رأى الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقاله المنشور اليوم الأحد في صحيفة الاندبندنت البريطانية إن هناك حرب أكاذيب ونفاق من قبل الحكومات في الشرق والغرب على حد سواء تجاه القتل وسفك الدماء الذي تشهده سوريا في الوقت الراهن. وأوضح الكاتب في المقال الذي أوردته الصحيفة على موقعها الالكتروني إن الاتجاه الفعلي و الرئيسي لدول الغرب لم يتجه نحو النظام السوري القمعي المستبد بل نحو حليفه إيران وأسلحتها النووية. وأشار إلى عدة مفارقات في مواقف بعض الدول تجاه سوريا والواقع في بلادهم حيث يدعم حزب الله نظام الأسد، وهو الذي على مدى 30 عاما كان في صف الشيعة المقموعين. في جنوب لبنان الذين عانوا من العدوان الإسرائيلي كما قدم حزب الله نفسه على أنه المدافع عن حقوق الفلسطينيين، لكنه لم يتحالف مع المطالبين بالحرية في سوريا. ولفت فيسك إلى قادة الولاياتالمتحدة وهم وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا و الرئيس باراك اوباما الذي اكد انه يراقب عن كثب الوضع الراهن في سوريا كما وجهت كلينتون تحذيرا قويا ضد الرئيس السوري بشار الأسد. إلا إن الكاتب البريطاني شكك في مصداقية الإدارة الأمريكية حين تنتقد القمع والتعذيب الذي يمارسه النظام السوري وكشف النقاب عن إرسال إدارة الرئيس السابق جورج بوش مشتبه بهم إلى سوريا تحديدا ليقتلع أظافرهم من أجل انتزاع الاعترافات والحصول على معلومات . وتساءل الكاتب عن العراق التي قال إنها تدين بالكثير للغرب على حد تعبيره، وذكر أن العراق شهد 29 هجوما في 19 مدينة خلال يوم واحد وتم قتل 111 مدنيا وإصابة 235 آخرين وفى نفس اليوم شهدت سوريا مذابح مريرة وراح ضحيتها العديد من المدنيين، وهذا كله "من نتائج أفعالنا ". ورأى فيسك في الختام أن السعي وراء ضرب الدكتاتورية السورية "لا يعود إلى محبتنا للشعب السوري أو كراهيتنا لصديقنا السابق بشار وليس بسبب غضبنا من روسيا حيال موقفها ووقوفها بجانب النظام السوري، بل بسبب رغبتنا في توجيه ضربة إلى النظام في إيران من خلال ضرب حليفه".