هذا العنوان ليس عنواني . . هذا العنوان نشرته جريدة "المصري اليوم" صباح الاثنين 4 / 3 / 2013 علي صفحتها الثامنة ، وبالخط العريض : ( كيري علي كل الموائد ) . . و"كيري" المقصود هنا هو "جون كيري" . . ذلك الأمريكي المتصهين الذي لا يخفي تحيزه الوقح للكيان الصهيوني ، والذي أصبح وزيرا لخارجية أمريكا ، فجاء إلي القاهرة ، بصفته المندوب السامي الأمريكي ، لكي يملي تعليماته علي غلمانه . . والعيب ليس عيبه . . العيب فيمن سمح له بتدنيس أرض المحروسة والاستمرار في ممارسة نفس الدور الذي كانت تمارسه بلاده مع مبارك باسم الديمقراطية . . أما "الموائد" فهي تلك الموائد التي هرول البعض إلي "فردها" لجون كيري دون خجل ، بداية من الرئيس "الإخواني" محمد مرسي ، وحتى محمد البرادعي ، وعمرو موسي ، الملوثة أيديهما بمصافحة الصهاينة القتلة ، ناهيك عن هؤلاء المتلونون الصغار الذين يتشدقون باسم مصر ، ويركبون الموجة في كل هوجة وفي كل عصر . . وقبلها بشهر ونصف تقريبا ، كانت صحف القاهرة التي صدرت صباح الخميس 17/ 1 / 2013 قد بشرتنا بأن نفس هؤلاء الذين يقولون أنهم جبهة واحدة متحدة ، اسمها ( جبهة الإنقاذ ) قد هرولوا إلي لقاء السيناتور العنصري الأمريكي المتطرف "جون ماكين". . ولكن في ثلاث جبهات وليست جبهة واحدة . . الجبهة الأولي ، أو اللقاء الأول ، ضم عمرو موسي "وحده" بصفته أشهر شركاء المخلوع في التبعية والخنوع . . والجبهة الثانية ، ضمت محمد البرادعي الذي اجتمع هو الأخر بالسناتور الأمريكي جون ماكين "منفردا" . . أما الجبهة الثالثة أو اللقاء الثالث ، فضم منير فخري عبد النور ومحمد أبو الغار ، وعمرو حمزاوي ، وأسامة الغزالي حرب الذي سبق أن هرول مع غيره ، للجلوس مع المجرم بنيامين نتنياهو في القاهرة تنفيذا لإشارة من إصبع الرئيس المخلوع حسني مبارك . . وبالطبع ، ليس مهما معرفة هل حدثت هذه الجبهات الثلاث وفقا لرغبة زعماء الجبهة ، أم رضوخا لرغبة الأمريكان أنفسهم ، أم لأن كل منهم لا يستأمن الآخر علي ما يقوله للأمريكان أو ما يقوله له الأمريكان . . لكن الأهم ، هو أن هؤلاء الزعماء يسمون أنفسهم ( جبهة الإنقاذ ) . . إنقاذ ممن بالضبط .؟! سيقولون لك من الأخوان المسلمين و"كوارثهم" . . ولكن بمن.؟! بالأمريكان . . تريدون أن تستبدلوا الإخوان بالصهاينة والأمريكان.؟!! غريبة . . تريدون أن تستبدلوا الكوليرا بالسرطان ، ثم تسمون أنفسكم معارضة.؟!