حركة الإخوان المسلمين نشأت وترعرعت في مناخها الداخلي القائم على الشحن المذهبي والطائفي والتحريض على كل من هو ليس "إخوانجي"، وعلى مختلف القوى السياسية بغض النظر عن اسمها وفكرها ولونها.. ولا تستطيع أن ترى غيرها قائم على الدين أو الخلق أو السلف الصالح، ولديها تفسيرات غاية في الغرابة للدين تفسره بما يخدم تنظيمها وليس خدمة للدين حتى لو تعارض مع الدين فلا ضير، يخترعون ما يبرر سلوكهم وتصرفاتهم، ألم يبرر مفتي الأزهر خيانة السادات عندما زار إسرائيل ووقع على اتفاق "كامب ديفيد" بأية قرآنية قضم جزءًا مهمًا منها عندما قال "وإن جنحوا للسلم فاجنح له" في الوقت الذى لم تجنح إسرائيل حتى اللحظة للسلم. فحركة الإخوان في كل من تونس ومصر تسلمت السلطة ووقعت بذلك البلدين تحت سلطة المرشد، وتحاول هاتين الحركتين بطريقة أو بأخرى الإمساك في السلطة، وإدارتها ومختلف أدواتها وأجهزتها الأمنية، لتكون أداة طيعة بيدها.. ففي مصر أحدثت من أجل ذلك تغيرات هائلة في الدستور الهدف منها تأبيد استلام حركة الإخوان المسلمين للسلطة، وتوسيع صلاحيات الرئيس. وهذه الحركات - من أجل ذلك - تعتمد التعبئة الدينية والشحن الطائفي والمذهبي وخلق حالة من الحساسيه المذهبية، لأنها تعتمد سياسة "فرق تسد" في عملها الجماهيري كي تسود هي كحركة متعطشة للسلطة. واعتمادها هذا المنهج في عملها بين الجماهير القائم على التحريض في خطب الجمعة، على الفتنة والقتل والمعتمد على التجهيل والتعمية، يستهدف خلق حالة من الذعر والرعب الشديدين بين صفوف المعارضة لثني الخصم السياسي عن استمرار معارضتهم أو التحريض عليهم، لهذا أقدموا في تونس على اغتيال القائد الوطني "شكري بلعيد"، كي لا تقوم - في اعتقادهم - أية قائمة للمعارضة، وحتى يقولون لكل شخصية تونسية معارضة: إما الاغتيال أو السكوت وعليك الاختيار. أما في مصر، فقد اعتمدوا مجموعة من الأساليب، منها التحرش الجنسي والسحل والقتل.. والتحرش كان أحد أهم أساليبهم كي يحدوا من مشاركة المرأه في سيل الاحتجاجات الشعبية الهائلة التى تشهدها مصر، ومن أجل تكميم أفواه أشجع الأصوات هناك، صوت المرأه التى لعبت دورا مهما في ثورة 25 يناير وما زالت، إلا أن رد المرأه كان قويا جدا بخروج آلاف النساء في تظاهرة تحدت فيها كل الأجهزة الأمنية وحركة الإخوان، ليصرخن في وجوه الإخوان: "بنات مصر خط أحمر". فانتقل الإخوان إلى اعتماد أسلوب السحل والقتل لنشر الذعر والرعب وتكميم أفواه المعارضة. وفي سوريا اعتمدت ما يسمى بالثورة والجيش الحر أسلوبا قذرا وحقيرا من جز الرءوس إلى القتل رميا بالرصاص إلى الاغتصاب الجماعي باسم الدين إلى مناكحة المجاهدة، إلى القتل بالبلطات. إن هذه الجهات التى تدعي التدين وتنصب نفسها قيمة على الدين كشفت اليوم عن وجهها القبيح، فمنذ عام 1928 وهي تعمل من أجل الوصول إلى السلطة، وقد تسلمت السلطة بعد ما يقرب من ال 100 عام في تونس ومصر، ولديها النية لإقامة الخلافة الإسلامية، لذلك لا تريد سماع أي صوت يعارضها، ومن يعارضها يطبق عليه شرع الله.. وهل شرع الله هو القتل؟.. ألم يقل "وجادلهم بالتي هي أحسن" أم أنه قال القتل هو أسلوب المواجهة، وقال ديننا الحنيف " دم المسلم على المسلم حرام". يبدو أن هذه الأيات والأحاديث سقطت من ثقافتهم، ولا يعترفون بإسلام أحد، هم فقط المسلمون وغيرهم كفرة، ولذلك تلجأ هذه القوى "الظلامية" إلى أساليب القتل وجز الرءوس والسحل والتحرش الجنسي والاغتصاب من أجل بقائهم في السلطة، ومن أجل قمع المعارضة وإرهابها حتى تنفرد هي بالسلطة. لقد أثبت الواقع الحالي في كل من مصر وتونس أن هذه الحركات ليست فقط غير مؤهلة لقيادة البلاد وعاجزة عن إدارتها، بل إنها مستعدة لتفجير البلاد والمجتمع برمته من أجل استمرار حكمها للبلاد. مما يؤكد انهم يشكلون خطرا شديدا على بلدانهم وليس على الثورة ومضامينها الديمقراطية والإجتماعيه التى كانت وستبقى من اهم اهدافها،بل انهم يشكلون خطرا على المجتمع برمته، لسعيهم الى تفجير المجتمع سعيا لتطبيق المثل القائل ( ابي وبغيري لا شلت) اما نحن واما الطوفان. الا ان ما يجرى في تونس ومصر وسوريا أكد ازدياد تعلق الجماهير بأهدافها الوطنية والإجتماعيه وإستعدادها للتضحيه من اجلها، ففي تونس خرج اليوم عشرات الألاف في تظاهرة "جنازة شكري بلعيد" مؤكدين على تمسكهم بأهداف الثوره وفي مصر ايضا تحديات كبيره تواجه الإخوان في خروج عشرات الألاف وفي كل المحافظات المصريه تطالب بسقوط النظام،وفي سوريا ازداد التلاحم الشعبي وتأييدهم الجيش. وامام هذا الواقع الصعب ازدادت المهمة النضاليه تعقيدا امام القوى الوطنية والديمقراطية،اذ بات عليها زيادة رص الصفوف وتحديد المهام ووصياغة استراتيجيه كفاحيه واضحه ومهام يوميه امام الجماهير، كما عليها احتساب كل حركة تخطوها امام استعداد حركة الإخوان تفجير المجتمع وتعريض البلاد للخطر الشديد محمود الشيخ