وكأننا على موعد تهل فيه البشائر فى شهر يناير وكأننا على موعد يطول انتظاره ولكننا على ثقة من وصوله فى الميعاد ولما هلت بشاير الثورة فى تونس وصلت الرياح محملة بنسيم الثورة من الغرب فى تونس إلى الشرق فى مصر. وهلت بشاير الثورة فى تونس هتفنا أمام سفارة تونس وبصوت عال أنا ورشا عزب وألفت عبد ربه وفادية مغيث ونورالهدى زكى والشباب المصرى من مصر ألف تحية للثورة التونسية. تونس قامت يا رجاله مصر كمان فيها رجاله يا زين قول لمبارك الطيارة فى انتظارك يا زين قول لمبارك السعودية فى انتظارك ثورة ثورة حتى النصر ثورة فى تونس ثورة فى مصر يا حسين قول لبولس مصر بكره زى تونس وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة لتسمع صوتنا، وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة لتسمع دعوات المظلومين فى كل أنحاء مصر ضد الظالمين دعوات المقهورين ضد القاهرين دعوات المنهوبين ضد الناهبين. وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة ليصل صوت أنين الضعفاء ويصل زئير شعب مصر بقوة عشرات السنين المكبوتة فيها أصواتهم والمبحوحة فيها نداءتهم. وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة لتسمع صوت فيضان الشعب المصرى مع اهتزاز جسده وانتفاضة الجسد الذى حاولوا القضاء عليه بكل السموم من مياه ملوثة إلى خضراوات مزروعة بمياه المجارى لمبيدات مسرطنة. وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة لتصل إليها ايادى الشعب المصرى، وتتشابك الأيادى لترسم فى صورة رائعة ألوانها زاهية من بين أصابع الأيادى الممدودة تتسرب أشعة شمس العدل والحرية والكرامة إنها صورة ثورة شعب مصر إنه حقا ربيع الثورات العربية. يسألوننى "تفتكرى ممكن مصر تبقى زى تونس؟" وأرد عليهم أكيد فأنا دائماً متفائلة واثقة من قدرة هذا الشعب العظيم الذى يصبر سنين وسنين واتقوا شر الحليم اذا غضب. يبدأ شباب وشابات مصر فى الدعوة ليوم 25 يناير يوم عيد الشرطة "سننزل فى هذا اليوم لنقول إن الشرطة سطرت بدماء شهدائها فى 25 يناير عام 1952 بطولات الدفاع عن أرض هذا الوطن إن الشرطة دورها فى خدمة الشعب وأمن وأمان المواطن نريد هذا الدور لا نريد دور الشرطة فى عهد مبارك الذى تحول من خدمة وأمن المواطن إلى خدمة وأمن الرئيس وعائلة الرئيس ووزراء الرئيس، خدمة وأمن العصابة الفاسدة الحاكمة لا يزيد دور الشرطة فى قمع المواطن وانتهاك آدميتة وتعذيبه وقتله وتلفيق القضايا له. لا نريد المحاكمات العسكرية ومحاكمات أمن الدولة. نريد محاكمات عادلة أمام القضاء المدنى، سننزل فى هذا اليوم لنؤكد على هذه المعانى ونحن نعد لهذا اليوم مع الشباب ممثلين لكل القوى الوطنين والسياسية مع الشباب بكافة ألحانهم الشعبية كان يتسرب إلينا أن هذا اليوم لن يكون عادياً مثل أية وقفة احتجاجية سابقة لا ستكون أكبر، هذه المرة يعمم الشباب على الخروج يوم 25 يناير من أكثر من مكان ومن أحياء شعبية تتوالى الاجتماعات للاتفاق على الزمان على أماكن التجمعات على الشعارات المرفوعة فى هذا اليوم، شعارات ضد الظلم، ضد القهر، ضد التبعية، ضد النظام، ضد البرلمان الذى جاء بالتزوير، ضد التعذيب، ضد تفجير كنيسة القديسين، مع وحدة الشعب المصرى، لا احد يرفع شعاراً ذا صبغة أيديولوجية معينة أو صورا معينة، فمصر هى الحاضرة وعلم مصر هو الحاضر، وبالهلال والصليب نفدى مصر الحبيبة ومن الاجتماع الأخير الخميس 20 يناير فى مركز الدراسات الاشتراكية. يا ترى ما هى الساعة المناسبة الثانية ظهراً أم بعد ذلك يستقر الحاضرون من كافة القوى الوطنية والسياسية "الكرامة، الغد، شباب الحرية والعدالة، شباب الجبهة الحرة للتغيير السلمى، حركة كفاية، الجمعية الوطنية للتغيير، الاشتراكيين الثوريين، مركز افاق اشتراكية، المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والحريات النقابية، مركز شباب 6 ابريل، التجديد الاشتراكى، العديد من الشخصيات العامة، شباب وفديون ضد التوريث، اللجنة التنسيقية للدفاع عن الحقوق العمالية والحريات النقابية، نقابة الضرائب العقارية، لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة، مصريات مع التغيير. الساعة المناسبة الثانية ظهراً حتى يتسنى لمن يجيء من المحافظات الحضور ويكون عدد كبير من الموظفين خرجوا من أشغالهم، الأماكن دار القضاء العالى، دوران شبرا، ش الودان عند أرض اللواء وبولاق الدكرور، إمبابة. هذه المرة لن تكون مثل سابقتها لن نقف ويحيط بنا الأمن المركزى مثل كل مرة ستكون مسيرات وإذا لم نكن ندرى اننا على موعد مع ثورة هذا الشعب العظيم ولكننا كنا نحس أن هذا اليوم سيكون مختلفاً فكل فئات الشعب المصرى لها مطالب لتستمر فى العيش فى هذا الوطن "الشعب خلاص أتخنق مش قادر يعيش وروحه بقت فى مناخيره" . لم نخطط فى هذا اليوم للتوجه إلى التحرير ولكن أحداث اليوم هى التى دفعت أقدامنا على غير اتفاق إلى ميدان التحرير.