مرت ساعات طويلة على سحل وتعرية وإذلال حمادة صابر ولم يقدم الرئيس استقالته ، أو يأمر بإقالة وزير الداخلية ورئيس الوزراء .. مرت الساعات طويلة ولم يأمر النائب العام بضبط وأحضار الضباط والجنود الذين ارتكبوا هذه الجناية . هؤلاء ابتداء بالرئيس ومرورا برئيس الوزراء ووزير الداخلية والنائب العام ، وانتهاء بآخر جندي كان في موقع الحدث (صمت ولم يشهر سلاحه في وجه مرتكبيها) أناس بلا ضمير ولا أخلاق ولا إنسانية ، هم مشوهون نفسيا لا يصلحون لمنصب عام ولا تفيدهم كثيرا مسألة ادعاء الشرعية ، كما لن يفيد إذاعة تسجيل لذلك الرجل المهان ، انتزع تحت التهديد والإكراه يتهم فيه المتظاهرين ويبريء الأمن من فعلته ، فكثيرا ما انتزعتم اعترافات بالقتل من أبرياء، اللهم إلا إذا كان ساحر سحر أعين الناس فرأوا ما سجلته الكاميرات على غير حقيقته. لن يشفي غليل المصريين ولن يعيد كرامتهم الضائعة ورجولتهم المنتهكة ، إلا أن يقف مرسي وزبانيته عراة أذلاء في نفس الموقف .. يسحلون ويركلون بالأقدام ويستجدون الشعب أن يعفو عنهم، كما كان يستجدي حمادة صابر. هذه ليست حادثة فردية ، بل سلوك معتمد لدولة مرسي الإخوانية ، بدليل أن أحدا لم ينتفض أو يعتذر أو يستقيل ، وعليه فإننا بإزاء دولة طغيان لابد من قض جدرانها على رؤوس من بنوها ، وإلا فإن على المصريين أن يرضوا بحياة الجواري والعبيد ، وينسوا تماما أنهم ثاروا وانتفضوا لكرامتهم المنتهكة ذات يوم قريب ، عليهم أن يعتبروا أنفسهم "خصيانا" لاحق لهم في الكرامة ولا الإنسانية. يا أيها السادة الحكام .. نعل هذا المواطن أشرف من أشرفكم ، لا تتصوروا أنكم بإذلاله يمكن أن تذلوا أعناق المصريين ، بل لم تفعلوا إلا أن رسمتم خط نهاية لأي حوار أو تفاهم معكم ، وإذا قبل السياسيون أن يجلسوا على طاولة تجمعهم بكم فسيقلب هذا الشعب الأبي الطاولة عليكم وعليهم . أجيبوني إذا كان ذلك يحدث على الملأ .. في الشارع ، وأمام كاميرات التليفزيون ، فما الذي يمكن أن يحدث في أقبية التعذيب ، وبأي حق تفعلون ، ومن أي طينة جبلتم ؟؟ فتشت صفحات التاريخ ، فلم أجد أسوأ ولا أفظع من جنايتكم ، ولا أقذر من صمت الصامتين وتبرير المبررين . كنا نحلم بدولة قانون ، فإذ بنا نرتد إلى الجاهلية الأولى ، ولا أظن عتاة الإجرام فيها قد فعلوا بعبيدهم وإمائهم الذين أسلموا ما فعلتم ، فلتذهبوا إلى الجحيم أنتم وكل من يبرر لكم أو يدافع عن فعلتكم ، والشعب الثائر الذي قدم ألف شهيد في 18 يوما قادر على أن يقدم عشرة آلاف شهيد آخر في 18 ساعة ثأرا لكرامته وإنسانيته ، ولئلا يرى بعد اليوم وجوهكم .. ألا بئست الوجوه التي ترتضي ذل شعب من أجل كرسي سلطة. من المشهد الأسبوعي .. غدا مع الباعة