المواقع الإخبارية تتربع على عرش الصحافة المطبوعة "الصحفيين": تطوير المادة التحريرية للصحف الحل الوحيد للخروج من المأزق تشهد الصحافة الورقية "انتكاسة حقيقة" فى أرجاء العالم، وانخفاض شديد جدا فى نسبة التوزيع، مما يحمل المؤسسات خسائر مالية كبيرة فى ظل الأزمات الاقتصادية التى يشهدها العالم، حيث جاء قرار مالك الشركة البريطانية إيقاف النسخة الورقية للإندبندنت بعد 30 عامًا على بدء إصدارها فى 1986، وذلك من 26 مارس الماضى، والاكتفاء بالموقع الإلكتروني مع التركيز على الخدمات الرقمية الأخرى، ومن قبلها إيقاف الإصدار الورقى لصحيفتى النهار والسفير اللبنانيتين، يستشرف المستقبل بنظرة المستثمر الحذر، الذى يرى أن "العصر الورقى" للصحافة شارف على النهاية، وأن المستقبل هو للصحافة الرقمية. وفى مصر توقفت أيضا صحيفتى "التحرير، والبديل" عن الإصدار الورقى والاكتفاء بالموقع الإخبارى، فيما توقفت جريدة المصريون عن الإصدار اليومى، والاكتفاء بالأسبوعى والموقع الإلكترونى، حيث بدأت عدة أسئلة في الظهور حول مستقبل الصحافة الورقية والإلكترونية، والتعامل الرسمي مع العاملين بها سواء من قبل نقابة الصحفيين، أو المجلس الأعلى للصحافة، إضافة إلى إمكانية تعديل التشريعات الإعلامية والصحفية لكي تتواكب مع العصر الحالى. وربما تقود هذه الخطوة صحفًا عالمية أخرى، وعربية، إلى سلوك نفس الاتجاه، إذ سبق وأوقفت مجلة نيوزويك، والتي تعد من أهم وسائل الإعلام الأمريكية، نسختها الورقية أواخر العام 2012، والتي يزيد عمرها عن 80 عامًا، لانخفاض عائدات الإعلان، قبل أن تعاود الصدور ورقيًا في مارس 2014. فيما أكدت إحصائية صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء نهاية عام 2015 عن توزيع الصحف اليومية والأسبوعية داخل مصر وخارجها فقد بلغ 655 مليون نسخة خلال عام 2014 بينما كانت أعلى في عام 2013 حيث بلغت 758.2 مليون نسخة، وبلغ 646.6 مليون نسخة في عام 2012، وفى عام 2011 بلغت 920.9 مليون نسخة، وفى عام 2010 بلغت 1007.2 مليون نسخة، وفى عام 2009 بلغ 892 مليون نسخة، وفى 2008 وصل العدد 830.9 مليون نسخة. وفى مقابل ذلك ازدهار وتطور الصحافة الرقمية، حيث أشارت الإحصائية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء إلى أن عدد المواقع الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت مليارًا و61 مليون موقع في العالم، تتنوع ما بين إخبارية وتجارية وغيرها، منذ تأسيسها في عام 1991. ومن جانبه، صرح جمال عبدالرحيم سكرتير عام نقابة الصحفيين، ل"المشهد" بأن توزيع الصحف الورقية شهد انخفاضًا واضحًا بسبب التطور التكنولوجى المتمثل فى المواقع الإخبارية والسوشيال ميديا "مواقع التواصل الاجتماعى"، التى من خلالهم تصل المعلومة المكتوبة بالصوت والصورة أسرع للقارئ. وأضاف عبد الرحيم أن السبب الرئيسى فى تراجع المبيعات الورقية هو عدم تطوير المادة الإخبارية التى مازالت لا تقدم غير الخبر الخام بعد تداوله على المواقع الإخبارية والتواصل الاجتماعى، وذلك ما أدى إلى عزوف القراء عن شراء الصحف الورقة. وأشار إلى أنه يجب على الصحف الورقية متابعة ما وراء الخبر وعمل تحليلات للأحدث، مؤكدا أن ذلك هو السبيل الوحيد للخروج من تلك الأزمة. وأكد عبدالرحيم أنه يجب تعديل قانون نقابة الصحفيين رقم 76 لسنة 1970، لأن ذلك القانون يقف عقبة في ضم المحررين الذين يعملون بالمواقع الإلكترونية للنقابة، موضحا أن الأزمة الاقتصادية وعدم تطوير الصحف الورقية يُهددها بالتوقف والاعتماد على الموقع الإلكترونى. الجدير بالذكر أن الصحافة الإلكترونية عُرفت في عام 1993 بإصدار صحيفة "سان جوزيه ميركورى" الأمريكية، تلاها تدشين أول ظهور إلكتروني لصحيفتي “ديلي تليغراف” و”التايمز” البريطانيتين عام 1994. عربيًا، كانت صحيفة الشرق الأوسط من أوائل الصحف العربية التي ظهرت على الشبكة العنكبوتية في 9 أيلول 1995، ثم تلتها صحيفة النهار اللبنانية، التي أصدرت طبعة إلكترونية يومية بدءًا من الأول من كانون الثاني 1996، وبعدها صدرت صحيفة السفير اللبنانية.