عكف على التأريخ لمبدعى كفرالشيخ الراحلين فى معجم ضم قرابة 25 شاعرًا وشاعرة في قرية العشماوى التابعة لمركز قلين بمحافظة كفرالشيخ، ولد الشاعر والناقد إسماعيل بريك، فتىً مفتول العضلات عريض المنكبين، فبدا مميزًا عن أترابه بطول القامة، فكان زملاء دراسته يشرئبون بأعناقهم إذا ما أرادوا مخاطبته.. وبدا الأمر عاديًا للكثيرين غير أن القليلين منهم تنبأوا بأن يكون للفتى إسماعيل شأو كبير. ومضت السنون التى كبر الفتى خلالها واستطالت قامته أكثر فأكثر، دون أن يبدو عليه أثر لنبوغ أو ذيوع صيت، حتى وقعت الواقعة عندما ذهب لاستطلاع نتيجة شهادة الثانوية العامة ليجد نفسه راسبًا. وهنا أسقط فى يدى المحيطين به الذين تنبأوا له بمستقبل باهر فإذا به يخيب آمالهم برسوبه، لكنهم ما لبثوا أن أدركوا الحقيقة الغائبة حين استثمر الفتى مأساته ليسطر أولى قصائده قائلًا: "اليومَ يا أختاهْ جاءت محنتى/ اليوم بين الراسبين نتيجتى/ اليوم يا أختاه يوم قيامتى / اليوم يا أختاه هَيَّا صَوّتى"، ويصف حاله عند تلقيه النتيجة:" ضاقت بى الأنفاس خارت قُوَّتى/ وأخذت أعدو نحو بيتى خِلْسَةً/ وطرقت بابى كالغريب لِغُرْبتى". ثم حاله عند اكتشاف أبيه حقيقة نجله الراسب: "وسمِعْتُ مَنْ يأتى لبابى فاتحاً/ يستطلع الخبر الزؤام/ ومحنتى/ وأتى أبى يمحو السكون/ بصوته/ فتسمَّرت ساقى ومالت جبهتى/ فدنا إلىَّ وَهَزَّنى من راحتى/ هَزَّاً تذوب لَهُ القلوب بحسرةِ". و.. كحال كل أب مكلوم: "أطاح يُمْناه القويَّة رافعاً/ وَهَوَى بها نحو الضلوع بلكمةِ/ وأتت تشاركهُ المعارك أمُّنا/ فَهَوَتْ على وجهى بطرف مِقَشَّةِ/ حلف الفقيه لأقضينَّ إجازتى/ بين البهائم والحمير ولوعتى/ وخلوت وحدى كى أعيش بحسرتى/ وظللتُ منبوذاً أعانى فُرْقَتى/ وفقدت أعوانى وكل صحابتى/ يابئس أصحابى وبئس نتيجتى... إلى آخر قصيدته الفكاهية التى انطلق بها نحو الشعر".. وكان رسوب إسماعيل بُريّك بمثابة نقطة الانطلاق نحو الجِد والاجتهاد، فواصل كتابة الشعر إلى جانب دراسته.. وبعدما تخرج فى كلية التجارة، تم تعيينه موظفًا فى الثقافة الجماهيرية وتدرج فى المناصب حتى أصبح مديرًا لقصر ثقافة قطور بمحافظة الغربية، ونُقل منها إلى مديرية التنظيم والإدارة، ثم انتدب للعمل بالحكم المحلى رئيسًا لقرية الزعفران بمحافظة كفرالشيخ ثم عاد مديرًا عامًا للتنظيم والإدارة حتى بلوغه سن المعاش. وخلال رحلته كان يسجل كل شاردة وواردة يسجل كل ما تقع عليه عيناه أو يتناهى إلى سمعه فى صيغة شعرية حتى صدرت له عدة دواوين هى:"روضة الشعر"، و"سارقة الفؤاد"، و"أحزان الشتاء"، و"حديث النفس"، وله تحت الطبع: ديوان "بوح القصيد". كما يعكف بريّك على التأريخ لشعراء كفرالشيخ الراحلين فى معجم ضم قرابة 25 شاعرًا وشاعرة ممن أثروا الساحة الإبداعية وخلّفوا وراءهم تراثًا ضخمًا من الإبداع.، ليستحق عن جدارة لقب "جبرتى الأدب". من المشهد الأسبوعى..