صرح عصام حجى - العالم بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا- بأن هناك العديد من التغيرات المناخية، التى سيكون لها آثار كبيرة فى الاقتصاد المصرى، حيث تسبب ذوبان الجليد بالقطب الشمالي فى فتح ممر ملاحى يصل شمال أوروبا والولايات المتحدة بجنوب شرق قارة آسيا، وهو طرق أقرب وأقصر بآلاف الأميال من ممر البحر الأحمر وقناة السويس، حيث عبرت 6 سفن تجارية هذا الطريق، وما لم ننتبه ونحاول تطوير ممر قناة السويس لتكون ممرًا تجاريًا خدميًا فإنه من المتوقع أن تزول أهميته خلال سنوات قليلة. وصرح حجى - خلال الحوار، الذى تنشره جريدة "الأهرام" صباح غدٍ الثلاثاء – بأنه شارك على مدى 9 سنوات فى تجارب علمية بالصحراء الغربية، التى تشابه فى طبيعتها الجيولوجية والطوبوغرافية كوكب المريخ، وأنه نظرًا للمعوقات البيروقراطية وتأخر الإفراج الجمركى عن الأجهزة العلمية لعدة شهور فقد تم إيقاف التجارب العلمية لناسا بمصر فى عام 2009، مما تسبب فى توقف التعاون العلمى بين علماء ناسا وهيئة الاستشعار عن بعد وجامعة القاهرة وأنه يتمنى تسهيل العقبات الإدارية والبيروقراطية لعودة التعاون العلمى، حيث من الممكن الاستفادة من تقنيات الرادار التى صنعتها ناسا لرسم خريطة أكثر دقة لخزانات المياه الجوفية والألغام، مما يسهم فى تنمية الصحراء الغربية. كما أشار إلى مشروع الروبوت العلمى (curiosity)، الذى سيهبط على سطح كوكب المريخ، يوم الأحد المقبل، بعد رحلة سفر فى الفضاء استغرقت 8 أشهر، حيث سيقوم الروبوت بتصوير وتحليل عينات التربة والصخور والمواد العضوية، التى قد يجدها كآثار لوجود الحياة على سطح المريخ وإرسال النتائج والصور لدراستها وتحليلها بالمعمل المركزى بالأرض، وسيتحرك الروبوت لبضع مئات من الكيلو مترات، ومن المتوقع أن تستمر عمليات البحث والتنقيب مابين عامين و5 سنوات، كما يعد هذا المشروع هو رابع رحلة إنزال لوكالة ناسا على سطح المريخ، ووصلت تكلفة تصميم وإرسال الروبوت 2.5 مليار دولار. من ناحية أخرى انتقد حجى الاحتفاء المبالغ فيه بالعلماء المصريين بالخارج، فقال: "للأسف هناك فى الإعلام المصرى كلمة مبتذلة ومكررة وهى نفتخر بعلمائنا فى الخارج، وهى انعكاس لثقافة سلبية فى المجتمع، حيث نتفاخر دائمًا بعلمائنا فى الخارج، فى الوقت الذى نعانى فيه من تفشى الأمية فى بلدنا". وأضاف حجى: "أعتقد أن تسليط الضوء باستمرار على العلماء المصريين بالخارج هو تعتيم إعلامى على الفقر العلمى بمصر، هذه السياسة التى انتهجتها الدولة لسنوات أدت لهجرة العقول وغياب المشروعات البحثية فى الداخل، ولعل الفخر الوحيد الذى تحقق للمصريين هو الثورة المصرية لذلك من الأجدى ونحن مقبلون على مشروع مدينة زويل للعلوم أن نطور الجامعات والمؤسسات البحثية وألا نضع الباحثين فى مصر فى موقف اختيار ما بين العلم أو آدميتهم فكيف يمكن للباحث أن يعمل ويبتكر وهو يعانى من المرتبات الزهيدة؟. وحول سبل بناء الدولة الحديثة وتعزيز دور البحث العلمى أوضح حجى أن هناك 3 محاور رئيسية يجب التركيز عليها قبل أى شىء وهى النظافة، التعليم، وإصلاح العلاقة بين الرجل والمرأة، وأبدى سعادته بتبنى د محمد مرسى حملة وطن نظيف خالٍ من القمامة، فغياب النظافة وارتفاع معدلات التلوث هي السبب فى انتشار الأمراض والأوبئة فى العديد من القرى والمدن بمصر. كما أن فساد التعليم هو سبب فساد كل مؤسسات الدولة، أما فيما يتعلق بعلاقة الرجل بالمرأة فإن الميزة الكبرى التى تمتلكها مصر هى القوى البشرية، فمصر دولة شابة إلا أن هذه الطاقة غير مستغلة ومنهكة فى أمور حياتيه لا تحقق أى نفع للدولة، فالشباب خلال سنوات عمره الأولى ينشغل فى مشروع الزواج، حيث تحرص الأسر على إنفاق الأموال على حفلات الزفاف والأثاث والشقق وهى أكبر صناعة استهلاكية فى مصر الآن، كما تمنى أن تدعو الأهرام المؤسسات البحثية لإجراء الدراسات وإيجاد الحلول لمشكلات القمامة والتعليم والمرأة.