يمتلك المصارع الأولمبي كرم جابر ابن مدينة الإسكندرية إرادة فولاذية وعزيمة لا تلين من أجل تحقيق أهدافه وطموحاته وتسطير اسمه بحروف من نور في تاريخ المصارعة المصرية والعربية والأفريقية، فرغم أنه عاني كثيراً من الإهمال والتهميش الذي وصل إلي أقصي حد باتهامه بتعاطي الكحوليات والمخدرات ما أدى إلى قيام اتحاد المصارعة بالتهديد بشطبه من سجلات اللعبة، إضافة إلى نقص الدعم المالي الذي قدم له في إطار استعداده لدورة الألعاب الأولمبية " لندن 2012"، إلا أنه تغلب على كل هذه الظروف الصعبة ونجح في اقتناص ميدالية فضية في وزن 84 كيلو جراما لتكون الميدالية الثانية له بعد ذهبية أثينا 2004 التي حققها في وزن 96 كيلو جراما والتي أعادت الذهب لمصر بعد انقطاع عن الميداليات الذهبية منذ عام 1948 حين حصد الرباع إبراهيم شمس ذهبية رفع الأثقال للوزن الخفيف. وأصبح كرم إبراهيم جابر الذي ولد في 1 سبتمبر 1979 بمدينة الإسكندرية أسطورة المصارعة الرومانية في مصر والعرب وأفريقيا بعدما اقتنص الميدالية الفضية في وزن 84 كيلو جراما في المصارعة الرومانية، وسبقها بميدالية ذهبية أوليمبية بأثينا 2004، حيث انضم كرم إلى الأسطورتين المصريتين فريد سميكة وإبراهيم شمس اللذين سبق لهما الفوز بميداليتين أولمبيتين، ويسعى كرم لأن يكون أسطورة لا تتكرر في تاريخ المصارعة بعدما قرر خوض منافسات دورة الألعاب الأولمبية 2016 بريودي جانيرو بالبرازيل وتأكيده على أنه سيتدرب بقوة سعياً للفوز بميدالية أولمبية ثالثة له ولمصر. وكان تاريخ مصر الأوليمبي يضم لاعبين فقط استطاعا حصد ميداليتين أولمبيتين هما الثنائي المصري فريد سميكة بطل مصر في الغطس وإبراهيم شمس في رفع الأثقال حيث حصد سميكة فضية السلم الثابت وبرونزية السلم المتحرك في مسابقات الغطس في أوليمبياد أمستردام 1928، بينما حصد شمس برونزية أوليمبياد برلين 1936 في وزن 60 كيلو جراما وذهبية لندن 1948 بعدما تم تغيير وزنه ليكون 67 كيلو جراما، وهو نفس ما حدث مع كرم جابر الذي توج بميداليته الأولى في أثينا 2004 في وزن 96 كيلو جراما، فيما جاءت فضية لندن 2012 في وزن 84 كجم، وكأن الظروف تتشابه بين جابر وشمس في تغيير كل منهما لميزانه في المسابقة الثانية وأن الميدالية الثانية تحققت بعد ثماني سنوات. وبدأ تألق كرم جابر مبكراً للغاية حيث حصل على المركز الأول وهو ابن عشر سنوات وهي بطولة الإسكندرية عام 1988،كما حصل على بطولة الجمهورية تحت 14 سنة في العام التالي، وانضم إلى صفوف المنتخب الوطني عام 1994 ليصبح أصغر لاعب ينضم للمنتخب في ذلك العام، وبعد عام واحد من ضمه للمنتخب حصل على المركز الأول والميدالية الذهبية في بطولة أفريقيا التي أقيمت بالمغرب عام 1996، وحصل على برونزية البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت في إيطاليا عام 1997، تمَّ اختياره كأفضل مصارع عالمي وعلى مدى 3 سنوات متتالية حصل على برونزية العالم تحت20 سنة في فنلندا، وذهبية العالم للناشئين التي أقيمت في القاهرة، كما حصل على ذهبية الدورة الأفريقية التي أقيمت في جنوب أفريقيا عام 1999 للكبار، وحصل علي ميداليتين فضيتين في بطولة العالم للكبار الأولى في موسكو 2002، والثانية في فرنسا 2003، وأيضًا ذهبية الدورة الأفريقية التي أقيمت في نيجيريا نوفمبر 2003. من المشهد الأسبوعى