في ظل تعدد الأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية سواء كانت إسلامية أم قبطية، وفى ظل ضبابية المشهد الساسي الراهن ما بين مؤيد لظهورها وبين متمسك بمدنية الدولة.. أكد الناشط الحقوقى والمستشار السابق لقداسة البابا نجيب جبرائيل، أن الثورة أفسحت المجال لشخصيات سياسية قبطية لتكوين أحزاب، وقال إن خير مثال على ذلك هو حزب "المصريين الأحرار" الذي يضم في عضويته أيضًا عددًا كبيرًا من المسلمين. وكشف جبرائيل فى حواره ل "المشهد" عن انطلاق حزب جديد يحمل اسم "مصر الحر" وذلك خلال الفترة القليلة المقبلة، وأضاف أن الشعب المصرى قادر على تكوين مؤسسات دستورية، وأنه لا حاجة لنا إلى مجلس رئاسي ولا أحزاب دينية تغلب الدين على سيادة القانون. وإلى نص الحوار * - هل للأحزاب القبطية التى طرحت على المشهد السياسي الآن علاقة بالكنيسة؟ - أعتقد أنه من الخطأ أن نطلق على هذه الأحزاب "أحزاب قبطية" لأن برامجها برامج سياسية وليست دينية، ربما يكون الداعى لتكوين الحزب شخصية قبطية ولكن ذلك ليس معناه أنه يمثل الكنيسة أو الأقباط، فالثورة أفسحت المجال لشخصيات سياسية قبطية لتكوين أحزاب، فحزب كحزب "المصريين الأحرار" مثلاً معظم كوادره وهيئته العليا من المسلمين، كما أن هناك أحزابًا أخرى رؤساؤها من الأقباط وفي طريقها إلى الظهور مثل حزب "مصر الحر" الذي سيتقدم بأوراقه في الأيام القليلة المقبلة قريبًا. * - ألا تعتقد أن وجود مرشحين على قائمة هذه الأحزاب داخل مجلسي الشعب والشورى ربما يؤدى لصراع دينى وأحداث فتنة بين عنصري الأمة كما حدث فى التعديلات الدستورية؟ - لا، لأن الأحزاب التى بها أكثرية مسيحية يغلب عليها الفكر الليبرالى والعلمانى الذي يسعى لمدنية الدولة وأعتقد أن هذا مطمح عامة الشعب. * - البعض يطالب بمجلس رئاسى لحين استقرار الأمن فى مصر، ما رأيك؟ - أعتقد أن الشعب المصرى قادر على الحفاظ على مؤسساته القائمة وتكوين مؤسسات دستورية كمجلسى الشعب والشورى ورئيس جمهورية بطريقة شرعية منتخبة ولا حاجة لنا لمجلس رئاسى، غير أننا سنقع فى فخ حول ماهية ذلك المجلس وهل سيكون مجلسًا رئاسيًا عسكريًا أم مدنيًا أم خليط ما بين الاثنين. * وهل تتوقع فوز شخصيات قبطية معينة بعدد من المقاعد فى الانتخابات التشريعية المقبلة؟ - في حالة واحدة وهى أن يتفق عدد من الأحزاب الدينية "كالعدالة والتنمية" وبعض الأحزاب السلفية "كالنور والفضيلة" وغيرها، على مرشح قبطي معين يتم الدفع به لاستكمال مشهد عدم التفريق والمساواة لكن ترشح قبطي بمفرده للمجلس للأقباط وحدهم لا. * هل لديكم الرغبة فى دفع مرشح معين للرئاسة؟ - لا أعتقد.. ربما نسمع عن صيحات يطلقها أشخاص معدودون تتحدث عن إمكانية حدوث مثل هذا الأمر، إلا أنني أؤكد أنها لا تعدو الشو الإعلامي فقط، لأن من أطلق هذه التصريحات لا يملك الوصول إلى منصب وزارى فكيف يستطيع الوصول للرئاسة. *- هل لديكم - كأقباط - رؤية محددة لمشروع دستور جديد؟ وهل شاركتم فى صياغة أى من التعديلات الدستورية؟ - تقدمنا إلى المجلس العسكرى ومجلس الوزراء بمشروع قانون لتعديل المادة الثانية من الدستور، والخاصة بأن تكون الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع. * - ما رأيك فى الوضع الأمنى الراهن وتأثيره على سير العملية الانتخابية في الشهور القليلة المقبلة؟ - الوضع مزر، وبالطبع سينعكس ذلك على نزاهة الانتخابات سواء الرئاسية أو البرلمانية، وأعتقد أنه لو استمر هذا االحال فإن مصر سوف تشهد أحداثًا دامية في الفترة الراهنة.