أكد رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد" كانايو نوانزي أن العالم مدعو إلي إحداث تغيير جوهري بهدف جعل الزراعة عملا مربحا وجذابا وإلي ضرورة دعم الأمن الغذائي العالمي. وأشار إلي تغير النظرة الدولية لأهمية الزراعة خاصة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية. وقال نوانزي "علينا أن نعلم أنه كان هناك القليل من الاهتمام حول الأمن الغذائي قبل ثلاث سنوات ومع أزمة 2007-2008 وتفاقم أزمة الغذاء والمواجهات التي مست أكثر من 40 دولة وأسقطت حكومات في هايتي وتسببت في اضطرابات في دول أخري، استيقظت دول الجنوب علي حقيقة أن هناك تراجعا في الاستثمارات في الزراعة". وأشار إلي أنه كان لابد من مضاعفة الجهود المبذولة وزيادة الاستثمارات لتأمين الأمن الغذائي العالمي، للتأقلم مع التغيرات المناخية ومع الجفاف الحاد في بعض المناطق وارتفاع معدل سقوط الأمطار في مناطق أخري، وهو ما قامت به العديد من مؤسسات الأممالمتحدة. وأوضح نوانزي: "اعترف المجتمع الدولي منذ 2007 في لاكويلا بجدية موضوع الأمن الغذائي، وتعهد الجميع بتخصيص 22 مليار دولار لدعم الأمن الغذائي والإنتاج الزراعي في الدول النامية كما وافق البنك الدولي علي وضع وإنشاء صندوق تجمع فيه المساهمات المالية المتعددة". وأشار نوانزي إلي أن الأولوية ستكون لوضع التزام الحكومات من خلال مبادرة لاكويلا موضع التنفيذ بل وقيادة ذلك عبر استثمار الالتزام السياسي الموجود والمصادر المالية الموجهة للقطاع الزراعي. وأكد أنه اقترح أن تدار هذه الاستثمارات بتنسيق محكم مع المجتمعات الريفية المحلية التي تنتج هذا الغذاء، مما يعني دعما أكبر لأصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة لأنهم يوفرون 80% من غذاء المجتمعات في الدول النامية. وأضاف نوانزي أن الشراكة بين البنك الإسلامي للتنمية والإيفاد ب1.5 مليار دولار في غاية الأهمية وسيسمح بعمل نوعي في دول عديدة كموريتانيا واليمن والسنغال ومالي، وستكون المشاريع موجهة إلي التمويل الريفي للناس الأكثر فقرا، ولمضاعفة الإنتاج وبناء مؤسسات في الريف. وأشار إلي أن الإيفاد تعمل لدعم المجتمعات الفقيرة في استخدام التقنيات الزراعية المتطورة ومساعدتهم في التكيف مع التغيرات المناخية الحادة. وقال "عبر الحوار يتم تمويل الأسر الفقيرة لمواجهة أي صدمات لأننا نعتبر أن أصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة جزء من الحل للتغير المناخي".