاشعور كان لديه رابط بين الجريمة والخوف والشخص الأسود فقط لأنه أسود ولأنه عاش مع تلك الصورة لسنوات، اكتشف أن كل ما يقوله تهدم فى لحظة وظهر أنه مثل غيره لا يمارس المساواة التى يدعو لها. هذا الموقف نفسه هو ما وجد البعض أنفسهم فيه خلال أحداث ماسبيرو، فالبعض لم يستطع أن ينكر أو يخفى حقيقة شعوره الداخلى القائم على اللامساواة بينه وبين الآخر المختلف دينيا. وللموضوعية يبقى من المهم أن نقول أن جزء من رد الفعل هو نتاج رؤية نمت عبر سنوات، رؤية تم التعامل معها بخفة ولا مسئولية مستفزة وكأن القائمين على الأمر لم يدركو حقيقة المشكلة وحقيقة أن مصر لن تكون مصر بدون أن نعترف بأنها وطن واحد لكل مواطنيها.
تلك الأحداث مع قصة الناشط الأمريكى أعادتنى لقراءة سابقة لى لفيلم حسن ومرقص الذى أذيع عام 2008، وتم الإشادة به فى هذا الوقت بوصفه أحد الأفلام المهمة التى تناقش قضية الوحدة الوطنية حيث تم تكريمه أكثر من مرة منها تكريمه أو تكريم بعض أبطاله بعد بعض الأزمات التى شهدها عام 2011 الحالى لدوره فى مناقشة القضية. ولكن هل توقف المقيمين أمام الرؤية التى يعبر عنها الفيلم؟ عن كيفية تناوله لها، والرسالة التى يحملها، والانطباعات التى ستبقى لدى المشاهد بعد أن تنتهى لحظات الكوميديا -أن وجدت- وتبقى الفكرة مترسبة فى اللاشعور، وأثر هذا الطرح على القضية المعنية
وأعود للتوقف أمام حسن ومرقص لأن مصر التى رأيتها فيه، والتى أراها عبر ما يطرحه البعض حول أحداث ماسبيرو متشابهة ولكنها مختلفة عن مصر التى أحملها داخلى، وبالطبع عن مصر التى أتمناها. وبعيدا عن الفنانين والإنتاج والدعاية التى كانت كفيلة بإنجاح الفيلم والتى تبرر الاهتمام الذى حظى به، فأن الحكم على فيلم من هذا النوع الذى يتصدى لقضايا كبرى تمس الوطن يرتكز فى جزء كبير منه من وجهة نظرى على كيفية التصدى للقضية محل التناول بوصفها أبرز وأهم عناصر التقييم. فلا يمكن الاكتفاء بتقييم الفيلم مثلا من حجم الكوميديا فيه، أو أداء الممثلين، أو غيرها من العناصر الفنية الأخرى رغم أهميتها لأن محوره الأساسى واختلافه الذى طرح على أساسه يتمثل فى القضية التى تناولها
ورغم أن الفيلم يفترض به أن يعبر عن قضية الوحدة الوطنية الا أنه عبر عن حالة "صراع" بين المسلمين والمسيحيين منذ اللحظة الأولى فكل طرف يحقد على الأخر، يكره الأخر، يشعر أنه مظلوم ومواطن درجة ثانية مقارنة بالأخر. وهكذا تستمر حلقات الصراع بين الطرفين فى كل لقطة تجمع طرف من الطرفين بصورة منفردة بعيدا عن الطرف الآخر. فمجرد وجود المسلمين يعنى خطاب عدائى ضد المسيحيين، ومجرد تجمع مسيحيين يعنى خطاب عدائى ضد المسلمين ناهيك عن التآمر وغيرها من الأمور التى تعبر عن دولة فى حالة صراع تجعلك تتساءل عن عوامل بقاءها حتى تصل للنهاية للتعرف عن رؤية الفيلم نفسه. حالة نعود ونشاهدها على هامش ماسبيرو عبر بعض التسجيلات التى ترفض الآخر، وتمس من مصريته وتدور قصة الفيلم للتذكير عن عائلتين، هما: عائلة عادل إمام "بولس" المفكر المسيحي الذى يدعو للحوار والتعايش ورفض