ارتفاع أسعار الأسماك بأسواق الإسكندرية.. والبلطي يصل إلى 100 جنيه للكيلو    الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الكامل للقضية الفلسطينية    جوارديولا يكشف مفاجأة بشأن إصابة هالاند    حبس المتهم بقتل زوجته في منطقة أبو الجود بالأقصر على ذمة التحقيقات    النيابة تصرح بدفن جثة شاب غرق بترعة أبيس في الإسكندرية    إمام المسجد الحرام: تأشيرة وتصريح الحج من لوازم شرط الاستطاعة    حقيقة إغلاق بعض بيوت الثقافة التابعة للهيئة العامة    فريق طبي بمستشفى سوهاج الجامعي ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    قيادي بحزب الشعب الجمهوري: زيارة الرئيس السيسي لموسكو تعكس عمق العلاقة وتعزز الشراكات الاستراتيجية    محافظ الشرقية يطمئن على نسب تنفيذ أعمال مشروعات الخطة الإستثمارية للعام المالي الحالي بديرب نجم    مصرع عنصرين إجراميين في مداهمة بؤرًا خطرة بالإسماعيلية وجنوب سيناء    النار التهمت محصول 1000 فدان.. الدفع ب 22 سيارة للسيطرة على حريق شونة الكتان بالغربية    شهادات مزورة ومقر بدون ترخيص.. «الطبيبة المزيفة» في قبضة المباحث    خبر في الجول - لجنة التظلمات تحدد موعد استدعاء طه عزت بشأن أزمة القمة.. ولا نية لتقديم القرار    أمين الفتوى: المعيار الحقيقي للرجولة والإيمان هو أداء الأمانة والوفاء بالعهد    السديس في خطبة المسجد الحرام يحذر من جرائم العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي    الضرائب: 9 إعفاءات ضريبية لتخفيف الأعباء وتحفيز الاستثمار    «المستشفيات التعليمية» تنظم برنامجًا تدريبيًّا حول معايير الجودة للجراحة والتخدير بالتعاون مع «جهار»    فريق طبي بمستشفى سوهاج ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    تنفيذ فعاليات حفل المعرض الختامي لأنشطة رياض الأطفال    الشباب والرياضة تنظم الإحتفال بيوم اليتيم بمركز شباب الحبيل بالأقصر    رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد المجلس القومي للمرأة (صور)    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    عقب أدائه صلاة الجمعة... محافظ بني سويف يتابع إصلاح تسريب بشبكة المياه بميدان المديرية    التموين تعلن آخر موعد لصرف الدعم الإضافي على البطاقة    استلام 215 ألف طن قمح في موسم 2025 بالمنيا    قناة السويس تدعو شركات الشحن لاستئناف الملاحة تدريجيًا بعد هدوء الهجمات    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    مروان موسى: ألبومي الأخير نابع من فقدان والدتي    أحمد داش: جيلنا محظوظ ولازم يوجد صوت يمثلنا    المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تواجه أوضاعا خطيرة بسبب القيود الإسرائيلية    ملتقى الثقافة والهوية الوطنية بشمال سيناء يؤكد رفض التهجير والتطبيع مع الكيان الصهيوني    وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الدكتور عبد الحليم محمود    المستشار الألمانى يطالب ترامب بإنهاء الحرب التجارية وإلغاء الرسوم الجمركية    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    "موسم لا ينسى".. صحف إنجلترا تتغنى ب محمد صلاح بعد جائزة رابطة الكتاب    جدل فى بريطانيا بسبب اتفاق ترامب وستارمر و"الدجاج المغسول بالكلور".. تفاصيل    جامعة القاهرة: أسئلة امتحانات الترم الثاني متنوعة لضمان العدالة    الزمالك في جولته الأخيرة أمام المقاولون في دوري الكرة النسائية    10 لاعبين يمثلون مصر في البطولة الأفريقية للشطرنج بالقاهرة    محمد عبد الرحمن يدخل في دائرة الشك من جديد في مسلسل برستيج    دمياط: قافلة طبية تحت مظلة حياة كريمة تقدم العلاج ل 1575 شخصا    وزيرة التخطيط و التعاون الدولي :حققنا تطورًا كبيرًا في قطاع الطاقة المتجددة بتنفيذ إصلاحات هيكلية تجذب القطاع الخاص وتُعزز مركزنا كدولة رائدة    عاجل.. الاتحاد السعودي يعلن تدشين دوري جديد بداية من الموسم المقبل 2025-2026    سائح من ألمانيا يشهر إسلامه داخل ساحة الشيخ المصرى الحامدى بالأقصر..فيديو    أبو بكر الديب يكتب: مصر والمغرب.. تاريخ مشترك وعلاقات متطورة    الطيران المدني الباكستاني: مجالنا الجوي آمن ومعظم المطارات استأنفت عملها    المتحف المصري الكبير يستقبل 163 قطعة من كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون    13 شهيدا وهدم للمنازل.. آخر تطورات العدوان الإسرائيلي في طولكرم ومخيميها    كاف اعتمدها.. تعرف على المتطلبات الجديدة للمدربين داخل أفريقيا    ضبط دقيق مجهول المصدر وأسطوانات بوتاجاز مدعمة قبل بيعها بالسوق السوداء بالمنوفية    محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب لتفقد مستشفى الناس    إعلام إسرائيلي: تفاؤل أمريكى بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة    بسبب الأقراص المنشطة.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة| غدا    الموافقة على الإعلان عن التعاقد لشغل عدة وظائف بجامعة أسيوط الأهلية (تفاصيل)    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك وسيراميكا بالدوري    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسب الله الكفراوي: لو فازت قطر بامتياز القناة سألقي بنفسي من برج القاهرة
نشر في المشهد يوم 20 - 01 - 2013

بخبرات لا يستطيع أن ينكرها عليه أحد فى زمن وصفه هو بأنه «غابت فيه الخبرات، بل انعدمت»، يفند وزير الإسكان الأسبق المهندس حسب الله الكفراوى الأزمة الراهنة بطريقة سينمائية أقرب إلى «الفلاش باك»، ليحكى عصور الأزمات وكيف تعاملت معها قيادات الدولة، وبإسقاط رائع يحاكى قصصه التى يكشف عنها لأول مرة والأسرار التى يطلقها بعد وصول قطار العمر إلى محطته ال«82»، كما يحلل الأزمة الاقتصادية ووسائل التعامل معها من جانب النظام الحاكم.
بدأ «الكفراوى» حواره بالحلول، مطلقا إشارات صريحة إلى حكومة الدكتور «هشام قنديل»، التى وصفها بأنها «حكومة كى جى 1»، وتطرق إلى مشروع تنمية محور قناة السويس، الذى يؤكد أن مخططاته معدة منذ عصر الرئيس السادات، وكشف عن أسرار توقف تنفيذه، وكيف تسبب أحد نجلى مبارك ومعه أحد رجال الأعمال فى توقفه.
وأوضح أن هناك 3 مشروعات موجودة منذ أيام السادات وقال: أبلغت عصام شرف، عن هذه المشروعات التى لم يتم تنفيذها من قبل بسبب فساد فاجر، وهى مشروعات «قناة السويس» و«تعمير سيناء» و«زراعة الساحل الشمالى»، وكان مفترضاً أن يكون تمويلها ذاتياً، وليس كما يشاع من خلال صكوك وغيرها، وقد تقابلت مع «شرف» وحدثته عن هذه المشروعات الثلاثة، ولم نجلس معاً بعدها.
وهذا نص الحوار
■ ما قصة هذه المشروعات؟
- مليار رحمة على الرئيس الراحل أنور السادات، الذى كانت له رؤية وطنى شريف ومخلص وصاحب قرار، وكنت وقتها رئيسا لجهاز تعمير القناة بعد حرب 1973، وكانوا يسموننى «الفواعلى»، وكان السادات يعرف اسمى، وكانت هناك مهمة فى 3 سنوات وهى عودة المهجرين، لكنهم عادوا فى 30 شهرا، ومنحنى السادات بسببها وساما بسبب سرعة الإنجاز، ثم تم تعيينى محافظا لدمياط بقرار جمهورى.
