وقع الاختيار عليه وزيرًا مرة أخرى ليعود مجددًا لمقعد المسئول الأول عن أخطر الوزارات في مصر، كونها تتعامل مباشرة مع العقول وتخاطب الوجدان تزامن تقلده منصب وزير الثقافة وإعلان جوائز الدولة التشجيعية، الأمر الذى أثار لغطًا على نطاق واسع.. لكن الرجل أخرس الألسنة حينما تقدّم باستقالته مقابل الجائزة التى رشّحته له قدراته وإبداعاته، معلنًا أن الجائزة أبقى من ألف وزارة، لذا كان خياره جانب الإبداع. ومع أول تعديل وزاري وقع الاختيار عليه وزيرًا مرة أخرى ليعود مجددًا لمقعد المسئول الأول عن أخطر الوزارات في مصر، كونها تتعامل مباشرة مع العقول وتخاطب الوجدان، ما يجعل مهمته غاية في الصعوبة. ومضى عرب بحمل ثقيل، يجرّ قاطرة الثقافة، وسط أجواء من الشد والجذب.. المبدعون يتهمونه بالتقصير في الوفاء بمطالبهم من جهة، بينما تحاول الحكومة تقليص دوره من الجهة الأخرى.. بقى يعاني الأمرّين، حتى كانت الواقعة. في معرض القاهرة الدولى للكتاب، فوجىء عرب بالقيادة السياسية تحاول تهميش كبار المبدعين.. تتجاهل دعوة هذا، وتقلل من شأن ذاك، فلم يطق الرجل صبرًا.. لم يكتفِ بدور المحذر الذى يطلق صافرة الإنذارعلى استحياء بينما عينه على الكرسي، لكنه حزم أمره وأطلق قنبلته المدوية ممثلة في إعلان استقالته. تسع ليال وثمانية أيام.. لم تنقطع الوفود التى شكلها قيادات العمل الثقافي لمحاولة إثنائه عن القرار.. زاروه في بيته.. فاعتذر لهم. وبعدما دخل الأمر أسبوعه الثانى.. غلبته الشهامة وألحّت عليه طباعه الريفية، فلم يشأ أن يعود ضيوفه صفر اليدين، فانصاع لرغبة محبيه وأصدقائه، مقررًا التراجع عن الاستقالة – التى لم تُقبَل بعد - لا سيما بعدما وعد رئيس الوزراء بدعم القطاع الثقافي . فجّر عرب بعدها قنبلة من العيار الثقيل، لعل وقعها كان أشد من وقع الاستقالة المفاجئة حين أعلن أن أحد أهم الأسباب التى دفعته للاستقالة كان طلبه من الدكتور هشام قنديل لدعم وزارة الثقافة ب50 مليون جنيه، الطلب الذى قوبل بالرفض، ليفاجأ بعدها بموافقته على دعممراكز الشباب ب 500 مليون جنيه، استجابة لطلب الوزير أسامة ياسين "الإخواني". وبهذا الإعلان المدوي خسر الإخوان البقية الباقية من تأييد لدى المبدعين، الذين استشعروا أنّ حقهم سيبقى مهضومًا مابقيت الجماعة في الحكم.. خسر الإخوان وكسب عرب مساحة جديدة من رضا المبدعين – بني جلدته – ظل ينشدها منذ ولد عام 1948 بإحدى قرى مركز قلين بمحافظة كفرالشيخ، ويؤسس لها منذ عُيّن أستاذًا بقسم التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر عام 1974. يصفه الآخرون بأنه "شخص توثيقي نظرًا لحصوله على عدة عضويات في مجالس مختلفة خاصة بالوثائق والأرشيف، كما أنّ له العديد من الأبحاث العلمية المنشورة، والكتب، ومنها "الحركة الوطنية في مصر 1908-1914"، و"حادث 4 فبراير 1942 والعلاقات المصرية البريطانية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية"، و"المدخل إلى تاريخ أوروبا الحديث"، و"تاريخ العرب الحديث"، و"الأحزاب المصرية 1922-1953"، و"أربعون عامًا على حرب السويس"، و"وثائق مصر في القرن العشرين"، و"موجز تاريخ عمان"، و"الفكر السياسى عند عباس العقاد"، و"أزمة مارس 1954 في الوثائق البريطانية"، و"أوراق الدكتور طه حسين"، و"الدين والدولة في الفكر الإباضى". من المشهد الأسبوعى.. الآن لدى الباعة