العنف وتتكون أسرته من زوجته لبلبة "ماتيلدا" وابنه محمد الإمام "جرجس". وعائلة عمر الشريف "محمود" الذى تتكون أسرته من زوجته هالة الشوربجي "زينب" وابنته شيري عادل "فاطمة". أما الفانتازيا فى الفيلم فتبدأ مع المشكلة الأمنية التى يتعرض لها الطرفين، عبر محاولة اغتيال بولس بتفجير سيارته، وحرق محل العطارة الخاص بمحمود كنوع من التهديد عقب رفضه تولى إمارة الجماعة التى كان أخوه يتولاها على الرغم من ابتعاده عنه فكريا. إذن طبيعة التهديد واحدة، ومصر منقسمة كما يتضح ظاهريا ما بين أطراف تبدو "معتدلة" وتدعو للحوار والبعد عن العنف، وأطراف "متعصبة" تدعو للصراع واستخدام القوة
وتتمثل خطة الأمن للتعامل مع الأزمة فى تغيير هوية أبطال العمل لحمايتهم. ولكن بدلا من تغيير الأسماء وبيانات العمل ومحل الإقامة، يتم تغيير الديانة. ولتكثيف الكوميديا المفترضة، وإمعانا فى تأكيد حالة التخبط التى يعانئ منها الأمن كما ظهر واضحا فى الفيلم، يتم تسكين الشخصيات الجديدة فى أماكن بدورها محل صراع فبولس الذى يتحول إلى الشيخ حسن العطار يتم إرساله إلى المنيا، ومحمود الذى يتحول إلى مرقص المغترب العائد بأسرته من أمريكا يتم تسكينه فى منزل يملكه مسيحى ولا يسكن فيه إلا مسيحيين
يبدو الفيلم هنا وكأنه ينتقل بشخصياته من واقعها الأول الذى تشغل فيه مساحة عليا من قمة الصراع حيث الصراع على الأفكار (المفكر الدينى وأمير الجماعة)، إلى واقع مختلف أشبه بالنزول إلى قاع المجتمع والاحتكاك الحى بالمشكلة على الأرض لتبدو حالة الصراع ربما بأكثر مما تبدو على السطح. انتقال من مصر السطح حيث الصراع على الأفكار والزعامة، إلى القاع حيث الناس وقود الصراع وأدواته. أما الناس الذين عبر عنهم الفيلم فقد ظهروا كمجرد جموع لا يحكمها إلا فكرة "القطيع" الذى ينتظر من يحركه سواء بكلمة أو بعصا وهو نفس ما يكرره البعض على هامش أحداث ماسبيرو، حيث التعبئة والشحن الذى انتقل من مؤسسات لشارع، ومن كلام لدم مصرى مسآل
ونعود لصورة الأمن المتخبط مرة أخرى، فرغم أن الجميع يتحدث عن أن الشيخ حسن العطار شخصية معروفة نفاجأ بأن الأمن المحلى لا يعرف شكله وكأنه شخصية شبح، مثلما حدث على مدار طويل من فاعل مجهول- وماس كهربائى ومؤخرا ملثم ومندس وفلول وخلافه فالقائمة طويلة وممتدة. وبهذا يتعامل الأمن مع بولس على أنه الشيخ حسن الذى نقل نشاطه إلى المنيا. وتظهر العصا الغليظة للأمن القائمة على التعذيب والضرب، والتى لا تحقق الأمن بالطبع. ولا ينقذ بولس تلك المرة إلا الجموع فى حالة وحيدة أشار فيها الفيلم بدون قصد على ما يبدو لقدرة الجموع على التأثير على عكس أرداة النظام، حالة ثبت أن الفيلم كالنظام لم يدرك أنها ممكن بالفعل أن تتحرك كثورة ضد النظام. ولكن لأن الجموع لا تمارس حقها فى الضغط السلمى بشكل طبيعى، ظهر تحركها فى الفيلم، كما يظهر أحيانا فى الواقع، من خلال التدمير والتهديد بالاعتصام خارج القسم ليتم الإفراج عن بولس