■ لكن كيف بدأت فكرة المشاريع الثلاثة التى أشرت إليها؟
- فى إبريل 1977 استدعانى السادات، قال لى أنا لم أستطع الإجابة عن سؤال للرئيس الأمريكى فورد، حول أسباب معيشة المصريين فى الدلتا والوادى وتركهم 96% من مساحة مصر، وأنا أرغب فى التوسع، وفى يوليو من نفس العام، أعددت تصوراً وفكرة للعرض على الرئيس الراحل، والفكرة تتلخص فى مواجهة الاعتداء على الأراضى الزراعية، بالتوسع فى المدن الجديدة.
وقمت بتصميم برنامج يعتمد على توجيه مياه النيل لمواجهة الفقر المائى، فقسمنا الجمهورية إلى 6 مناطق جديدة: سيناء وقناة السويس والبحر الأحمر وبحيرة السد العالى والوادى الجديد والساحل الشمالى، لدراسة إمكانات كل منطقة والثروات الطبيعية فيها لجذب الاستثمار إليها، وإقامة 17 مدينة جديدة، وطلب الرئيس وضع حجر أساس لأول مدينة جديدة بعد أسبوع واحد، لكننى طلبت 6 أشهر والدخول فى التفاصيل وطرح المتر بنحو 14 قرشاً قيمة تكاليف المرافق التى تتحملها الدولة، لكن الرئيس رفض وقام بطرح المتر بسعر 50 قرشا.
■ وما الحكمة من إصرار الرئيس السادات على رأيه؟
- كانت إجابته عن هذا التساؤل، بمثابة درس استفدت منه خلال تاريخ عملى بالحكومة فى عهده ومن بعده مبارك، حيث طالبنى السادات وأنا أشرح المخطط الذى قدمته أمام الإعلام والبث التليفزيونى المباشر «غدا يا كفراوى تطرح الأرض ب50 قرش»، فظننت أن الرئيس لم ينتبه لطلبى الذى قلته له تليفونيا واحتياجى ل6 أشهر وطرح المتر ب14 قرشا، لكن تبين أنه يعلم ذلك، وهو ما أخبرنى به خلال استدعائى فى منزله بعد أن تقدم للمشروع 11 مليون مواطن، وقال «الشعب يثق بالنظام».
■ وبالنسبة لقناة السويس؟
- السادات كان يرغب فى عمل كتلة بشرية فى سيناء، التى كان بها 30 ألف مواطن بينما أراد وصولهم إلى 4 ملايين، وهو ما دعا إلى دراستها وتقسيمها إلى أرض للزراعة وتوجيه مياه النيل لها، وكان مخصصاً استصلاح 400 ألف فدان، وتوفير مياه جوفية لنحو 150 ألف فدان، هذا فضلاً عن أن المنطقة تضم خامات من الرمال البيضاء المستخدمة فى الإلكترونيات والكريستال وبها الجرانيت والرخام، والفوسفات والفحم والأسماك، وهى موارد طبيعية تقام عليها صناعات، بالإضافة إلى الشواطئ السياحية.
■ وكيف سيتم رى الأراضى الزراعية؟
- تقرر عمل تبطين لترعة الإسماعيلية للحفاظ على ما يتسرب من الماء، فضلا عن عبور هذه الترعة أسفل قناة السويس ومن أمام هيئة القناة بالإسماعيلية لتمتد شرقا 80 كيلو قرب المضايق، وتتخطى ليخرج منها فروعاً تغذى 400 ألف فدان، كما أن السادات طالب بقرى دفاعية وبيوت بطراز معين فى سيناء وأرسل معى اللواء فؤاد عزيز غالى، قائد الجيش الثانى الميدانى وقتها، للمشاركة فى تصميم البيوت الدفاعية وهى موجودة فى بئر العبد وبالوظة ورابعة، وهى بيوت تحتها مخابئ للسلاح والنساء والأطفال وتم تنفيذها بالفعل.
