أكدت صحيفة الحياة اللندنية ان الأزمة المصرية تتجه الى الانفراج، على رغم إصرار القوى الشبابية على الاحتشاد في ميدان التحرير (قلب العاصمة) وميادين رئيسية أخرى ضمن فعاليات «جمعة الإنذار الأخير».. غير ان الأحداث، التي شهدتها البلاد خلال الأيام الأخيرة، أثّرت في حجم الحضور وقوة الحشد الذي زاد بعد غياب الشمس عنه في النهار ولاحت بوادر نجاح لمحاولات رئيس الحكومة الدكتور عصام شرف إرضاء القوى الشابة من خلال إشراكهم في مشاوراته لتشكيل الحكومة المعدلة، وسط تأكيدات ب «أن الحقائب الوزارية الجديدة ستضمن أماكن للشباب».. ومن جهة أخرى، سعى المجلس العسكري إلى تحييد النخب السياسية عن المشهد وجاء غياب الإسلاميين عن المشاركة في تظاهرات الأمس والانقسامات التي حدثت بين التيارات السياسية في شأن تصعيد الاحتجاجات لتصل إلى العصيان المدني، لتصب في مصلحة رغبة السلطة الحاكمة في إنهاء الوضع بأقل خسائر. وفي صحيفة الشرق الاوسط ، طالب الدكتور عصام العريان النائب الأول لرئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، المجلس العسكري (الحاكم) بالإفصاح عن الضغوط الخارجية لإبقاء الأوضاع على ما هي عليه في مصر، مؤكدا أن هذه الضغوط فاشلة مدللا على ذلك بإعلان الإدارة الأميركية رغبتها في استئناف الاتصالات بالجماعة، وهو ما اعتبره «استسلاما للأمر الواقع وهاجم العريان في حواره مع «الشرق الأوسط» في القاهرة بعض القيادات الليبرالية والقوى الثورية، قائلا إن «بعض الثوار ما زالوا يفكرون بعقلية حسني مبارك الرئيس المصري السابق، فهم أزاحوا مبارك ويرغبون في أن يكونوا مبارك». وأبدى العريان دهشته من إلحاح الدبلوماسيين الغربيين الذين توافدوا إلى مقر حزب الحرية والعدالة على قضايا حقوق الأقليات والمرأة، وقال إنه «من الغريب أن الموضوعات الجوهرية كالديمقراطية والحياة السياسية والوضع الاقتصادي كانت تمر سريعا، نحن نقول لهم إن حقوق الأقليات والمرأة محفوظة بحماية المجتمع المصري، والشريعة الإسلامية نفسها. ورفض العريان مطالبات القوى السياسية بوضع بإعلان دستوري جديد، مشيرا إلى أن حزب الحرية والعدالة ضد فرض الالتزام بالقوة من أعلى، وقال إنه «من الغريب جدا أن من يقولون بالديمقراطية ويتخوفون على الدولة المدنية من القوى الظلامية هم من ينادون ببقاء المجلس العسكري في الحكم.. هم من يريدون أن يفرضوا على الشعب إرادة دون تفويض.. يرغبون في أن يكونوا في الوزارة دون تفويض وتساءلت صحيفة "اليوم السعودية " : ماذا بعد ما يُسمى عصر الثورات العربية؟ مؤكدة ان المطالع لطبيعة ما يحدث في مصر وتونس، وهما اللتان نجحت فيهما ثورتان شعبيتان في الإطاحة بنظاميهما، أو ما يجري حالياً في ليبيا أو اليمن أو سوريا، يجد نفسه أمام لحظة تاريخية فارقة، ضبابية حتى الآن كما في مصر وتونس، أو دموية كما هي نتائج الأحداث في الدول الثلاث الأخرى. مضيفة، ليس معيار الثورة مجرد نجاحها في تغيير نظام الحكم، أو محاكمة رموزه، لكن المعيار هو في الإستراتيجية الوطنية المعدة سلفاً لتجاوز الكبوة، والوصول بالبلاد إلى برّ الأمان وفق رؤية لا تسمح بالفوضى أو باستمرار القلاقل. الضبابية التي تعمُّ المشهد المصري الراهن حالياً، وكذا الحالة المأساوية، ليبيا، والمتصاعدة في اليمن وسوريا، تجعل من الحتمي التساؤل عن ماذا بعد؟ وكيف يمكن لبلد أن يقف على قدميه مرة أخرى بعد كل هذا الاستنزاف المادي والبشري والمعنوي؟ موضحة ان خمسة بلدان عربية، تمثل ربما ربع العالم العربي (من حيث عدد الدول)، في حالة فوران داخلي، وتبحث عن الاستقرار بلا شك، الإشكالية الراهنة هي في الوسيلة والضمانة لهذه الوسيلة، كي لا ينزلق أي بلد إلى حرب أهلية، وهناك أكثر من درس أمامنا، مصر تبحث عن نسمة هواء تتنفس بها من جديد، اليمن يشاكس لتأكيد هويته، سوريا تتصارع، وليبيا تنزف، ربما تكون تونس التي كانت العنوان الأول، تبحث عن طوق نجاة لم يتبلور بعد. في المقابل فان ابراهيم عرفات في مقاله بصحيفة الوطن القطرية، اكد ان " المصريين لو كانوا بقوا في ميدان التحرير لأسبوعين آخرين بعد أن تنحى مبارك في 11 فبراير لما كانوا في حاجة للنزول إليه من جديد في 8 يوليو». ملاحظة ساقها أحد أعضاء اللجنة التنسيقية للثورة. فالثورة وإن لم تضل الطريق إلا أن مفعولها إلى الآن يكاد لا يشعر به أحد. فالدنيا هنا في القاهرة هرج ومرج وفي مصر كلها. كلام وجدال وعشرات المبادرات. قوانين جديدة تُرقع وتوقع وائتلافات كثيرة يصعب أن يعرف أحد عددها. وصحف جديدة تصدر وقنوات فضائية إضافية تظهر وحالة عجيبة من التفتت والانقسام والفوضى لا تسر ولا تطمئن. الناس كانت تتوقع تغييراً سريعاً ومركزاً فحصلت على مدار الشهور الستة الماضية على بضعة قرارات بطيئة ومشتتة. وقد أثار ذلك شكاً في البداية عند البعض ما لبث أن تحول إلى خوف حتمي على تحالف واسع من كل القوى السياسية النزول من جديد إلى ميدان التحرير. وهو نزول لا بد منه حتى من كان ينوي مقاطعته عدل عن رأيه وشارك فيه بعد أن رأى مع كل المصريين سلسلة من العلامات السوداء تعترض مسار الثورة كان لا بد من الاحتجاج عليها والتنبيه إلى ضرورة إزالتها بسرعة." وفي حوار ساخن مع صحيفة السياسة الكويتية، واصلت الكاتبة الصحفية اقبال بركة تصريحاتها المثيرة للجدل وقالت ان الحجاب بدعة... والسلفيون أشبه بالشياطين، مضيفة ان "الإخوان" ظلموا المرأة... وحسن البنا احتقرها، محذرة من ان معاملة مبارك بغوغائية تفقدنا تعاطف الغرب وتهدد عودة أموالنا، كاشفة ان سوزان مبارك كانت متكبرة ولم تكن تتبادل الحديث سوى مع الطبقة الراقية.