بعد تعيينه بقرار رئيس الوزراء فى أغسطس 2011 رئيسًا لهيئة قصور الثقافة، وقف المئات من العاملين بديوان الهيئة والمواقع الثقافية بالمحافظات على قلب رجل واحد، فى تظاهرة حب وتأييد، يرددون هتافًا واحدًا: "معك ياسعد". واليوم يقفون هم أنفسهم بعد أن استبد بهم اليأس من تحقيق مطلبهم فى التثبيت ليقولون مجددًا "أخرج لنا ياسعد"، بينما يجلس الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة داخل مكتبه دون أن يعير العاملين بالعقد اليومى خارج مكتبه أدنى اهتمام، وحال أفراد الأمن دون دخول وفد منهم لعرض مطلبهم الذى يتمثل فى المطالبة بالتعيين كما يؤكد "شادى" أحد العاملين، والذى أضاف: أنه يحصل على أجر شهرى قدره 315 جنيهًا لانه حاصل على بكالوريوس، فيما يحصل آخرون على أقل من ذلك كونهم حاصلين على مؤهلات متوسطة، ومرارًا وتكرارًا طالبنا بالتثبيت أو استبدال عقودنا بأخرى "مكافأة شاملة"، فلم نجد سوى وعود برّاقة، وكلام معسول مما يجيد الأدباء والمبدعون صياغته. "محمود" – عامل – يؤكد أن راتبه الشهرى لا يتعدى 170 جنيهًا – فى احسن الأحوال- بينما يقل أحيانًا رغم أنه يعمل منذ السابعة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، ومتزوج ويعول طفلين، متسائلًا: "أأكل ولادى منين؟؟؟". العشرات يتراصون الآن فى تظاهرة احتجاجية أمام مكتب رئيس الهيئة يملؤهم الإصرار على الدخول فى اعتصام مفتوح لحين صدور قرار تعيينهم، لا سيما وأن عبدالرحمن أصبح مخوّلًا – بقرار رسمى - بسلطات الوزير فيما يخص الثقافة الجماهيرية. العاملون المحتجون أكدوا أنّه تم تعيين العشرات "من أصحاب الواسطة والضهر الجامد" – على حد قولهم – بعد شهور قليلة من وجودهم على رأس العمل بينما هم وعددهم 500 بديوان الهيئة وقرابة ألف آخرين بالمواقع الثقافية المختلفة ليس لهم سوى الوعود البرّاقة والكلمات الوردية التى لا تسمن ولا تغنى من جوع.