انتهت مهلة "الإنذار" العلني الذي وجَّهه المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة، للرئيس محمد مرسي.. انتهت مهلة ال( 36) ساعة التي منحها المستشار الزند لرئيس مصر المنتخب، الذي يمثل سلطة الشعب، لتقديم "اعتذار واضح وصريح للشعب المصري والأسرة القانونية، لما حدث من امتهان وإساءة وطعن في أحكام المحاكم والسلطة القضائية، وإلا سيكون هناك بدائل أشد قسوة وضراوة". المهلة بدأت من مساء الإثنين 9 / 7 / 2012 ولمدة 36 ساعة فقط، وهاهي قد انتهت دون أن يقدم الرئيس مرسي "الاعتذار الواضح والصريح"، ورغم ذلك لم ينفذ المستشار الزند شيئًا من قائمة تهديداته التي قال إن "أولها سيكون تعليق العمل لمدة ساعة، ثم تعليق العمل لمدة شهر، ثم إيقاف العمل تمامًا في المحاكم". وتخيلوا، لو أن المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة، وجَّه إنذاره إياه إلى الرئيس مبارك قبل أن تسقطه ثورة يناير.. تخيلوا لو أن سيادة المستشار عقد مؤتمرًا صحفيًّا، وقال فيه للرئيس مبارك مثلما قال للرئيس محمد مرسي: "أمامك 36 ساعة، وخلال هذه المهلة عليك تقديم اعتذار واضح وصريح للشعب المصري والأسرة القانونية، لما حدث من امتهان وإساءة وطعن في أحكام المحاكم والسلطة القضائية، ومثلما حلفت اليمين ثلاث مرات، عليك أن تأتي للقضاة وتقسم أمامهم مرة رابعة بأنك لن تخالف القانون والدستور.. وفي حال عدم عودتك إلى صوابك، وتنفيذك لهذه المطالب خلال 36 ساعة، ستكون هناك بدائل أشد قسوة وضراوة". تخيلوا لو أن المستشار الزند قال ذلك للدكتاتور حسني مبارك.. ماذا كان سيفعل المخلوع بسيادة المستشار بعد 36 دقيقة لا بعد 36 ساعة؟! والسؤال الأهم: أين كانت هذه الغيرة على كرامة القضاء والقضاة، وأين كان هذا الإنذار، حينما اعتدى مبارك بأيدي أجهزته الأمنية على القضاة الذين احتجوا على تزوير الانتخابات، بل وتم سحل أحدهم في الشارع، أمام نادي القضاة وأمام نقابة الصحفيين مثلما رأيت بنفسي أنا والكثير من زملائي الصحفيين يومها. باختصار: كان من الممكن أن نقف جميعًا مع المستشار الزند، لو أن سيادته قد وجَّه هذا الإنذار من قبل، لمن اعتدوا على القضاء وعلى مصر كلها، وقاموا جهارًا نهارًا بتهريب "الأمريكان" المتهمين في قضية التمويل الأجنبي.. ولكن المبادئ يا سادة لا تتجزأ ! [email protected]