■ وماذا عن قناة السويس؟
لدى وجع بسبب ما أسمعه عن قناة السويس حاليا من «مهاترات»، تصيب المرء بالشلل، فيا رب نجنا، لأن ما طرحناه كان يتعلق ب«هونج كونج» مصرية . هونج كونج الصينية أخذها البريطانيون بحق امتياز وضمت مشروعات رأسمالية، كلها رأسمالية لن توافق عليها الشيوعية فى الصين، وبالتالى كان البحث لجذب هذه الاستثمارات، التى ارتبطت بالممرات ولا يوجد أفضل من ممر قناة السويس، وهذا الكلام موثق، وبالفعل تقابلت مع وزير التنمية البريطانى وتعاقدت معه لكى يكون مستشار التعمير المصرى، ولاحظت أن جميع الاستثمارات المعروضة علينا يابانية، وأما الخدمات فهى فى سنغافورة، وتقابلت مع المسؤولين هناك حيث وجدت خدمات سفن وإصلاحها وقررنا جذب هذه الخدمات بعد أن ترحل استثمارات هونج كونج، والسفير اليابانى قال سنصرف على دراسة نقل هذه المشروعات من خلال «جايكا» هيئة المعونة اليابانية - وهذه الدراسة موجودة، وتشمل من الزعفرانة جنوبا حتى بورسعيد شمالاً، ومواقع الموانئ لخدمات السفن وبنائها وكذلك الحاويات، وأن تكون قناة السويس وهى منطقة صناعية تجارية خدمية سياحية حرة، وقبل أن تنتهى عملية إعداد الدراسة رحل السادات، وهذه الدراسة موجودة حتى الآن.
■ ما هى أهمية المنطقة التى بدأت عندها ترعة السلام؟
- فى عام 1967 وبعد النكسة حدثت معركة «رأس العش».. اليهود رغبوا فى اعتقال المدن وبالذات السويس وبورسعيد لتكونا تحت النيران الإسرائيلية من الضفة الشرقية فأرسلوا سرب دبابات على بورفؤاد، وأثناء السير كان هناك جنود مصريون ببنادق إيطالية عند نقطة الحدود فى رأس العش، وعند نقطة سهل الطينة ضرب الجنود المصريون على الدبابات وبمشيئة الله تصيب طلقات البنادق الغلبانة الإيطالية «تنك» الدبابة الأولى فغرست فى الطين وعطلت ما وراءها وبعدها أرسل مدكور أبوالعز قائد القوات الجوية، طائرات فدكت هذه الدبابات، وانتصرنا فى معركة رأس العش. تعلمنا من هذ المعركة أهمية المحاور المفتاحية أو الحيوية. وبعد السادات تم وقف تعمير سيناء، وقناة السويس ماتت بالسكتة القلبية بزيارة علاء مبارك وإبراهيم كامل لبيت السفير اليابانى التى أشرت إليها.
■ هل مشروع «النهضة» الذى تتبناه جماعة الإخوان المسلمين يلامس تنمية قناة السويس بفكر جديد؟
- المشروع الأصلى معروف للكافة وتحدثت عنه وكل المعاصرين يتذكرون ذلك، فبعض «الزعماء» ذهبوا للاتفاق مع قطر لتتبنى المشروع وتأخذه حق امتياز، وساعة ما قيل ذلك قلت لو حصل سأعتلى برج الجزيرة وأنزل منه شهيدا وليس منتحرا.
■ وكيف تعاملتم مع أزمة الإسكان وقت أن كنت وزيراً ، وهل هناك حلول الآن لها؟
- كنا نطرح الوحدة منخفضة التكاليف 85 متراً ب6 آلاف جنيه يسدد منها المواطن 600 جنيه، والباقى على 27 عاما بفائدة 4% أى كل شهر قسط 20 جنيها، وجاء بعدها المرحوم يحيى الرفاعى رئيس نادى القضاة، ومكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين وقتها، وطلبا طرح هذه الوحدات على النقابات المهنية، وقمنا بعمل شقق بنموذج ثالث، 125 متراً 3 غرف وتشطيب بتكلفة 14 ألف جنيه يدفع 1400 جنيه والباقى على 27 سنة بفائدة 4% أى حوالى 45 جنيها فى الشهر. المعنى أنه يمكن بالإخلاص والتجرد خفض تكلفة الوحدات وتكلفة ترفيق الأرض وبالذات لغير القادرين.
