حث الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر - السودانيين على المحافظة على روح التسامح الديني الموجودة بين الجماهير، ودعاهم لليقظة والحذر من المخططات الغربية التي تعمل ليل نهار من أجل إثارة النعرات الإثنية والطائفية.. جاء ذلك خلال استقباله الدكتور علي عثمان طه - النائب الأول للرئيس السوداني - والوفد المرافق له. وقال الدكتور أحمد الطيب إن مصر في مرحلة الخروج من عنق الزجاجة وقد حققت الثورة الكثير من المكاسب، وإن الأزهر هو مجمع الفكر الإسلامي المستنير والمكان الذي تدرس فيه المذاهب الأربعة السنية على قدم المساواة، وإنه بفضل هذا التنوع فإن مصر هى التي ينبغي أن تسود العالم الإسلامي. وتطرق اللقاء لقضايا التعليم في العالم العربي والإسلامي، وأبدى شيخ الأزهر استياءه للحالة المتدهورة للتعليم بكل أشكاله في العالمين العربي والإسلامي، مؤكدًا ضرورة النهوض بالبحث العلمي وتطوير سبل التعليم. وطالب شيخ الأزهر بضرورة توفير مصادر القوة التي توجد في العالم الإسلامي من فكر وبشر ومناجم وطبيعة، ومواقع إستراتيجية، إلا أن غياب الإرادة و غياب حسن التخطيط والإخلاص والنزاهة آفات لم نستطع حتى الآن التخلص منها. ومن جانبه، أكد نائب الرئيس السوداني ضرورة تشجيع العلاقات بين الشعبين المصري والسوداني، إضافة للعلاقات السياسية وجميع العلاقات، وأبدى حرص السودان على استعادة مصر للاستقرار ومكانتها الطبيعية في الأمة العربية والإسلامية. وقال عثمان إن الأزهر هو المرجعية الدينية العليا في العالم الإسلامي، وإنه يؤيد الدور الذي يؤديه الأزهر في هذه المرحلة كما أداه من قبل عبر التاريخ الطويل، مؤكدًا ضرورة أن يقوم الأزهر برسم السياسة الكبرى لمصر والعالم العربي والإسلامي بكل ما تحتويه من منظومات تربوية وثقافية واجتماعية ودينية، مبديًا استعداد السودان للوقوف بجانب الأزهر في اجتهاداته لتجديده لفكر الأمة، ووجه دعوة رسمية لشيخ الأزهر لزيارة السودان. وفي الختام، ثمن الوفد دور الأزهر الطليعي وطلبوا من الأزهر أن يتولى رسم الخريطة المستقبلية لإصلاح المناهج التعليمية حتى نقطع الطريق أمام الذين يريدون التدخل في الشأن الداخلي في العالم العربي والإسلامي، ونقف دون الإملاءات المغرضة الخارجية التي تريد بنا التبعية المطلقة.