وهنا نبدأ فى الاقتراب من لحظة المكاشفة، فبعد اختيار بولس لإمامة المسجد يقرر الرحيل ويلجأ لصديقه المسيحى صاحب المنزل الذى يعيش فيه محمود "مرقص" لتبدأ صورة أخرى من صور الصراع والكراهية فى الظهور ولكنها تلك المرة مغلفة بالحب الوهمى الذى يغلف مصر كما أبرزها الفيلم وكما يبرزها البعض الآن. فكل طرف عندما يتقابل مع الأخر يتعرف عليه فى صورته الوهمية، ويشعر داخله بأن الآخر على دينه ومحل ثقة. ينشأ هذا الحب الوهمى القائم على فكرة الديانة ربما على طريقة الناشط الأمريكى وسعادته بوجود شخص أبيض مثله ففور التقاء بولس ومحمود تنشأ بينهم حالة ألفه تظهر سريعا فور اللقاء والسلام فكل طرف لا يرغب فى مفارقه الأخر، وكل منهم يتحدث عن الآخر بوصفه "المسيحى الطيب" و"الشيخ الفاضل"... أذن هو خطاب الدين مرة أخرى وليس الوطن المشترك أو الجيرة ------------------------------------------------- للآسف نكتشف عبر أحداث الفيلم التالية أن الخطابات النظرية الكبرى سهلة وأن الحكم على الأشخاص لا يمكن أن يكون حقيقيا إلا إذا وضعوا محل اختبار كما حدث ويحدث خلال أحداث ماسبيرو وبعدها. فتلك الشخصيات المعتدلة والمتسامحة ظاهريا سقطت فى مواجهة الواقع، وظهر أن كل منهم لا يكتفى بتفضيل أتباع دينه ولكنه يعادى ويكره أتباع الدين الأخر. فمحمود الحقيقى يرفض مشاركة الصائغ المسيحى فى عمل مخبز ولكنه يرحب مباشرة بمشاركة بولس بوصفه الشيخ حسن. بل ويقوم بطرد عامل مسيحى فى حين يقوم بولس بإعادته. وعندما يشاهدون سويا فيلم لنجيب الريحانى ويقص بولس قصة عن نجيب الريحانى والمؤلف بديع خيرى يتغير وجه محمود عندما "يكتشف" أن الريحانى مسيحى، وبعد أن كان يستمتع بمشاهدة الفيلم ويؤكد على قدرة الريحانى غير العادية على الإضحاك يتحول لإظهار ملامح الامتعاض وتكلف الابتسام فى تغير لا يتسق مع ما أراده الفيلم من صورة معتدلة ومتسامحة لشخصياته الأساسية، رسالة تؤكد أن العلاقة قائمة سطحيا على التسامح والقبول وموضوعيا على الرضوخ للوجود أذن عندما نزلوا لأرض الواقع اكتشفنا أنهم بشر، ولكن ليسو بشر بمفهوم البشرية العامة الكلية، أنهم بشر بمفهوم الفيلم مصريين يعيشون فى حالة صراع داخلى على أساس الدين. وتتعمق تلك الرؤية وفقا للكثير من الجزيئات الصغرى، فكل عبارات الحب والارتياح التى تتم من كل طرف عن الأخر تنبع من إحساس المتحدث أن الأخر على دينه الحقيقى. حتى مع قرارهم الرحيل للإسكندرية يعبرون عن هذا بكلمة بسيطة أن طريقهم واحد (ضمنا دينهم واحد). ولتأكيد فكرة المصير المشترك فإنهم عندما يذهبون لا يجدون إلا شقة واحدة فيضطرون للبقاء سويا فى إسقاط أخر على مصر البيت الواحد، ولكن ما الذى يفعلونه ونفعله بهذا البيت المشترك؟