■ ما رأيك فى التوجه للاقتراض من صندوق النقد الدولى؟
- فى يوم تقابلت مع الدكتور محمد الرزاز، وزير المالية فى حكومة الراحل الدكتور عاطف صدقى، وكان قد أعد مذكرة لرئيس الوزراء عن القروض التعاونية بفائدة 4% إلى 9%، لأن صندوق النقد قال لابد أن تخفضوا الدعم، وبالصوت «الحيانى» قلت لا وقدمت استقالتى، فالوحدة السكنية ليست أقل أهمية من رغيف العيش، فلا تقتربوا من شقق محدودى الدخل الغلابة، وليلا هاتفنى حسنى مبارك قائلا: «إيه اللى حصل يا كفراوى فى رئاسة الوزراء منك النهاردة» فحكيت له وجهة نظرى، لكنه وللأمانة وللتاريخ وأشهد الله قال لى: «ولو رجوتك لتفويت الأزمة وخلينا الفائدة من 4% إلى 5%» مناسب؟، فقلت له: «ربنا يخليك ويطول عمرك، اللى تشوفه ياريس»، وأنا أتساءل هل الصندوق يحكم مصر؟ أم لدينا مؤسسات ومبارك لم يعارضنى وقتها وكان يسمع الرأى الوطنى المتجرد.
■ فى المقابل ما رأيك فى أسلوب تعامل الدولة حاليا مع الصندوق؟
- عندما حدث الانفلات فى الأجور أيام الدكتور يوسف بطرس – وهو ذكى جدا - أقسم بالله أننى أرسلت رسالة للمشير طنطاوى وقلت له يجب أن يخرج قانون الحد الأقصى والأدنى للأجور فورا لتهدئة البلد ونبدأ بوزارة الدفاع، على أن يتم إعلان الحد الأدنى 700 جنيه والأقصى 25 ألف جنيه، إنما أن يصل المرتب إلى مليون، فهو إجرام فاجر فى الأجور، فهناك قصة لسيدنا عمر بن الخطاب، عندما اعترض خطبته رجل وقال له لماذا تلبس جلبابا طويلا ونحن فى أزمة ونلبس ملابس قصيرة، فرد عمر أن ابنه عبدالله منحه قطعة قماشة لديه ليكمل ثوبه فطلب من عبدالله أن يقف ليريه ماذا يلبس فاكتشف الرجل أن جلباب ابن عمر أقصر من جلبابه. المهم نام المشروع ولم يهتم أحد بفهم مغزى مقترحى، والآن فإن ذلك واحد من أهم المطالب الشعبية فهل سيوافق الصندوق عليه دعنا نرى؟ .
■ هل ترى أن الحكومة الحالية تحمل صفات وقدرات تستطيع مواجهة الأزمة الاقتصادية الراهنة؟
- الوزارة كلها فى «كى جى 1»، مبتدئون، إن تغيير هذا يتوقف على قدرات الواحد فيهم وعزيمته وإرادته، وبالتالى لا نحكم عليه الآن، فقد كنت من الوزراء صغار السن وكان عمرى 46 عاما، ووقف الله بجانبى وساعدنى السادات وكذا حسنى مبارك فى السنوات العشر الأولى من عهده، فقد عملت مع مبارك 16 عاما، 6 سنوات وهو نائب للرئيس و10 سنوات رئيسا، وأشهد الله أنه كان ينتصر للحق حتى تمكنت منه قوى الفساد، ولا غيبة فى فاسق، فامرأته وصفوت الشريف أساس الويلات التى صادفناها.
