أكد الفريق اول صدقي صبحي، والقائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والانتاج الحربي، علي التزام مصر الكامل بكافة قرارات تفعيل تجمع الساحل والصحراء وتطوير بنيته المؤسسية. وتابع وزير الدفاع خلال كلمة القاها في مؤتمر وزراء دفاع دول تجمع الساحل والصحراء "س.ص"، أن اجتماع شرم الشيخ يشكل نقطة التحول التاريخي والانطلاق نحو المستقبل بإمتلاك ادوات التعامل مع كافة التحديات الأمنية التي تعرقل السلم والأمن بفضاء التجمع وتحية لكم جميعا من الشعب المصري العظيم وقواته المسلحة التي تعتز وتفتخر بإنتمائها وهويتها الأفريقية. واعتبر أن تشهده القارة الإفريقية وبصفة خاصة فضاء تجمع الساحل والصحراء في السنوات الأخيرة، من تطورات تطرح بلعديد من التحديات والتهديدات التي تستهدف أمن أوطاننا وتعرقل خطط التنمية التي نصبو جميعا لتنفيذها. وجاء نص كلة الفريق اول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأتي: بسم الله الرحمن الرحيم السادة الحضور الكرام السيدات والسادة اسمحوا لي بداية ان اعرب باسمكم عن إدانتنا الكاملة للاعمال الارهابية التي ضربت مؤخرا العديد من دول التجمع كما اعلن عن إدانتنا بأشد العبارات للاعمال الارهابية الخسيسة التي ضربت العاصمة البلجيكية بروكسل،وان انقل نيابة عن اجتماعنا اليوم رسالة تعزية وتضامن مع اسر الضحايا الابرياء وادعو حضراتكم للوقوف دقيقة حداد علي ارواح شهداء الانسانية جميعا وارواح ضحايا الارهاب الغادر. اصحاب المعالي السادة وزراء الدفاع لدول تجمع الساحل والصحراء السيد ابراهيم ساني أباني امين عام تجمع الساحل والصحراء بالانابة السادة الضيوف الكرام السيدات والسادة أشرف اليوم أن أكون معكم بوطنكم الثاني مصر وعلي أرض سيناء الحبيبة، وفي مدينة شرم الشيخ رمز الأمن والسلام، ممثلا لشعب مصر العظيم وقواته المسلحة الباسلة التي تعتز وتفخر بالانتماء للقارة الأفريقية ليس فقط لاعتبارات التاريخ والجغرافيا وإنما هو لروابط الهوية والعلاقات الأزلية وملحمة النضال المشتركة لشعوبنا ووحدة المصير والمستقبل الواحد في التنمية والأمن ففي الأمس القريب احتضنت شرم الشيخ مؤتمرا للتنمية بإفريقيا واليوم تحتضن اجتماعا لتعزيز الأمن. السيدات والسادة بداية نود الإعراب جميعا عن خالص التقدير لجمهورية تشاد الشقيقة بقيادة فخامة الرئيس إدريس ديبي للجهود التي تبذلها حكومة وشعبا من أجل إعادة تفعيل التجمع وتعزيز الياته للتعاون في التنمية ومواجهة التحديات الأمنية في فضاء التجمع ودوله بما في ذلك عقد الاجتماع الإستثنائي لوزراء خارجية دول التجمع علي هامش الدورة الثامنة والعشرين للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا في يناير 2016. ولا يفوتنا أيضا أن نعرب عن تقديرنا البالغ للأمانة الفنية لتجمع الساحل والصحراء علي التعاون الوثيق في الإعداد والتحضير لعقد هذا الاجتماع لتحقيق الاهداف المرجوة. السيدات والسادة نجتمع اليوم وكلنا آمل في أن يكون ما نقوم به يمثل نقطة بداية هامة في تاريخ التكامل والعمل المشترك داخل تجمع الساحل والصحراء. فهذا الاجتماع يأتي في لحظة هامة وفارقة بمسيرة التجمع لحظة تجعل من خيار الشراكة والتعاون الخيار الأجدى امام شعوبنا وحكوماتنا. لحظة تتطلب التعاون والتنسيق والتكامل والعمل علي تطوير اليات العمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار بامتداد فضاء الساحل والصحراء كضمانة أساسية لإزالة كافة معوقات التنمية المستدامة التي هي الهدف الاستراتيجي الذي نسعي جميعا للوصول اليه تحقيقا لرفاهية وأزدهار وتقدم شعوبنا ودولنا السيدات والسادة إن ما تشهده القارة الإفريقية وبصفة خاصة فضاء تجمع الساحل والصحراء في السنوات الاخيرة من تطورات باتت تطرح بالعديد من التحديات والتهديدات التي تستهدف أمن أوطاننا وتعرقل خطط التنمية التي نصبو جميعا لتنفيذها. ولا جدال في أن الإرهاب والتطرف بات يشكل تهديدا قويا أمتد بتداعياته لكافة بقاع العالم واستهدف بعملياته البغيضة المدنيين الأبرياء دون تفرقة أو استثناء لدولة أو منطقة أو اقليم وهو ما يؤكد علي حمية العمل المشترك الاقليم والدولي لهزيمة هذه التنظيمات الإرهابية التي نستمد أفكارها من منبع واحد. ففي السنوات ألاخيرة لم يصبح الإرهاب والتطرف ظاهرة دخيلة علي القارة الإفريقية وبصفة خاصة فضاء الساحل والصحراء بعد أن صارت دول وشعوب المنطقة تعاني من حدة العمليات الإرهابية وباتت مسرحا لأنشطة العديد من الجماعات الإرهابية