أطلقت السلطات السعودية نفير الإنذار من احتمال وقوع اعمال شغب واشتباكات بين عناصر من الشيعة وبين المنتمين للمذهب السنى داخل المشاعر المقدسة خلال أداء مناسك الحج. ذكرت ذلك صحيفة الديلى ميل البريطانية فى سياق تقرير نشرته بموقعها الإلكترونى حول شعيرة الحج، مشيرة إلى تحذير السلطات السعودية إلى أنها ستتعامل مع أى احتجاجات قد تنشأ من قبل الحجاج بسبب الأوضاع السيئة فى سوريا. و أشارت الصحيفة إلى أن المسجد الحرام يعد نقطة محورية فى عقيدة المسلمين، والتى بدأ الحجاج فى التوافد عليه منذ فجر الأمس مرتدين الزى الأبيض البسيط مفترشين أرض مكة لأداء شعائر الحج. وقال فهمى محمد نمر الذى يبلغ من العمر 52 عاما من مصر - بحسب الصحيفة البريطانية - إنه يشعر بالفخر إيذاء تواجده فى مكة ورؤية اتحاد كافة المسلمين من بقاع الأرض المختلفة بألوان وجنسيات ولغات مختلفة يسجدون لرب واحد. وقالت الصحيفة إن الحج يعد فريضة يجب على كل مسلم سواء كان شيعى أو سنى أداؤها مرة واحدة فى العمر إذا ما اتاحت ظروفه المادية، إلا أن الفريضة تأتى هذا العام فى ظل التوتر القائم بين السنة والشيعة فى سوريا جراء الأحداث التى تجرى، وهو ما دفع السلطات السعودية إلى التحذير من أى أعمال شغب مرتقبة. وأكد الأمير أحمد آل سعود وزير الداخلية إن المملكة استعدت لموسم الحج وسط الأجواء المتوترة التى تعم الدول العربية خصوصا سوريا ، وفى حالة وقوع أى أعمال شغب ستكون تحت السيطرة. وأشار إلى أن السلطات استعدت لمواجهة أى احتاجات بمدافع المياه والقنابل المسيلة للدموع والمدافع الرشاشة، تجنبا لوقوع أزمة 1979. وكان المسجد الحرام قد شهد هجومًا من بعض المسلحين فى عام 1979 واستمرت أعمال العنف لمدة أسبوعين وأسفرت عن سقوط المئات من الشهداء. وجاءت هذه التحذيرات بسبب الاضطرابات الأمنية فى سوريا ومساندة التيار الشيعى فى إيران ، فى مقابل التيار السنى فى السعودية الذى يدعم المقاومة السورية ، ودعوة الشيخ يوسف القرضاوى إلى نبذ العنف فى سوريا خلال موسم الحج ، كما أن إمام المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبد الله قد ندد أثناء خطبة الجمعة الماضية بأعمال العنف فى سوريا ومساندة التيار الشيعى لها بقيادة إيران. واستبعد وزير الداخلية إمكانية وقوع اشتباكات أو أعمال عنف بين السنة والشيعة كالتى وقعت بين الإيرانين وقوات الأمن السعودية عام 1987 وأسفرت عن وقوع عشرات القتلى.