إضافة إلى أنهم هم حديثو الخبرة أمام المشاكل الرهيبة المتراكمة والقديمة فهم يعملون بمناخ كله زعابيب، فلو الدنيا بديع وتمتلك القدرة الذهنية سيكون الوضع مختلفاً، فالمشروعات الثلاثة القومية التى ذكرتها لا تحتاج إلى تمويل، ويجب البدء بها، فلو فتحت بيع الأراضى فى الساحل الشمالى سيكون هناك إقبال، أما سيناء يكون البيع للمصريين أبا عن جد حتى رمسيس، والشركات لابد أن تكون الأغلبية فيها مصرية، وقد فسر حديث الأستاذ محمد حسنين هيكل مع الأستاذة لميس الحديدى مؤخراً، حلما لم أعرف تأويله منذ عقود، ويعود إلى أن صاحب فندق سياج اشترى أرضاً فى طابا بدون علمى وأنا فى الوزارة من خلال وزارة السياحة، فاعترضت وقلت لا لأنه مزدوج الجنسية، فإذا بولى النعم يهاتفنى، وهو حسنى مبارك، وكان منفلت الأعصاب ويقول لى بغضب جم: كفاية كده على سيناء يا كفراوى كفاية، قلت له هوه احنا لسه بدأنا، قال ماتتدخلش. فرددت أنا يا فندم باتكلم من اختصاصى، قال مبارك أنا الذى أوزع الاختصاصات، وهى اختصاص وزارة السياحة وليس الإسكان، ولم أعرف تفسير ذلك منذ حدوثه عامى بين 1989 و1990 ولم أعرف سر فقدانه أعصابه خصوصا معى ولماذا تحدث بهذه الطريقة مما أوجعنى حتى استمعت لهيكل، الذى كشف عن أن هناك اتفاقاً سرياً عقب عودة طابا من خلال المحكمة الدولية بعد عام 1982، والقرار كان لصالح مصر واستغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، واتضح أنه بعد أكثر من 20 سنة واللغز يحيرنى، لكن الاتفاق غير المعلن بين رئيس الجمهورية وإسرائيل تضمن تسليم طابا لكن يكون فيها عربى وعبرى والجنيه والشيكل والإدارة تكون مشتركة بين المصريين والإسرائيلين، وهو ما أفهمنى اللغز بعد أن فسره هيكل للإعلامية لميس الحديدى وضحكت بعد أن فهمتها.
■ كيف تنظر إلى التوجه نحو قناة السويس الذى يقول به حزب الحرية والعدالة؟
- التخطيط موجود ويقسم المناطق بين تجارية وصناعية وخدمية، وبالفكر المصرى المتجرد وباستقدام صناعات ولابد من التركيز على ما يتم استيراده بكميات كبيرة للإحلال محله وما نصدره خامات لكى نقوم بتصنيع ما يمكن منه لخلق قيمة مضافة، وحتى المنتجات الزراعية لابد أن نصنعها مثل البرتقال الذى أصدره خام يمكن تصديره مربى أو عصير، مع منح الأرض بإيجار منخفض ولمدد تصل إلى 25 سنة حق انتفاع، وفى الزراعة يجب جذب المستثمرين الوطنيين، ومنح الأرض بمرافقها، مع الوضع فى الحسبان أن يكون الثلث للفلاحين وثلث للعمال الزراعيين وثلث للمالك من الخريجين، وستأتى الناس إليك بأعداد كثيرة. هذه هى الرؤية الوطنية لو صدقت النوايا.
■ وهل تتحمل الدولة تكاليف المرافق؟
نعم وتؤجر كذلك المحاجر بحق انتفاع مع اشتراط أن المتر المباع فى السوق المصرية يخضع لضريبة وأما الموجه للتصدير فتفرض عليه ضريبة أعلى، كما أن ترعة السلام لابد أن تقوم الحكومة باستكمال البنية اللازمة لها وإعادة هيكلتها لتخدم الزراعة والتنمية الوطنية بالفعل.
■ هل يحل قرض الصندوق مأزقنا الراهن ومالذى يجب عمله بالتوازى ؟
- لو هناك رؤية وإرادة ودولة ومناخ سنحل مشاكلنا بأنفسنا لايمكن أن يكون هناك بلطجية فى الشوارع وفى الوقت نفسه ندعو المستثمرين للقدوم إلينا فكيف ذلك. ثم اسال هل رئيس الجمهورية كان لديه خبر حصار المحكمة الدستورية أم لا.. يمكنه أن يقرأ التاريخ منذ أيام رمسيس وحتى الآن، ويلف على مدار الكرة الأرضية ويقول لنا هل يمكن أن يكون هناك رئيس دولة يعرف أن المحكمة الدستورية العليا محاصرة ببلطجية ولم يتدخل بعد ثوان؟، ألم يكن من الضرورى أن يأتى بالدقون من هناك ويحلق لها بفارة نجار الخشب، فلا حياء فى الدين ولا حياء فى الحق، فلماذا سكت أيها الرئيس ولماذا لم تسأل البلطجية ماذا تفعلون عندكم. هذا يا بنى مدخل حل مشاكلنا.. احترام الحق والقانون والقضاء والممارسة السياسية الوطنية الواعية والنزيهة وساعتها لن نحتاج صندوقاً ولا أبولمعة..
