اختار مجلس محافظي الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد" النيجيري كانايونوانزي رئيسًا للصندوق لفترة ثانية تستمر أربع سنوات، وانتخب نوانزي في اليوم الأول لاجتماعات الصندوق السنوية التي عقدت في 13 و14 فبرايربمقر إيفاد بالعاصمة الإيطالية روما. ويعد مجلس المحافظين أعلى هيئة لاتخاذ القرار في الصندوق، الذي تأسس في السبعينيات لتمويل برامج التنمية الريفية ويركز في الفترة الأخيرة على القضاء على الفقر في المناطق الريفية. وجاء اجتماع الدورة السادسة والثلاثين لمجلس محافظي الصندوق هذا العام في وقت يواجه فيه العالم تحديات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي وارتفاع أسعار الأغذية والتغير المناخي وعدم الاستقرار المالي. وكان الموضوع الرئيسي للمؤتمر هو الشراكات الجديدة التي تمكن المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في الدول النامية من مواجهة تلك التحديات. في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أكد نائب رئيس وزراء جمهورية الصين الشعبية هوي ليانغيو التزام بلاده بالبقاء على الزراعة والقضاء على الفقر على قمة أولوياتها الاقتصادية والاجتماعية. وحث المجتمع الدولي على التركيز على مساعدة الدول النامية لتحقيق الأمن الغذائي والقضاء على الفقر الريفي عبر التعاون بين الشمال والجنوب. وتحدث في الجلسة الافتتاحية أيضا وزير المالية والتجارة لجمهورية إيطاليا فيتوريوغريللي مشيرا إلى أهمية لتعاون للوصول إلى الأمن الغذائي، ليس فقط عبر الاستثمار المالي في قطاع الزراعة لكن أيضا عبر "تبادل الخبرة والمعرفة والتكنولوجيا والابداع والخبرة الادارية". وقال غريللي: "يمكن لإيفاد أن تحدث أثرا بمساعدة أصحاب الحيازات الصغيرة على المشاركة الفعالة في تنمية أعمالهم وبلدانهم: يصبحون فلاحين بطريقة تجارية بدلا من الاعتماد على المساعدات". وفي كلمته الختامية أمام المؤتمر قال رئيس إيفاد كانايونوانزي: "نعرف أننا نكون أقوى وأكثر فاعلية حين نعمل في شراكة، وينطبق هذا أكثر فيما يتعلق بالمزارعين الفقراء في الدول النامية، لهذا يشجع الصندوق أصحاب الحيازات الصغيرة وغيرهم من فقراء المناطق الريفية على العمل ضمن شراكات بينهم ومع الكيانات الأخرى". طغى موضوع تعزيز الشراكة على اجتماعات مجلس محافظي إيفاد في دورته 36 في إطار نقاشات على مدى يومين. وقدم رئيس إيفاد، الذي أعيد تعيينه رئيسا للصندوق لفترة ثانية، والمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) خوسيه غراتسيانودا سيلفا والمدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي إرثارين كزين جائزة التميز لمنظمات الأممالمتحدة التي تتخذ من روما مقرا لها لفرق المنظمات العاملة في موزمبيق لتميز تعاونها فيما بينها ومع حكومة موزمبيق لتحسين جودة الانتاج الزراعي وتقليل فاقد ما بعد الحصاد لدى المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة. أطلق الصندوق، الذي يتبع الأممالمتحدة، عام 1977 كشراكة بين الدول المصدرة للنفط والدول الغنية من ناحية والدول النامية من ناحية أخرى، وشهد ثلاثة رؤساء عرب منذ بدايته حتى عام 2001. وكان هؤلاء بالترتيب من السعودية ثم الجزائر ثم الكويت. يعمل الصندوق في المنطقة عبر تمويل برامج التنمية الزراعية في البلدان التي يعمل بها وكذلك الشراكة في توفير المنح واستخدامها. ولدى الصندوق 30 برنامجا في 9 دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بقيمة 553.6 مليون دولار تشكل 10 في المئة من إجمالي مشروعات الصندوق. وبلغ اجمالي المنح للتنمية الزراعية في المنطقة 66.8 مليون دولار. ويقدر الصندوق استثمار 170 مليون دولار في الدول الاعضاء من المنطقة في الفترة 2013-2015. وتساهم دول الخليج العربية بقدر كبير من ميزانية الصندوق التي تزيد الآن عن 14 مليار دولار، بعد آخر مبادرة لزيادة موارده عام 2011.