فى البداية ولأنهم يشعرون داخليا بطمأنينة الدين الواحد تبدو العلاقات قائمة على المحبة والدفء والعيش المشترك، وعندما يعترف الولد للبنت بحبه وهو سعيد لأنه يزف لها خبر مسيحيته تبكى بأسف وهى تؤكد له إسلامها. هنا يحدث تحول يؤكد على أن السطح غير الجوهر، وما يعلن غير ما يضمر. فجأة تقام الحواجز داخل المنزل (مصر- الوطن)، وتسارع الزوجة المسلمة التى كانت قد خلعت حجابها على مدار الأحداث التى جعلتها مسيحية لارتداء النقاب فى حين ترتدى الابنة الحجاب. ولكن يبقى السؤال ما هى حدود اختلاف العلاقات عندما يختلف الدين؟ ففى الفيلم ارتبط الكشف عن اختلاف الدين بخطاب الكراهية والتآمر خاصة على لسان النساء فى حين اكتفى الرجال بقبول الحال، ربما فى اسقاط لخطاب أخر دارج عن المرأة أصل الشرور. ومع تصاعد خطاب الكراهية داخل المنزل يكون هناك خطاب كراهية أخر فى الكنيسة والمسجد، أو كما فى ماسبيرو على شاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعى، وينتهى الشحن المؤسسى بتحريك "القطيع" تحت دعاوى الدفاع عن الدين فى موجه عنف تجتاح بدون تمييز لتحرق ليس فقط المحلات والسيارات بل والبيوت بما فيها البيت الذى يجمعهم ويجمعنا مصر مصر تلك، مصر الأخرى التى عبر عنها الفيلم قد تكون موجودة ولكن هل كما جاء فى الفيلم هذا هو السؤال؟ الفيلم كثف مصر الأخرى، مصر الصراع والعداء وبالتالى كان الطبيعى أن يصل كما تصلنا دوما تلك الرؤى لحالة الحريق والاشتعال والاقتتال التى شهدها الشارع وكأنه لابد أن تنتهى الأشياء ونبدأ من جديد. ينتهى الفيلم وهم يسيرون معا مع خلفية مشاهد الحريق، نعم ربما لم تتغير القلوب وربما هو تجمع اللحظة ولكن برسالة تقول أننا لا نحتاج لأن نحب بعض ولكن يجب أن نتعايش وهنا تبدو الصورة المتناقضة ما بين مصر التى عرفتها وأريدها، ومصر التى يعبر عنها الفيلم والتى يصلنا لها فى رسالته الأخيرة، وربما مصر ماسبيرو كما يحاول البعض هنا وهناك تصويرها. فمصر التى عرفتها متسامحة فيما يخص الدين، فالتواصل الانسانى حدوده العالم فالدين لله والوطن للجميع، شركاء لا فرقاء هذه مصر التى عرفتها ولكن مع الوقت كانت مصر تتغير بما يمس التسامح فى الديانة ضمن أشياء أخرى. وأصبحنا أمام نقاش طائفى يطفو على السطح مع كل أزمة ويتم التعامل معه وكأنه أشباح تظهر وتختفى بوقفات احتجاجية ومسيرة تضامنية، وصور وابتسامات أمام الكاميرات. ولكن الواقع يثبت أن تشابك الأيدى لا يحمل معنى بأكثر من تشابك لحظة الأزمة كما فى حسن ومرقص وماسبيرو حتى الآن ولكنه ليس تشابك صحى لأن الأساس مريض ويحتاج لمعالجة، والإنكار لا يفيد ولا يحول دون الإضرار بالبيت الكبير. مشكلة حسن ومرقص كما هى مشكلة جزء من الجدل خلال أحداث ماسبيرو أن مصر بالنسبة لهم تقوم على الإضطرار أن تضطر لقبول الأخر لأنه معك، أن تقبله دون أن تحبه، أن تنظر له بوصفه ضيف أو أقلية يفترض على الآخر تقديم واجبات الضيافة. ولكن مصر التى أعرفها تقوم على الحب والعيش المشترك القائم على الجيرة من المؤكد إن مصر القائمة على الحب هى مصر التى أتمناها لى وللأجيال القادمة، أما مصر القائمة على الاضطرار للتعايش فهى مصر تحمل فى داخلها بذور صراع تتناقل عبر الأجيال وتجعلنا جزر منعزلة.. لا أرغب أن أكونها ولا أن تكونها هى يوما ما ولعل فى حسن ومرقص وأحداث ماسبيرو هذا الرابط الذى يعيدنا لطرح السؤال حول مصر هل هى وطن واحد أم جزر منعزلة كل منها يبحث عن خلاصه الذاتى؟ لازال بأمكاننا أن نختار أن نسير معا اضطرارا أو حبا .