عندما اقتربنا من مبنى الوحدة المحلية بقرية قورص التابعة لمركز أشمون وجدناها تقف بين الموظفين فى ساحة الوحدة المحلية تتناقش مع العاملين وعمال منظومة النظافة تحل المشاكل وتحاول توفيق الأوضاع. أصغر رئيسة وحدة محلية على مستوى الجمهورية، تبلغ من العمر 32 سنة، هى رضا عبد الله والشهيرة ببسمة، صدر لها قرار من محافظ المنوفية بتعيينها رئيساً للوحدة المحلية بقرية قورص التى تتبعها 6 قرى والعديد من العزب، بعد اجتيازها لامتحانات القيادة الوسطى التى تم عقدها بالمحافظة لاختيار بعض القيادات وتجديد الدماء. رضا عبد الله حاصلة على بكالوريوس تجارة خارجية جامعة حلون دفعة 2001، وتقوم بعمل دراسات عليا فى إدارة الموارد البشرية، وتقيم بقرية بوهة التابعة لأشمون، يتيمة الأبوين، تتولى مسئولية أشقائها الخمسة، ما زالت آنسة، بدأت عملها عام 2002 بعد التخرج مباشرة كمفتش مالى وإدارى وأخصائى متابعة وتدرجت فى المناصب حتى وصلت إلى مساعد رئيس مركز ومدينة أشمون لشئون المرأة. تقدمت رضا لامتحانات اختيار القيادات الوسطى بالمحافظة من خلال إعلان فى المركز، حيث كان لها احتكاك بكل المجالات فى جميع القطاعات من خلال عملها كمفتش مالى على المصالح وعلى معرفة كاملة بالمشاكل وتقدمت بالعديد من الأفكار والمقترحات لحل بعض المشاكل بمركز أشمون. تؤكد رضا أنها تولت عملها منذ 18 سبتمبر الماضى، وكان أول قراراتها إعادة هيكلة لمجموعة العاملين بالوحدة واستحدثت وظائف جديدة مثل: مسئول خدمة المواطنين، وأخصائى متابعة، ومسئول لصناديق الخدمة، ومسئول للمتابعة والرقابة، والذى يعتبر أهم الأقسام بالوحدة، وقامت بتوزيع المهام كل شخص فى مكانه المناسب، مشيرة إلى أنها قامت بعقد اجتماعات مع اللجان الشعبية والجمعيات الخيرية ورجال الأعمال. و قامت بالتواصل مع رجال الدين الإسلامى والمسيحى للتواصل مع الأهالى، حيث إن الجانب الدينى هو أقرب الطرق للتعامل، وذلك لعمل توعية من خلال الخطباء والأئمة لحث الأهالى على النظافة ومنع إشغالات الطرق. وأضافت، أنها لم تجد صعوبة فى التعامل مع الموظفين باعتبارها أصغر سناً أو أنثى، فالجميع يعرفها منذ أن كانت مفتشة على المصالح، فالجميع يعاملها باحترام. وأشارت رئيسة الوحدة المحلية إلى أنها لم ولن تنتمى إلى أى حزب أو تيار سياسى، وأنها تتعامل مع الأفراد وليس التكتلات أو التيارات. وأكدت، أن ساعات العمل تترواح بين 20 ساعة يومياً، وتحرص على العمل الميدانى، حيث قامت بجولة صباح اليوم الأربعاء على المخابز الساعة الثالثة صباحاً للتأكد من جودة الخبز، وقامت بتحرير محضر مخالفة بقرية النعناعية، كما قامت بحملة أخرى بعد توليها ب3 أيام، وحررت محضرى مواصفات وتلاعب، حيث يوجد بالوحدة المحلية 7 مخابز، ومن خلال الرقابة والتشديد التزمت باقى المخابز وتتحسن حالة الخبز بشكل تدريجى، حيث كانت من أهم المشاكل بالقرية. وأضافت رضا، أن منازل الوحدة المحلية بقورص تعانى من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وهناك العديد من المحاولات لاحتوائها من خلال عمل بيارات للتشريب كحل مؤقت لحين البدء فى تنفيذ مشروع الصرف الصحى. وقالت رضا، إن من أخطر مشاكل القرى الإشغالات الكثيرة التى تتعرض لها الطرق، خاصة أن الشوارع ضيقة، فهناك خطة لرفع الإشغالات وتمهيد الطرق. وأضافت، أنها تتابع عمليات غسيل المياه باستمرار بعد تكرار الشكاوى من سوء حالة المياه، حيث اكتشف أن مأخذ المياه تحاصره القاذورات والحيوانات النافقة، وعلى الفور تم اتخاذ إجراء فورى بإبلاغ الرى والصرف الصحى، وتم اتخاذ إجراء مؤقت بالتطهير، وسيتم إنشاء وصلة لحجز القاذورات بعيداً أو عمل شبكة حديدية حول المأخذ لمنع وصول أى مخلفات إليه.. حيث كانت أول مذكرة تم رفعها إلى رئيس مجلس مدينة مركز أشمون. وأشارت إلى أن الخطة القادمة تشتمل على إنارة الطرق وتجميل مداخل القرى وعمل جمعة للنظافة لاستغلال طاقات الشباب لتنظيف قراهم. ومن أغرب المشاكل التى تعرضت لها انها تلقت تهديدا بالقتل بعد قيامها بإزالة أحد الأكشاك المخالفة لعاطل يدعى خالد محمد عيسى، وقامت بعرض أماكن بديلة، إلا أنه رفض وأصر على نفس المكان بالقرب من ترعة النعناعية على طريق القاهرة وتمت إزالته وزرع أشجار بديلة، وقام أمس بنزع الشجر والاستيلاء عليه وإقامة الكشك مرة أخرى، متحدياً الجميع، وقام بتوجيه تهديد لها مباشر، وهو ما أثار حفيظتها، حيث تأكدت أنه بلطجى ويتاجر فى المواد المخدرة، وقامت بتحرير محضر فى الشرطة لاتخاذ الإجراءات اللازمة معه.