تغلبت العاصمة البريطانية "لندن" على كل الصعوبات التي واجهتها لاستضافة دورة الألعاب الأوليمبية "لندن 2012" والتي تحمل الرقم "30" في تاريخ الأولمبياد الحديث حينما انطلقت أول دورة أوليمبية من مهدها الحقيقي بجبل أولمب بالعاصمة اليونانية أثينا عام 1896، حيث تتم حاليا مراسم الافتتاح الرسمي الذي يظهر بشكل أسطوري يوضح تاريخ الإنجليز علي مر التاريخ.. وتمثلت الصعوبات في مسألة التأمين والأمن ووجود أزمات بين الحكومة البريطانية والشركة التي حصلت على حقوق تأمين الأولمبياد وفشلت في توفير العدد الكافي من رجال الأمن المدربين والجاهزين لتأمين هذا العرس الدولي لتقوم الحكومة الإنجليزية باستدعاء الآلاف من أفراد الجيش لتعويض هذا النقص، كما قامت وزارة الدفاع بوضع العديد من منصات الصواريخ أرض – جو على المباني السكنية بالقرب من الملعب الأوليمبي، إضافة إلى السعي للتغلب على العديد من المخططات للإضراب من قبل المسئولين عن النقل وعمال مترو الأنفاق والحافلات والجوازات والهجرة. وبالرغم من كل هذا فإن الأولمبياد انطلقت يوم الخميس الماضي في احتفال أسطوري يليق بالحدث الرياضي الأول في العالم بمدينة الضباب "لندن 2012" مسجلة العديد من الأرقام القياسية والتاريخية، حيث تشهد أكبر مشاركة في تاريخ الأولمبياد بوجود 15500 لاعب ولاعبة من أكثر 203 دولة يتنافسون علي ميداليات البطولة. وتشهد الأولمبياد لأول مرة مشاركة 3500 رياضي مسلم من مختلف البلدان العربية والإسلامية، كما أن منافسات الدورة تتزامن مع شهر رمضان المبارك والذي لم تشهده دورة الألعاب الأوليمبية منذ عام 1980. وأكد العديد من اللاعبين المسلمين المشاركين أمثال العداء الفرنسي ذو الأصول الجزائرية محمد بلعباس أنهم سيلتزمون بصوم رمضان وأن مشاركتهم في فعاليات الدورة لن تؤثر فى التزامهم الديني، كما شدد لاعب الهوكي البريطاني دارين شيسمان على أن رمضان يمده بقوة أكبر ويزيد من قدراته الرياضية وليس العكس، وتمسك جميع اللاعبين الصوماليين المشاركين في الدورة بصيام الشهر الكريم، في الوقت الذي أجازت فيه العديد من دور الإفتاء ببعض الدول العربية والإسلامية ومنها مصر والجزائر والمغرب والسعودية الإفطار للاعبين المشاركين في الأولمبياد لأنهم يندرجون تحت رخصة المسافر وعليهم أن يقضوا هذه الأيام فيما بعد. أما الحدث التاريخي الذي ستسجله "لندن 2012" فهي أنها البطولة الأولى في تاريخ الأولمبياد التي تشهد مشاركة عنصر نسائي بالحجاب، حيث أعلنت اللجنة الأولمبية السعودية عن مشاركة لاعبتين هما: وجدان علي سراج في منافسات الجودو فوق 78 كيلوجراما، وسارة العطار في سباق 800 متر عدو، أما قطر فستشارك بأربع لاعبات محجبات هن: بهية منصور الحمد في رماية البندقية، والعداءة نور حسين المالكي في مسافة 100 م، والسباحة ندى وفا عركجي، واللاعبة آية مجدي في منافسات كرة الطاولة، إضافة إلى اللاعبة المصرية آية مدني في الخماسي الحديث. وستحطم "لندن 2012" الرقم القياسي في عدد الرماة المتنافسين في مختلف التخصصات والمسافات، حيث وصل عدد الرماة إلى 390 رامي من 106 دول سيشاركون في العرس الأوليمبي، وهذا العدد لم تشهده أي دورة من قبل ويثبت أن الرماية لعبة تمارس في جميع أرجاء العالم ومن الرجال والسيدات وبمختلف التخصصات. أما عن مشاركة مصر في هذه الدورة فلها طابعها الخاص وأرقامها القياسية الخاصة فهي أول أولمبياد بعد ثورة 25 يناير كما أنها مشاركة بأكبر عدد من اللاعبين واللاعبات في تاريخ مصر الأولمبي منذ أول مشاركة في أولمبياد 1924، ووصل عدد أفراد بعثة مصر في عاصمة الضباب 198 فرداً، وتضم 100 لاعب و34 لاعبة و50 مدرباً و8 إداريين و 6 أطباء. جدير بالذكر أن لندن اختيرت كمدينة منظمة للأولمبياد الجارية يوم 6 يوليو 2005 خلال اجتماع اللجنة الأوليمبية الدولية رقم 107 في سنغافورة، بعدما تغلبت على مدن موسكو، نيويورك، مدريد ، وباريس، بعد ثلاث جولات من التصويت.