هذه وثيقة متداولة على موقع التواصل الإجتماعي "الفيس بوك"، وتشمل جدول أعمال مكتب الإرشاد في الإجتماع الذي عقد في السابع من ديسمبر الجاري، الوثيقة - أو بمعنى أدق "صورة الوثيقة" - مذيلة بتوقيع المهندس خيرت الشاطر وتضم بندين، الأول خاص بالأمور المطلوب مناقشتها وإقرارها بصفة عاجلة، وتأتي في مقدمتها المشاريع الاستراتجية المقدمة من دولة "قطر" الشقيقة - كما وصفها جدول الأعمال - ورصد الأموال اللازمة للدعاية لها و تهيئة الرأي العام لها !!! ولعلنا عندما نقرأ هذه النقطة تعود إلى ذاكرتنا شائعة بيع قناة السويس أو تأجيرها لدولة قطر، وما تداولته الألسن والأقلام مرارًا و تكرارًا عن تلك الصفقة المشبوهة التي بمقتضاها سخرت قطر كافة إمكانيتها المادية لدعم الإخوان للوصول إلى الحكم!!! ومن أهم النقاط التي يتضمنها البند الأول أيضا: موقف الإخوان الحقيقي من حليفهم السياسي ظاهريا "السلفيين" ومنافسهم الأقوى في الشارع الإسلامي كما وصفه جدول الأعمال الذي يتخوف من ازدياد نفوذهم بين مؤيدي التيار الإسلامي، مما أصبح يشكل خطرًا على جماعة الإخوان التي تقود تيارات الإسلام السياسي في الحكم. ولعل هذا يؤكد ما سبق أن طرحناه من أن الصدام القادم سيكون صدامًا "إخوانيًا - سلفيا"، وإن بدا ذلك الآن بعيدًا بعض الشيء، إلا أن كل المؤشرات تؤكد أنه صدام قادم لا محالة، وسيكون الجميع خاسرا في ذلك الصدام الذي يتخذ طرفاه من العنف عقيدة يمارسها ضد خصمه دون رحمة أو وازع من ضمير، وستدفع مصر والمصريين الأبرياء ثمنا باهظا نتيجة هذا الصراع، وربما نتيجة صراعات أخرى قد تكشف عنها الأيام، وإن كنا جميعا نتمنى ألا يصل وطننا إلى هذا المنحدر المخيف. ولعل النقطة السابعة في البند الأول لا تقل أهمية عن النقطتين السابقتين، وهي خاصة بتطهير الإعلام من رموز النظام الفاسد... إلى هنا نحن متفقين تماما في الهدف، ولكن المخيف حقًا هو الشطر الذي يلي ذلك، والخاص بالإطاحة بالقنوات الفضائية الخاصة تدريجيًا، وهو أمر مخيف يؤكد رغبة الإخوان في تكميم أفواه المعارضة وقمع الإعلام والحريات والإطاحة بالصحف والقنوات التي تنقل صوت الشعب الرافض لممارساتهم القمعية. وقد شهدنا في الفترة الماضية العديد من البلاغات والتحقيقات مع عدد من الصحفيين والإعلاميين بتهم مختلفة منها إهانة الرئيس وازدراء الأديان، وستشهد المرحلة القادمة ما هو أكثر من ذلك بعد تمرير الدستور الذي بمقتضاه سيسمح لكل من "هب و دب" بأن يرفع قضايا الحسبة على كل من تسول له نفسه أن ينتقد الرئيس أو الحكومة أو مؤسسة الرئاسة، وربما من ينتقد جماعة الإخوان المسلمين وأعضائها أيضا....! أما البند الثاني، فخصص للمشروعات المطروحة للمناقشة والدراسة، وتضمن أربع نقاط لن أقف أمامها كثيرًا، وإن كنت سأقف عند الجملة الختامية لجدول الأعمال، والتي جاءت على النحو التالي: "وفقكم الله وإيانا لنصرة الجماعة والأهل والعشيرة". ولعل ما لفت انتباهي في هذه الجملة هو اختفاء كلمتي "الوطن" و"الإسلام"، فمفهوم الوطن كما هو واضح ليس مطروحا لدى جماعة الإخوان، فهم لا يسعون إلى نصرة وطن نريد جميعًا النهوض به، فهم غير معنيين بهذا الوطن، وإنما بجماعتهم فقط، بأهلهم وعشيرتهم الذين يعملون من أجلهم، وليس من أجل مصر وشعب مصر الذين أوصلوهم إلى كرسي الحكم، أما الإسلام الذي يتخذونه ستارا لتحقيق مشروعاتهم، فهو أيضا غير حاضر في جملتهم، ومن ثم فلا يعنيهم أيضًا نصرة الإسلام ولا قوته، ونحمد الله أن الإسلام لا يحتاج إلى نصرتهم، فكفى ما أصابه من تشويه بسبب أفعالهم وتصريحاتهم التي تسئ له وللمسلمين ، ويكفيهم جماعتهم وأهلهم وعشيرتهم التي سبق وأقسم الرئيس مرسي بحمايتهم وهو القسم الوحيد الذي حافظ عليه حتى هذه اللحظة...