انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقاء مع سكان مقاطعة ريازان الروسية اليوم الخميس تصرفات الغرب تجاه سورية. وقال بوتين ان "شركاءنا لا يستطيعون التوقف" عن أعمالهم هذه، حيث " نشروا الفوضى بأراضي الكثير من البلدان والآن ينتهجون السياسة نفسها حيال بلدان أخرى، في سورية على وجه التحديد". وفي معرض اجابته على سؤال حول موقفه من الأحداث في الشرق الأوسط وبالتحديد سورية قال بوتين: "موقفنا يكمن في المساهمة بالتحول نحو الأفضل في كافة البلدان، وليس ان نفرض ما نراه صائبا وخاصة بالقوة وانما في الحث على التطور من الداخل". وأضاف الرئيس قائلا " سبق وحذرنا من ضرورة العمل بحذر وليس فرض أي شيء بالقوة والا فان ذلك سيؤدي للفوضى. ومانراه الآن؟ ان الوضع يشبه الفوضى إلى حد كبير". واعتبر بوتين أن روسيا كانت دائما تختلف عن دول أخرى وتتميز بأنها "تشكلت كدولة متعددة القوميات ومتعددة الطوائف". وأضاف قائلا ان "طائفتنا الدينية الاساسية وهي المسيحية كانت أصلا تتصف بالتسامح تجاه الأديان الأخرى". وتابع قائلا ان "المهمة الكبرى تكمن في أن يشعر ممثل كل قومية واثنية ، حتى ولو كانت هي الأقل تعدادا، أن يشعر بمساواته في الحقوق مع الآخرين اذا كان يسكن على أراضي هذا البلد ويكون مواطنها، وأن يفهم أنه وأولاده يمكن أن يحققوا أكثر الخطط طموحا وليس هناك ما يقيده وينتقص من حقوقه". وشدد بوتين على أن الدولة الروسية "لم تفرض أبدا ارادتها على أحد". وقال أنه "باستثناء الحقبة السوفيتية، وهي لم تكن ذنبنا ومصيبتنا فحسب بل أيديولوجية الدولة حيث حاولوا نشر فكرة الثورة العالمية على أراض أخرى، فاننا على وجه العموم كنا نتعامل باحترام تام مع كل القوميات والشعوب والأديان داخل البلاد، كما حاولنا اظهار ذلك على الساحة الدولية". وأعاد بوتين الى الذاكرة أن "أول تطهير عرقي واسع النطاق تعرفه البشرية حصل بين الامبراطورية الرومانية وقرطاج شمال افريقيا". وأعاد الرئيس الى الأذهان أن الامبراطورية الرومانية احتلت قرطاج ودمرتها وقضت على سكانها كافة. واعتبر بوتين أنه يجب التحدث اليوم لا عن الأشياء الطيبة التي ورثتها الثقافة الأوروبية عن الثقافة الرومانية فحسب، بل عن أحداث كهذه أيضا. واستطرد الرئيس قائلا "اننا لا نتمنى أن يحدث اليوم ما حصل قبل قرون عديدة مضت في تاريخ البشرية. ولكني أعتقد أن شيئا مماثلا يحدث عندما تحاول البلدان القوية فرض قواعد سلوكها وأخلاقها على البلدان الضعيفة وهي لا تأخذ بعين الاعتبار تاريخ البلد وتقاليده ودينه". وأشار بوتين إلى أنه من المهم جدا بالنسبة لروسيا "الحفاظ على السلام بين الطوائف المختلفة". ودعا المجتمع في روسيا إلى حل هذه المشكلة.