هل تذكرون البيان الشهير الذي أصدرته جماعة الإخوان"المسلمين" في أعقاب فضيحة تهريب المتهمين الأمريكان في قضية التمويل الأجنبي.. البيان نشرته جريدة"الأخبار" صباح الجمعة 9 / 3 /2012 ووصفته الجريدة بأنه بيان "شديد اللهجة".. وهو البيان الذي قالت فيه جماعة الأخوان، بالحرف: ( تكشَّف لنا أن المجلس العسكري يدير مصر بطريقة الرئيس المخلوع من حيث الخضوع لأمريكا، والتدخل السافر في أعمال القضاء، والتفريط في السيادة والكرامة الوطنية) هكذا نصًا قال بيان جماعة الإخوان وقتها.. والآن يحكم مصر رجل من نفس "الجماعة" هو الدكتور محمد مرسي، والموضوعية تلزمنا ان نعترف بأن الرجل نجح في تحقيق العديد من الإنجازات الحقيقية، علي رأسها التخلص من المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان، بل ومن المجلس العسكري كله، الذي كثيرا ماهتف الثوارُ بسقوطه، والذي قال بيان الإخوان وأنا معه أنه كان ( يدير مصر بطريقة الرئيس المخلوع ).. والأخطر، هو أن ذلك المجلس العسكري، تستر علي اسم المسئول عن فضيحة تهريب المتهمين الأمريكان في قضية التمويل الأجنبي، ولم يحترم حقَ الشعب في معرفة المسئول عن تلك الفضيحة، ولم يعلن ملابساتها ولا اسم المتورطين فيها ولم يحاسبهم.. والآن أصبح القرار في يد الرئيس محمد مرسي الذي جاء من صفوف الإخوان المسلمين.. فهل سيتستر هو الآخر علي اسم المسئول عن إهانة مصر وقضاة مصر في تلك الفضيحة، سواء كان هذا المسئول هو المستشار عبدالمعز إبراهيم أو المشير طنطاوي نفسه؟!. هل سيتناسى الرئيس مرسي أن القضاة بشر، وأن التستر علي المنحرفين منهم هو الذي يهز ثقة الشعب في قضاته.. أم أن الرئيس مرسي سيكون عند حسن ظننا فيه، هو والمستشار "المحترم" أحمد مكي وزير العدل، ويعلن للشعب ملابسات هذه الفضيحة ويحاسب المسئول عنها، حتي يتأكد الجميع أن مصر شهدت حقا ثورة، وأن زمن الرئيس المخلوع، زمن التبعية والخنوع، قد أنتهي فعلا، وأن من يجرؤ علي إهانة مصر وقضاة مصر مرة ثانية، لن ينجو من الحساب مهما طالت الأيام.!