تكتب : لنعد لبساطة الإيمان وجمال الأفعال ببساطة شديدة بلا فذلكة فقهية ولا تنطع دينى ولا غلو وتطرف ولا تكليف للنفس إلا وسعها نسأل أنفسنا : يعنى ايه تدين ؟؟ يعنى مخافة الله فى السر والعلانية .... يعنى ان تحب لاخيك ما تحب لنفسك وأن تعمل وتتعبد بالفروض وتنام الليل بلا أى ضغينة او غيرة و لا حسد لأحد !! هكذا ابلغنا نبينا الكريم عندما سئل من مسلم تنبأ له بدخول الجنة ، فراقبه المتلهف على بلوغها ، فلم يجده يعمل أى شيىء مبالغ فيه لا فى الفروض ولا بالقسوة على نفسه بالحرمان من متع الدنيا الحلال وهى كثيرة والأعم ، إلا فيما حرم بنص .. انما يعمل ويصلى ولا يغلو، هكذا ببساطة حياة كانت الهدف من الخلق ! و اندهش الباحث عن الطريق إلى جنة الله والآمل في دخولها وسأل الموعود بالجنة عن خلطته السحرية التى حجزت له مكانا فيها ! أتذكره فى كل أعمالى وأتوجه إليه بقلب سليم ! تلك كان توليفة المؤمن بصدق، قبل ان يتدخل التنطع والتجارة بالدين واتخاذه مطية لأغراض الحكم و السيطرة !! تلك كانت بساطة التدين قبل ان يحولوا حياتنا الى جحيم مقيم من أجل تدين مصطنع غير موجود إلا فى قلوبهم الكريهة وجهلهم المقيم ! فهل يطلب منا الله .. تدينا فوق طاقة البشر ، نعجز عن تحقيقه الا بنفى الحياة ومتعتها؟؟ لا والله ، لا يطلب منا إلا ما يجعل حياتنا هنيئة مريحة لنا و للآخرين!! ببساطة من تنبأ نبينا بدخوله الجنة... انه الرحيم الودود ...الذى حرم على نفسه الظلم و كانت رسالته بسيطة قابلة للتحقق !! أولها .. ألا نحمل أى كراهية للمختلفين عنا ، بل ذكرنا بأننا كلنا عنده سواء ، وأنه خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف و نكسب من الاختلافات فى الفكر والرؤى، لا أن نتقاتل ونتباغض و يفني بعضنا البعض !!!. تلك كانت حكمته ، هو الذى كان قادرا أن يخلقنا شكلا واحدا ، دينا واحدا وعقلا واحدا و فكرا واحدا ! ألم تتساءل أبدا عن حكمته من هذا التعدد فى خلقه؟؟ ألم يصل إليك هدفه من هذا التنوع على أنه إثراء للحياة ...تجديد لخلايا الإدراك والوعى و الحلم و الخيال ؟؟ على أنه استفزاز للعقل لكى يشك و يتساءل ويتخيل ويتوقع نتائج ما كانت تخطر على باله .. لو لم تهزه روعة المختلف والغريب وغير المدرك والمتيقن ؟؟؟ إن توليفة التعدد والاختلاف هى سر الحياة وجمالها وتألقها وتطورها وتحضرها وتطهرها ، فكيف بالله حولناها إلى طريق الكره والاستعلاء والاحتقار والاستغلال والإقصاء وأخيرا القتل والابادة؟ ألا ترون الجريمة التى ترتكب فى انتهاك نواميس الخلق التى هدف إليها الله من معجزة التنوع ؟؟ كيف لم تلتقطوا حكمته وإشارته لكم ليكون احترام الاختلاف وتبجيله ، على أنه الطريق الوحيد للمعرفة والوصول الى تعمير الكون ورضا الله سبحانه ؟؟ ألم تسألوا أنفسكم لماذا لم يكتف سبحانه بخلق الملائكة التى يسبحون بحمده بكرة وأصيلا ولا يعصون له أمرا ، هم الذين فطروا على العبادة و حرموا من حق التكليف ، من الإرادة الحرة حتى فى معضلة الايمان والكفر ؟؟ و لما تفاخر الله بمخلوقه الذى به قبس من روحه أمام الملائكة وإبليس و قال لآدم عليه السلام : ابلغهم بالأسماء كلها... إنها عظمة المعرفة وخصوصية آدم .. !! فغار منه إبليس وعصى و قال أأسجد لمن خلقته من طين وخلقتنى من نار ؟؟ لم يفهم أنه يأمره بالسجود للمعرفة وامتحان التكليف العصى على بقية المخلوقات و تصدى لها آدم بقوة إنسانيته ! لم يخسف الله بإبليس ، ولم يحرقه على تمرده إنما جعله .. امتحانا عسيرا للمؤمنين ؟؟ ألم يعلمك هذا الامتحان وتلك المعصية شيئا ؟؟؟ ان الله يحب مخلوقه الذى يفكر ويتساءل ويشك ويعترض ويسير فى طرق الخير و الشر ، حتى يصل إلى الإيمان الذى يستولى على كل الجوانح ... فيصل بالإنسان الى الإيمان الحق القائم على المعرفة الواصلة إلى بر الأمان بإعمال العقل والوجدان و القلب !! تذكر .. أن الطلب الاول كان اقرأ ، أى المعرفة أى اعرف نفسك وتفكر فى الكون وتعجب واندهش ثم خر ساجدا لعظمة الرحمن ! فكيف حولنا هدف الله سبحانه من الخلق .. إلى هذا الجهل وتلك الدونية المعرفية والإيمانية بقصر التفكير والتدبير على حفنة قليلة تحتكر معنى التدين الحقيقى بتعريفها الشخصى و المغرض له ؟؟ فكيف وصلنا بمعنى الإيمان الحقيقى والخشية من غضب الله فى تصرفاتنا إلى طقوس و مظاهر بعيدا عن هدف الرحمن من الخلق والإيمان به ... العمل ومكارم الأخلاق ! لقد خلقنا وقد عرف أننا سوف نكفر ونؤمن ونتعبد ونتفكر وننكره ونقتل عباده ونسفك الدماء وكانت إجابته للملائكة عن سبب خلقه لهذا المتمرد و العاصى و سفاك الدماء ! أنه يعلم وأنتم لا تعلمون ! خلق الانسان لعمارة الكون و لعبادته سبحانه على كفى الميزان بالتساوى !! لم يخلق انسانا للعبادة فقط و كان واضحا عندما فضل الذى يعمل ويتعبد عن المنقطع للعبادة ويعيش عالة على أخيه والحياة ! تلك كانت رسالة غفل عنها الكثيرون ! لذا أتصور أن الطريق إلى رضا الله وجنته .. بسيطة وسهلة ... أن نعود إلى بساطة الإيمان وجمال الأفعال! وأن نحمى ديننا بأخذنا بالأسباب وعلوم العصر ... وأن تكون مؤمنا قويا ، لأن الله يحب عبده القوى بإيمانه وأخذه بالأسباب عن عبده الضعيف الذى يعرض دين الله للاعتداء استخفافا من الذين لم نعد لهم ما استطعنا من قوة ورباط الخيل نرهب به عدو الله وعدونا ؟ فهل استجبنا إلى أوامر الرحمن ؟؟ أم أن أحوال المسلمين تشى بعكس ذلك تماما ! .. فأين التدين من ذلك ؟؟ فلنعد الى التدين الحق، كما امرنا الله به قبل تنطع الجهلاء و المغرضين! إلى نموذج أخلاقى يحفز ويطمئن ويشجع ، يحبب فى الإيمان . ورمضان كريم !! المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية