* سينما عالمية * البداية كلما وقفت أمام دار العرض أفكر في حضور فيلم مصنف "رعب"، أتذكر حنيني لأيام كانت مشاهدة أكبر عدد من أفلام الرعب وعدم الانزعاج أو الهلع منها، مدعاة للفخر بين الأقران، ثم ما يلبث شريط الذكريات أن ينقطع بشكل مفاجىء فور توقعي ما قد أره من كميات دماء وحويصلات مقززة تنفجر كما جرت العادة في صناعة تلك النوعية من الأفلام، منذ رحيل الأب الروحي للهلع "هيتشكوك"، إلا أن توقيع "تومي ريكولا" مؤلفًا ومخرجًا كان مشجعًا على مشاهدة تعويذته المرعبة الجديدة "صائدو الساحرات". يروي الفيلم قصة أخ وأخت تعرضا للاختطاف من ساحرة شريرة واستطاعا هزيمتها، ومنذ ذلك اليوم تكرس جهدهم لمطاردة الساحرات بشكل احترافي، إلا أن اختطاف ساحرات الغابة لعدد من الأطفال بقرية نائية واستدعاء الأخوين للمهمة، لم يكن بنفس سهولة عمليات الصيد التي قاموا بها من قبل، حيث تنتظرهم العديد من المفاجئات عن طبيعة جديدة للحياة، والحب، والسحر، والخير، والشر. الفيلم لا يعتمد على مجرد الأقنعة المرعبة، والصرخات المفاجئة، أو القطع على وجوه لمسوخ، بل يدور في إطار تشويقي مثير يشحذ الانتباه طوال مدة عرضه على الشاشة، لدرجة الوهم بأنها لا تتجاوز النصف ساعة، كما يجري الحوار في غلاف كوميدي خفف كثيرًا من حدة الهلع والحزن على مصير ضحايا ساحرة الغابة الشريرة، بالإضافة إلى الاشتباكات والمشاجرات المخرجة بشكل جيد جعل من الفيلم وجبة مكتملة العناصر تحتوى على كل ما ينتظره المشاهد من معارك أكشن، وتسلسل مشوق، ورعب يحبس الأنفاس، ورومانسية رقيقة. يحتوي الفيلم على أكثر من تيمة محببه للكبار والصغار، لعل أبرزها تيمة "الجميلة والوحش" التي ظهرت في الرومانسية الصامتة بين "إدوارد العملاق/ خادم الساحرة الشريرة" وصائدة الساحرات "غريتيل/ جيما أرتلتون"، كما يحتوى على تيمة الانتقام للعائلة عندما تتصاعد الأحداث ويكتشف كل من الأخوين "غريتل" و"هانسل/ جيرمي لينر" أنها يطاردان الساحرة الأكثر شرًا في العالم، والتي كانت السبب في تشريدهم داخل الغابة منذ سنوات. بساطة تصوير المشاهد الداخلية وتوزيعات الإضاءة الخافتة كانت سر جمال الصورة بالفيلم، كما ساهمت المؤثرات السمعية والبصرية في انغماس المشاهد داخل الأحداث، وهرولته هنا وهناك مطاردًا للساحرات مع الأخوين، واكتملت تلك المتعة بارتداء النظارة السحرية لمشاهدة الفيلم ثلاثي الأبعاد 3D. عادة تسبب أفلام الرعب كوابيس ليلية لدى الصغار، وتمنعهم لأيام من تدلية أقدامهم خوفًا من الوحش المنتظر تحت الفراش، إلا أن فيلم "صائدو الساحرات" يغير تلك القناعة الراسخة منذ سنوات طويلة، فروعة الأداء الكوميدي لأبطال الفيلم وتعاطيهم مع أهوال الحرب مع السحر الأسود كمهمة شيقة دفاعًا عن الخير يشجع الكثير منهم على حب المواجهة، أما بالنسبة للكبار فتوقيع "تومي ريكولا" القادم على أي فيلم رعب يجعل من مشاهدته أمرًا مشوقًا، فقد حرك المخرج والمؤلف ابن الخمسة وثلاثين عامًا المياة الراكدة في فن صناعة الهلع. Tags: * محمد عاطف * صائدو الساحرات * الكوميديا المرعبة مصدر الخبر : البداية