يمتد من شمال وشرق القارة إلي غرب ووسط القارة. تتزايد تعقيدات هذا التهديد مع أرتباطه بالصور الأخري للجريمة المنظمة عابرة الحدود مثل الإتجار بالمخدرات والأسلحة وتهريب البشر والإختطاف والتي تشكل في مجموعها مصادر التمويل والتسليح للجماعات الإرهابية أيضا أصبحت العمليات في الفضاء الألكتروني عنصرا شديد الخطورة سواء في تنفيذ الجريمة المنظمة العابرة للحدود او في تصاعد وانتشار الإرهاب والتطرف بالترويج للأفكار المتطرفة والتجنيد والتدريب والتسليح والتغلب علي الإجراءات الامنية لتنفيذ العمليات. السيدات والسادة أدانت مصر كافة العمليات الإرهابية التي استهدفت الدول الشقيقة والصديقة وأكدت حرصها علي التعاون ودعم كافة المبادرات والمشروعات الإقليمية والدولية التي تسعي لتعزيز الأمن والأستقرار والقضاء بصفة خاصة علي الإرهاب والتطرف. ذلك من منطلق القناعة المصرية بضرورة تضافر وتكاتف كافة الجهود الاقليمية والدولية لتصب في استرتيجية واحدة تكون قادرة علي هزيمة الإرهاب والتطرف والإداراك بأن النجاح في تحقيق هذا الهدف يتطلب العمل من خلال مقاربة شاملة لا تستثني اي من التنظيمات ولا تقتصر علي العمليات الأمنية والعسكرية وإنما تشمل أيضا نواحي التنمية البشرية والإجتماعية والأبعاد الفكرية والثقافية وتجديد الخطاب الديني. السيدات والسادة أن اجتماعنا اليوم يمثل فرصة تاريخية لاستعراض وتقييم الدراسات والوثائق الخاصة بتطوير العمل في الأمانة العامة لتجمع الساحل والصحراء وأجهزته خاصة المرتبطة بتعزيز الأمن والاستقرار داخل فضاء التجمع ولاسيما ما يخص الوثيقة الإطارية لاستراتيجية التنمية والأمن وكذا مقررات القمة الاستثنائية التي عقدت في ندجامينا في فبراير 2013 وفي مقدمتها انشاء وتفعيل مجلس السلم والأمن والية منع وتسوية المنازعات. وفي هذا الإطار اسمحوا لي بالإعراب عن استعداد مصر الدائم للتعاون وتقديم ما لديها من خبرات وامكانيات لدعم مصالح واهداف شعوبنا ودولنا في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية مستندين في ذلك علي الدعم القوي من القيادة السياسية لاستراتيجية الانفتاح علي الاشقاء بالقارة الأفريقية خاصة تجمع الساحل والصحراء الذي يشكل أحد الدوائر الاساسية لامننا القومي. ثانيا: الإيمان بالعلاقة الاساسية والمتبادلة بين تحقيق الأمن والدفع بجهود التنمية. ثالثا: رصيد القوات المسلحة المصرية في الامكانيات والخبرات والتعاون مع الاشقاء بالدول الافريقية سواء بالمجالات الامنية والعسكرية او التنمية الاقتصادية عبر جهاز الخدمة الوطنية. رابعا الامكانيات والخبرات المصرية في مجال الاعداد والتأهيل والمشاركة بعمليات فض وتسوية المنازعات وحفظ السلام خاصة مع المشاركة المصرية العملية في الكثير من العمليات التي تمت ولازالت في العديد من دول التجمع. خامسا عضوية مصر الحالية في مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الامن الدولي مع رئاسة اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب بما يسمح لها أن تكون حلقة الوصل بين المجلسين وتعزيز الجهود الإقليمية والدولية الساعية لارساء حالة السلم والامن ومكافحة الإرهاب والتطرف بالقارة والتجمع. في نفس السياق اعتمدت قمة ندجامينا 2013 المبادرة المصرية لانشاء مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب ليكون اداه لتبادل المعلومات الاستخبارية والعمل التشاوري حول المشاغل المشتركة المرتبطة بالتهديدات الارهابية وعلاقتها بالجريمة المنظمة وهو ما جري بحثه في اجتماع الخبراء علي مدار اليومين السابقين والي نتطلع لقيام الأمانة العامة بإضافة كافة الأفكار والمقترحات المقدمة لتحقيق أهداف التجمع بذات الشأن حتي يتم الانتهاء من اجراءات انشائه في القريب العاجل. السيدات والسادة في الختام أود التأكيد علي الالتزام الكامل بكافة قرارات تفعيل تجمع الساحل والصحراء وتطوير بنيته المؤسسية والتطلع لأن يشكل اجتماع شرم الشيخ نقطة التحول التاريخي والانطلاق نحو المستقبل بإمتلاك ادوات التعامل مع كافة التحديات الامنية التي تعرقل السلم والامن بفضاء التجمع وتحية لكم جميعا من الشعب المصري العظيم وقواته المسلحة التي تعتز وتفتخر بإنتمائها وهويتها الأفريقية. واتمني لكم جميعا اقامة سعيدة في شرم الشيخ أرض الفيروز ومدينة السلام وحلقة الاتصال بالاشقاء والاصدقاء لتحقيق الأمن والرفاهية لشعوبنا وشعوب العالم اجمع ، واشكركم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.