■ فى المقابل ما رأيك فى أداء المعارضة حاليا؟
- فى الأيام الأولى للثورة وسأطرح أسماءهم ومن يقول أنه ادعاء يواجهنى، اتصلت بأربعة وهم محمد البرادعى وعمرو موسى وأحمد زويل وبطرس غالى، وقلت لهم الثورة ليس لها صاحب وبدل سرقتها انزلوا الميدان وضعوا أيديكم فى بعضها أمام الثوار وتبنوا الثورة مشتركين ولا تبحثوا عن مكاسب شخصية أو زعامة، فرد البرادعى رداً إيجابياً وهو الوحيد فى ذلك وقال أنا مستعد، أما موسى فقال أنا مسافر الكويت وعندما أعود سأتحدث معك بعد 4 أيام، أما زويل قال أنا مسافر الإسكندرية الآن ولما أرجع نتحدث، وبطرس غالى قال حقائبى فى المطار حاليا وأنا مسافر باريس، ولم تنفذ الحدوتة، والشهادة لله أن البرادعى الوحيد الذى كان إيجابيا، والثورة مدينة له لأنه صاحب المبادرة، وفاتت الأيام ولقيت «إسهال» أحزاب، وتحدثت مع عمرو موسى وأخبرته بكشف أعددت فيه 120 اسماً من الشخصيات العامة والمستنيرين، واسمى لم يكن من بينهم، ومن هذه الأسماء البرادعى وبطرس غالى وأحمد زويل وأحمد الطيب وآمنة نصير ومنى مكرم عبيد وجمال أسعد وكمال زاخر وفنانون مثل رشوان توفيق ومحمد صبحى وسميحة أيوب وعبدالعزيز مخيون وعزت العلايلى ومحمود ياسين وكمال أبورية، وإعلاميون وشعراء منهم عبدالرحمن الأبنودى، وأرسلت القائمة إلى عمرو موسى مع الدكتور يحيى الجمل لدعوة القائمة فى فندق ماريوت وعمل جبهة واحدة وذلك منتصف عام 2011، لأنك لكى تواجه يجب نسيان الزعامات. ولقراء «المصرى اليوم» أن يكملوا بقية القصة. مازال لدى بعض الآمال فى توحد القوى الوطنية فقولوا معى يارب.
■ هل ترى أن قطاع التشييد يمكن أن يقود استعادة النمو فى هذه الاجواء؟
- القطاع أسسه عثمان أحمد عثمان ولكن دمرته الخصخصة بعد أن بدأت فى إلقاء سمومها عامى 1988 و1989، ووصلت لذروة فجرها فى 1993، بعد أن قاموا بعمل قائمة وباعوا مصانع الأسمنت، حيث يحصل المستثمر الإسرائيلى المتخفى على المصنع وأرباح 300% ويترك لنا التلوث.
■ وماذا عن أزمة الدولار؟
- عالجنا نفس الأزمة سابقا بتقليص الاستيراد وتدخل الدولة فى الاستثمار وإقامة مشروعات فى جميع السلع المستوردة، وهو ما حدث فى قطاع الأسمنت، وعملنا 17 خط ب17 مليون طن من خلال مناقصات وأمر مباشر وهى خطط وليست خطباً لمواجهة الأزمات، فالرب الذى نعبده قال «اعملوا».
■ قصة الإفلاس هل هى وهمية؟
- عندما تكون كل إمكانيات الدنيا موجودة وانت ضارب لخمة ولا ترى، فتلك نقرة أخرى. إنه لعجب أن تقول عملنا لجنة لدراسة تنمية قناة السويس، وكان من الأفضل أن تقول الرئاسة - دون غيرها - جمعنا خطط ومخططات قناة السويس، وسننفذها بوطنية بعد أن امتلكت مصر قرارها بعد الثورة وأن هناك 16 ألف فدان سنزرعها توا ونكمل ال400 ألف فدان لتتتم زراعتها ويتوطن 3 ملايين مصرى كسد منيع مع أهالى سيناء الأبطال ضد أى تغول على أرضنا، نزرع بجد وليس من خلال البلاعة، التى تسمى ترعة السلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.